كثر الحديث هذه الأيام استخدام مصطلح (مناعة القطيع)، كأحد أساليب الدفاع أو معالجة انتشار فايروس كورونا (كوفيد 19)، في هذا المقال، سنحاول التعرف إلى هذا المصطلح، خاصة وإن الكثير قيل حول عدم نجاعة هذا الأسلوب في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.
ما معنى مناعة القطيع؟
يعرف موقع ويكبيديا؛ مناعة القطيع أو مناعة المجتمع بأنها: (هي شكلٌ من أشكال الحماية غير المُباشرة من مرضٍ معدٍ، وتحدث عندما تكتسبُ نسبةٌ كبيرةٌ من المجتمع مناعةً لعدوًى معينة، إما بسبب الإصابة بها سابقًا أو التلقيح، مما يُوفر حمايةً للأفراد الذين ليس لديهم مناعةٌ للمرض).
ويضيف للتوضيح: (إذا كانت نسبةٌ كبيرةٌ من السكان تمتلك مناعةً لمرضٍ معين، فإنه يُساعد في عدم نقل هؤلاء الأشخاص للمرض، وبالتالي يُحتمل أن تتوقف سلاسل العدوى، مما يؤدي إلى توقف أو إبطاء انتشار المرض. كُلما زادت نسبة الأفراد الذين لديهم مناعةٌ في المجتمع، كلما يقلُ احتمال اختلاط الأفراد الذين لا يمتلكون مناعةً مع أشخاصٍ ناقلين للمرض، مما يُساعد على حمايتهم من العدوى).
باختصار؛ يعتمد أسلوب (مناعة القطيع) إلى توجيه المجتمع إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي، بحيث يصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس، الأمر الذي يجعل أجهزتهم المناعية تتعرف على الفيروس، ومن ثم تحاربه إذا ما حاول مهاجمتها مجدداً.
ما هي أوجه الاعتراضات على هذه الاستراتيجية؟
لعل أولى الاعتراضات على هذه الأسلوب، هو عدد المرضى الكبير الذي سينتج، الأمر الذي سيغرق المستشفيات بالمرضى، وهو ما تطالعنا به الأخبار بشكل يومي.
كما وأعرب أكثر من مختص، عن رأيه بأن مناعة القطيع قد تكون غير فعالة في مواجهة فيروس كورونا المستجد، بسبب تطور الفيروس جينيا وتطوير سلوكه، الأمر الذي قد يحتاج إلى طرق جديدة لمكافحته.
بعض المختصون أيضا، يرون أن هذه الاستراتيجية، لن تكبح تماماً تفشي الفيروس أو تمنع انتشاره بشكل كامل، خصوصا في مجتمعات لم تكتسب المناعة بعد. وهو ما يعني فشل هذه الاستراتيجية كأسلوب لمكافحة الفيروس، كونها تعتمد على بناء المجتمع لمناعته بنفسه.
المختصون في الصين، والذين كانوا خط المواجهة الأول؛ يؤكدون أن (كوفيد 19) مرض معد للغاية. وهو ما يعني أن أعداد المصتبين ستكون كبيرة، وقد تقضي على الكثيرين قبل أن ينجح المجتمع في اكتساب المناعة اللازمة.
ويضيف هؤلاء المختصون؛ أنه لا يوجد دليل علمي حتى الآن على أنه إذا ما أصيب شخص بفيروس كورونا، فإنه لن يصاب مرة أخرى. بمعنى أن تعاد دورة الفيروس من جديد.
تبعات.. تبعات
إضافة لما ذكرناه سابقاً يحذر الخبراء من تبعات استخدام هذه الاستراتيجية، والتي يمكن تلخيص أهمها في النقطتين التاليتين:
زيادة أعداد الضحايا بين الأطباء والعاملين في القطاع الطبي عموما، كنتيجة مباشرة لزيادة عدد المصابين في المجتمع. الأمر الذي يؤدي إلى انهيار المنظومة الصحية.
خسائر اقتصادية مرعبة، نتيجة توقف العمل في المؤسسات، حتى وإن كان الأمر يحدث بشكل بسيط، إلا أنه بشكل مفاجئ سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد في حال الانتشار الكبير للفيروس. كما إن التعافي من هذا السقوط الاقتصادي سيكون صعباً.
مسالة أخرى، يمكننا أن نصنفها ضمن تبعات استخدام هذه الاستراتيجية، ففكرة مناعة القطيع هي فكرة غير أخلاقية؛ كونها تعني ببساطة البقاء للأقوى، وبمعنى أدق صاحب المناعة الأقوى والأمراض الأقل والأصغر سنا هو من سيقدر على المقاومة والبقاء، وبالتالي فإن الأضعف؛ كالأباء والأجداد، والأحداث سيتم التضحية بهم.
ما الحل؟
بريطانيا التي نادت بتطبيق (مناعة القطيع) تراجعت، والسويد التي طبقت هذا الأسلوب، بشكل غير معلن، حيث الحياة الطبيعية في السويد مازالت مستمرة ولا يوجد حظر كما يحدث في أغلب الدول الأوربية، ربما هذه يعود لطبيعة المجتمع في السويد، لكن مت هو مهم؛ إن استراتيجية (مناعة القطيع) لن تكون ذات نجاعة ما لم يتم اكتشاف لقاح لهذا الفيروس (كوفيد 19).
الواقع حتى الآن أثبت أنه لا بديل عن الحظر والإغلاق، والتباعد، فما شاهدناه أن الدول التي رفضت فكرة الحظر والإغلاق، ومنها دول كبرى كأمريكيا اضطرت للجوء إليه بعد أسابيع عندما تفشى المرض وزادت أعداد الوفيات.
بالتالي كلما تأخرنا في تطبيق هذا الأسلوب أو الاستراتيجية، الحظر والإغلاق، تفاقمت المشكلة وتعقدت أكثر.
روابط مهمة
لمعرفة آخر التحديثت حول انتشار فيروس كورونا على جوجل
مرض فيروس كورونا (كوفيد-19): أسئلة وأجوبة (منظمة الصحة العالمية)