ظاهرة جديدة يعرفها المجتمع الليبي هي (الاعتصام).
وككل شيء جديد يدخل المجتمع الليبي، ويصطبغ به، تحول الاعتصام من وسيلة ديمقراطية للتعبير عن الرفض، إلى وسيلة للضغط ولي اليد لفرض الرأي والطلبات.
ففي كل يوم نسمع عن حقل نفطي تم إيقافه، والسبب الاعتصام، ولكن من الذي يعتصم؟
الواقع يكشف إن العاملين في الحقول النفطية ليس من يعتصم، لأن اعتصاماتهم في العادة تكون بالتدريج، بمعنى تقليل ساعات العمل الأمر اذي يجر لتقليل لإنتاج الحقل النفطي.
الأهالي هم من يعتصمون!!!.. نعم الأهالي، أهالي المناطق القريبة والقرى والمدن القريبة من هذه الحقول هم من يعتصمون ويوقفون العمل بهذه الحقول، في محاولة منهم للضغط على الحكومة للنظر إلى مطالبهم، التي يتلخص أهمها في:
– إيجاد مواطن شغل لمواطني المنطقة.
– تعمير المناطق القريبة من هذه الحقول.
– ضرورة أن تكون إدارات الشركات بهذه المدن.
– بعض المطالب كانت بأن يكون الموقع بالكامل للمدينة أو المنطقة، وأن يرجع العاملين فيه من المدن الأخرى.
جانب آخر، يتم فيه استغلال الحق النفطي، خاصة الحقول الكبيرة، لتكون وسيلة ضغط على الحكومة لا أكثر.
إن هذه الموجة من الاعتصامات، تربك الحكومة أكثر مما هي وسيلة للضغط، وهي أيضاً ترهق كاهل الدولة لأنها تضطر لتقديم وعود حتى يتم فتح هذه الحقول للضخ، ومن بعد ما يترتب على هذه الوعود من التزامات مالية وغيرها. ومن تجربة خاصة، أوجدتها طبيعة عملي، علمت من أحد المشرفين العاملين في أحد المواقع المفطية، أنه لم تم تنفيذ مطلب التعيينات فإنهم سيحتاجون لبناء ثلاث مرات عدد المباني، وهو أمر لا يمكن عقله منطقياً واقتصادياً.
لندع للحكومة فترة حتى ترتب بيتها الداخلي، ومن بعد لتكن اعتصاماتنا حضارية.
حفظ الله ليبيا.
الاعتصام السلمي أسلوب حضاري.. لكن ما يقوم به البعض طريقة غير حضارية تضر بمصالح البلاد. فأكثر من حقل تم توقيفها.
الدولة قد تكون السبب في مثل هذا الأمر.. وهي غير معفية وخير مثال حقل الغاني التابع لشركة الهروج فقد ظل مقفلاً لأكثر من شهرين.. بسبب أن كل كتيبة تتدعي إنه من حقها حماية الحقل.. واحدة مكافة من حرس المنشآت والتانية من الدفاع.