جائحة الكورونا ألزمتنا البقاء في البيت، تطبيقاً لإجراءات العزل والحجر الصحي للتقليل من انتشار فايروس الكرونا (كوفيد – 19). ولأن الحركة صارت محدودة جداً، وفي بعض المناطق تم تطبيق الحظر الكامل، فالبيت تحول من سكن للأسرة إلى عالمها، الذي تصحو وتمارس أنشطتها فيه. ولأن الإنسان ولد حراً ومحباً للانطلاق، فإن الكثير حولوا فترة هذا الحظر إلى أعمال ومنتجات، وخدمات يمكن الاستفادة منها على الصعيدين الشخصي والعام.
خدمات عامة!!!
ها هم الإيطاليون أكثر الأوربيون تضررا من هذا الفايروس، لا ينسون مشردي الشوارع، فيقومون بإنزال سلال الفواكه والأطعمة ويتركونها ليتمكن المشردون من الحصول على طعامهم.
وفي فرنسا، قام أحد المدربين الرياضيين، باستخدام سطح منزله لممارسة الرياضية، ليتحول هذا التصرف الفردي إلى تصرف جماعي، ويعود هذا المدرب لممارسة عمله كمدرب بدني، وعلى رقعة أكثر اتساعاً.
نعود لإيطاليا أيضاً، حيث يقوم من يملك موهبة العزف بالخروج إلى الشرفة وعزف المقطوعات المعروفة والمشهورة، وكذلك الأغاني الشعبية، التي تجد مشاركة كبيرة من الجيران.
أما في استراليا، قام أحد الصينين المقيمين، بتوزيع مجموعة من الكمّامات الطبية على البيوت في محيط سكناه. حيث كان يترك هذه الكمامات في أكياس عند أبواب البيوت. وكرد فعل، قام الجيران بترك الكثير من الأشياء عند باب بيته، من فواكه وخضروات وورود وغيرها من الاحتياجات التي يقومون بإحضارها كرد لهذا المعروف!
تعلم وتعلم!!!
من خلال إبحاري في اليوتيوب وبعض منصات الأون لاين، وجدت ارتفاعاً في عدد الدروس والمحاضرات، إذ قام الكثير من المدرسين والمدربين بتنفيذ مجموعة من الدروس والمحاضرات ونشرها عن طريق اليوتيوب أو المنصات المختصة في هذا المجال.
كما وقام بعض المدربين والمختصين وأهل الخبرة؛ بفتح قنوات تواصل مباشر، في شكل محاضرات أو حلقات نقاش وندوات.
هذا دون أن ننسى المقاطع التوعوية التي اختصت بنشر معلومات عن فيروس الكورونا، ودحض المعلومات غير الصحيحة التي تنتشر على صفحات الإنترنت، ومنصات التواصل.
إبداع × إبداع!!!
لعل أكثر ما لفت انتباهي، حجم مقاطع الفيديو التي تصور إبداع الناس في منازلهم، بداية من دخول الرجل إلى المطبخ، ولعب العائلة وتسليتها مع بعضها، إلى إبداعات الشخصيات العامة؛ كالممثلات والعارضات والمغنيات في مطبخهن، إلى المقاطع العلمية.
نعم مقاطع علمية، وقد انتشرت منذ فترة قريبة مجموعة من مقاطع الفيديو لطريقة عمل الكمامات، وأجهزة الوقاية والحماية، وعمل المطهرات المنزلية، حتى نصل إلى طرق صناعة الكحول بالتخمير في البيت.
أما أكثر ما استمتعت بمشاهدته هي مجموعة من مقاط الفيديو، التي يتنافس فيها أصحابها في صناعة وابتكار طرق للحصول على المطهرات والمنظفات (الصابون) من القوارير دون لمسها من خلال دوائر الكترونية. حيث يصور إحداها طريقة عمل دائرة الكترونية لضخ المطهر من القارورة بمجرد وضع اليدين تحت فتحة المصب.
العمل من البيت!!!
في وجود 3 مليون طلب قدمت في أمريكا لمكاتب الخدمة الاجتماعية، ممن فقدوا وظائفهم بسبب هذا الفايروس، فإن الكثير توجه للعمل من بيوتهم، لكن الدراسات تقول إن 30% من مجمل الأعمال يمكن الاستمرار بها من البيوت، فالكثير من الأعمال خاصة الفنية والهندسية لا يمكن العمل عليها أون لاين.
لذا فإن الكثير من المنصات الخاصة بالأعمال، نشطت بشكل كبير، وهي المنصات الخاصة بالأعمال، بل إن الكثير من المقاطع المصورة تقدم أفكارا عن العمل من البيت.
ختاماً!! الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، كنت أسمعها من قبل وإلى الآن، وإلى الغد.