#أنا_أدون
نشأت على وجود تلفزيون (أبيض وأسود) في بيتنا، وكم كانت دهشتي كبيرة عندما أحضر أبي ذات يوم من نهاية السبعينيات من القرن الماضي تلفزيون (سوني) ملون (نظام 3 ألوان)، وكان ذهبي اللون. شاهدت على شاشة هذا التلفزيون الكثير من حلقات الرسوم المتحركة، الكثير منها مازال عالقاً بذاكرتي، بكامل تفاصيله، كـ؛ الجائزة الكبرى، نسور الرعد، الغواصة الزرقاء، سندباد، والقائمة تطول.
الذي دعاني للتدوين، هو قيام بعض القنوات الفضائية، التي تختص في تقديم برامج الأطفال، بإعادة بث مجموعة من مسلسلات الرسوم المتحركة، وكنت قد أشرت على حسابي على الفيسبوك، لهذا الأمر، وكت فرحاً بهذا.
مع متابعتي لأكثر من مسلسل، وجدت نفسي أمام مجموعة متداخلة من الأسئلة.
فلقد لحظت إن الكثير من أعمال المونتاج تمت على هذه المسلسلات، من خلال قص بعض المشاهد، وتعديل بعضها، فمثلاً؛ تم حذف مشاهد معاقبة “توم سوير” في المدرسة، وأكثر من مشهد من حلقات (غريندايز)، وتم حذف جزء كبير من حلقة (نهر الجواهر) في مسلسل (مغامرات سندباد) بحيث تقلص حجم الحلق، وبترت بطريقة مشوهة، وهذا حدث مع مسلسل (عدنان ولينا).
هذا حدث معنا، عندما قام التلفزيون الليبي، بإعادة بث مجموعة من مسلسلات الرسوم المتحركة، قامت بذات الشيء، من خلال حذف بعض المقاطع، والكلمات.
حقيقة منذ فترة وأنا أسأل نفسي، أكثر من سؤال؛
لماذا حذفت هذه المشاهد؟ وبعض التعابير؟
كيف مرت هذه المسلسلات من خلال الرقابة في عرضها الأول؟
من الذي تغير؛ المجتمع (مفاهيمياً، وعقائدياً، ومعتقدياً)، أم جهات البث؟
أكنا ضحايا عبث؟، والآن زمن الصحوة؟
هل كنا مجتمعاً محافظاً؟، والآن أكثر انفتاحاً؟
هل….. هل….. هل……
ذكرتني بالأيام الخوالي
كنا نخرج للشارع ونتحول كلنا إلى سيارات تكايا