كثيراً ما أتندر قائلاً لأمي:
– الناس كلها عندها رمضان واحد، وإنتي رمضانين.
حالة غريبة من النشاط تدب في المجتمع الليبي ترافق اقتراب الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، الأسعار (تشيط فيها النار)، ولا تستثني شيئاً من الخضار إلى اللحوم، وحتى الأدوات المنزلية. فثمة من يغير أوانيه بالجديد، بدعوى (كيف؟ نستقبلوا سيدي رمضان بطناجر قديمة!!!). ومع اقتراب الشهر، يتركز الحديث بشكل اكبر عن موعد الشهر، والرؤية، والجدل بين العلم والشرع في تحديد بداية الشهر، والهم الأكبر هو التدخل السياسي في الموضوع، يعني (السعودية تسيم السبت، حنى نصيموا الأحد).
ما علينا، رمضان هذا العام 2012 مختلف، نعم هو مختلف في ليبيا هذه المرة، فهو:
– أول رمضان يأتي بعد 42 سنة بدون وجود الطاغية (القردافي).
– وما فيش كل العام وانتم بخير.
– وبقناعة تامة في المجتمع بأن رمضان لهذا العام سيحدد طبقاً للشريعة (الرؤية الشرعية).
– وبهدوء وبدون صخب، أو ضجيج، في شكل مهيب.
– أول رمضان يبدأ ليلته بالتكبير عقب إعلان المفتي.
– وأول رمضان، كما علق الرسام الكاريكاتوري “اشتيوي صالح”: مافيش البسباسي تاني، مافيش قزقيزة تاني، مافيش خدوجة تاني، ما فيش كافو تاني…
– وأول رمضان يبدأ بحملة توعوية صادقة، واهتمام صادق من الجهات المسؤولة.
– والأجمل، إنه يأتي بعد حدث هام في حياة الليبيين، ألا وهو انتخابات المؤتمر الوطني.
أعاد الله شهر رمضان على الجميع بالخير واليمن والبركات
وكل عام وأنتم بخير