أصبعي أزرق.
كنت سأكون حزيناً لو لم أشارك في هذه الانتخابات التاريخية في مسيرة بلادنا الرائعة، ليبيا الحبيبة. ومع هذا، كانت فرحتي بأن آلاف الليبيين يمارسون حقاً حرموا منه لعقود.
(الله أكبر) ينطق بها كل من يخرج من حجرة الانتخاب، ويرد الجميع الله أكبر. تعرف إنها تخرج من القلب، وأن الزغاريد التي تنطلق من الجانب الآخر من مركزنا الانتخابي، أنما تؤكد هذه الفرحة، وعمق الشعور بمسؤولية المرحلة المقبلة.
أصبعي أزرق.
الدمعة تأبى إلا أن تخرج، الكل فرح ومبتهج، وكأني يوم تحرير طرابلس من نظام الطاغية، الكل يرفع الأعلام على سياراته وعلى شرفات البيوت والنوافذ (أرفع راسك فوق إنت ليبي حر). ليبي حر أمارس حقي في استحقاق الحرية والمسؤولية.
نعم، ليبيا ليست تونس أو مصر، إنها مرادف التضحية، وبذل الدماء من أن أجل أن تكون ليبيا حرة، بلد واحد. (دم الشهداء ما يمشيش هباء) نعم هذا الدم الغالي الذي قدمه رجال ليبيا ونسائها، لن يضيع هباء، سيروي شجرة ليبيا الجديدة، رامية ظلالها على الجميع.
أصبعي أزرق.
حلم حقيقي، وواقع يقول: انتخبت. انتخبت من أريد، مارست حقاً كنت أراه على على الشاشة، وكانت أمني نفسي باللحظة التي أقف فيها أمام الصندوق الأبيض، أبوع له بسر اختياري. أخرج: الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. عند مركز الاقتراع استقبلني أحد الشرفين، نظر إلى بطاقتي وقال:
– قاعة رقم 2. وهذه قوائم الكيانات كلها، خود وقتك. وبعيدن تأكد من وجود اسمك بالقوائم الموجودة أمام القاعة، وأدخل.
كان إسمي موجوداً بالقائمة الثالثة، دخلت، كلن الصف قصيراً، الحديث يسير باتجاه واحد، الانتخابات، ووجع مما يحدث في شرق ليبيا. ومع كل خارج يرتفع التكبير والدعاء للشهداء. دخلت القاعة، عرض يدي الخاليتين إلا من أمل ملامسة اللون الأزرق، عبرت المكتب الأول، استلمت قائمة المرشحين، اختليت بها في ركنٍ أبيض، همست لها بالسر، وشوقي للون الأزرق، لأقف أمام الصندوق الأبيض، أخيراً وصلت، وصلتك أيها البعيد، وصلتك، أصبعي يذهب في ماء الاستحقاق الأزرق، ويمناي تضع سرها فيك.
كم أحبك يا أصبعي الأزرق.