تعليق تمت المشاركة به ضمن العدد 60 من (النشرة الثقافية)، الهيئة العامة للثقافة – 9 أبريل 2020م
يقال: رب ضارة نافعة.
نعم! بعض الضرر قد يكون نافعا أحيان، بإذن الله! كيف؟
لننظر إلى حالنا، فقد أجبرتنا الظروف الركون إلى بيوتنا، والبقاء فيها ولزومها أغلب اليوم إن لم نقل كله بسبب جائحة فايروس الكورونا المستجد، الذي احتاج العالم ومازال! الكثير منا لم يتعود البقاء في البيت لفترات طويلة، أو بوما بكامله، لكن هذا الانعزال هو أهم طرق الوقاية من هذا الفايروس والحد من انتشاره.
وهنا نعود لمبتدأ حديثنا، عن الضارة النافعة، فالضارة هي هذه الجائحة، أما النافعة فهي الفرصة التي أتيحت لنا في الانعزال والبقاء في بيوتنا كأسرة، نقترب من بعضنا أكثر ونتعاون أكثر على قضاء شؤوننا، ونفهم بعضا بشكل أكبر.
ولأن الوقت هو الشيء الذي لا يمكن تعويضه إذا ضاع، فمن الضروري الاستثمار في الوقت الذي نقضيه في بيوتنا، بدل قضائه في المشاهدة والتواصل الشبكي.
من المهم أن يضع كل منا جدول ليومه والأسرة منذ بداية اليوم حتى وقت النوم، توزع فيه الواجبات المنزلية على الجميع، بما في ذلك الأطفال.. تخصيص جزء من اليوم مراجعة الدروس، وإجراء منافسات في المنهج الدراسي، مشاهدة بعض الدروس التعليمية.. تطوير المهارات والهوايات من خلال الدروس والمحاضرات المتاحة على شبكة الإنترنت.. ممارسة بعض الأنشطة الرياضية لتمرين العضلات بشكل جماعي وساكون فرصة كبيرة للمرح.. تخصيص وقت القراءة والمطالعة.
كما إن هذه الفترة، فرصة كبيرة للإقلاع عن التدخين، أو كتابة الدراسات والبحوث للمختصين. وبقليل من إمعان النظر، سنكتشف إن الفائدة من هذا الحجر المفروض بسبب جائحة الكورونا، هي أكبر من الضرر الذي تلحقه.
حفظنا الله وإياكم.