متسربة، ظهرت فجأة على شاشات التلفزيونات العربية، ما صار يعرف بـ(الكاميرا الخفية)، والتي صار شهر رمضان الكريم، موسماً ثابتاً لبث هذا النوع من البرامج.
في التسعينات، عرف التلفزيون الليبي، هذا النوع من البرامج، حيث كانت المقالب بسيطة، وطريفة وبعيدة عن إيقاع أي أذى أو تأثير نفسي لمن وقع في المقلب.
هذا النوع من البرامج الذي تسرب من خلال التلفزيونات الغربية، تطور بشكل وسريع، ففي فترة التسعينيات من القرن الماضي، تميز التلفزيون التونسي، الذي كان يصلنا بثه، بتقديم الكاميرا الخفية أو (الكاميرا كاشيه) بطريقة جميلة، وبتقديم رائع للإعلامي “رؤوف كوكه“، ومن خلال أفكار مبتكرة ومركبة، تربك لكنها لا تترك أثراً نفسياً.
كما أنتج التلفزيون السوري أيضاً سلسلة من المقالب، استهدفت الفنانين من خلال إجراء لقاءات وحوارات مفبركة، وممن قدم بعضاً من حلقات هذه السلسلة الفنان “عباس النوري“.
شهر رمضان والكاميرا الخفية
كثيراً ما أتساءل، عن سبب ربط هذه النوع من البرامج بشهر رمضان الكريم، لأجد أكثر من إجابة:
فشهر رمضان الكريم، هو الموسم الذي يسجل أعلى المشاهدات والمتابعات للبرامج والمسلسلات.
بسبب، اجتماع الأسرة حول الإفطار، وأجواء رمضان الليلية التي في الغالب تقضي في السهر ممارسة المتع التي حرم منها الصائم خلال نهار رمضان.
وأيضاً، كون هذا النوع من البرامج، يمنح المتفرج شحنة عالية من الضحك.
لكن هل رؤية الآخرين يقعون في مقلب مدبر، أمر مضحك، أو جالب للضحك؟
بعيداً عن التحليلات النفسية، وما قيل في هذا النوع من البرامج، فإني هنا سأتحدث من خلال وجهة نظر شخصية.
قد أقبل رؤية ومتابعة الكاميرا الخفية، في حال كان الملقب بسيط وظريف، أي بعيد عن إرباك الضحية، أو وضعها تحت ضغط نفسي.
استخدامي لمفردة (ضحية) مقصود، فالشخص الذي يتم اصطياده والإيقاع به، يتعرض لذات الضغط النفسي والعصبي الذي تتعرض له الضحية من قبل الجاني. والجاني في هذه الحالة معد المقلب.
جو، بحر، نار، والآن تحت الأرض
سبب كتابتي لهذه التدوينة، هو تشابه اسمي واسم أحد معدي المقالب، وأقصد “رامز جلال“، الذي يقدم في كل رمضان مجموعة من المقالب، يستهدف فيها الإيقاع بضحاياه من أهل الفن والمشاهير.
رامز جلال، الذي قدم أكثر من موسم من هذا البرنامج الذي يختلف في موضوع مقالبه، بالتالي اسمه، يركز على وضع الضحية تحت ضغط نفسي وعصبي كبير، وهو في هذا لا يراعي قدر ولا سن الضحية، وهي أولى النقاط السلبية التي سجلتها على البرنامج، ولم تشجعني على متابعته، ولولا إصرار أطفالي على المتابعة، بسبب تشابه الأسماء، لما كنت مجبراً على متابعة بعض المشاهد.
النقطة السلبية الثانية، نوعية السيناريو الذي يتم إيقاع الضحية من خلاله، فهو ليس من النوع الخفيف، إنما النوع الثقيل، والخطير في بعض الأحيان، والذي قد يدخل الضحية في عارض صحي، أو كما حدث التعرض لإصابة ما.
النقطة السلبية الثالثة، والتي لم تعجبني، هي إصرار “رامز” على إقرار الضحية بأنها غير منزعجة.
ختاماً، لست ضد هذا النوع من البرامج، لكن أن يكون المقلب خفياً وبسيطاً، جالب للسعادة، وغير مضر أو مستغل للضحية بشكل مبالغ فيه.