تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بين الفترة والأخرى، صور لانتهاكاتٍ كبرى في حق الحياة البرية الليبية، الأمر الذي يعكس دموية من يقومون بهذه الأعمال في غياب القانون، وسيادة الدولة، وتقنين هذا الفعل الجائر، الذي يمارس تحت مسمى (الصيد) كهواية.
وهو من جانب آخر، يقدم صورة عن طبيعة التجاور بين الإنسان والحيوان في الطبيعة، والتي من المفترض أن تكون حياةً يحكمها حسن الجوار، وعدم التعدي على المناطق وحفظ الروح إلا لحاجة أو دفاعاً.
إن هذه الصور، لا تعكس مستوى الشر في الإنسان، بقدر ما تعكس ما نتمتع به نحن الليبيون من قدرة على تدمين بيئتنا الطبيعية، واستنزافها، وهتك روحها، وإبادتها؛ وهذا الأمر لا يخص الحياة البرية، ممثلة في الحيوانات والطيور، بالقنص والصيد خاصة بعد انتشار السلاح، أو التعدي على الحياة البحرية باستخدام المتفجرات (الجلاطينا)؛ بل تجاوز حد التعدي على المعالم التاريخية والمواقع الأثرية، دون تقدير لما تمثله من قيمة ثقافية ومعرفية. هذا ناهيك عن التعدي على الغابات وقطع الأشجار، وتجريف الأراضي الزراعية.
وللأسف، نثبت في كل مرة إننا كشعب، نتمتع بمستوىً علٍ من الأنانية المفرطة، وحب التسلط، وممارسة الجهل؛ سعياً وراء إرضاء ذواتنا، وتحقيق مكاسب مادية.
نحن ندمر حياتنا بإيدينا.
*
حفظ الله ليبيا
أخي .. في ليبيا حتى الحياة الإنسانية لم تسلم من الانتهاك