وجوه.. سلسلة من التدوينات حول وجوه مرت بذاكرتي، وتشرق أحياناً…
ليلى رستم
كان برنامج (بين الحقيقة والخيال) من البرامج التي كنت أتابعها بالرغم من عمري الصغير، وكنت ألتصق بالتلفزيون بغية ألا تفوتني أي معلومة، ومما زلت أذكره حلقة مميزة حول (سد مأرب)، وأخرى حول (عنترة العبسي)، أما نجمة البرنامج فكانت المذيعة المميزة والأيقونة (ليلى رستم).
السيدة “ليلى رستم” من مواليد 11 فبراير 1937م، بمدينة القاهرة، قبل أن تنتقل للعيش بالإسكندرية، بسبب ظروف عمل والدها، المهندس “عبد الحميد بك رستم”، الشقيق الأصغر للفنان “زكى رستم”، ومنها إلى مدينة “المنصورة”. وهي حاصلة على ماجستير في الصحافة من جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة الأمريكية.
بدأت حياتها الإذاعية كمذيعة ربط بالبرنامج الأوروبي لمدة 6 أشهر، لتلفت إليها الأنظار، فيكون ترشيحها للعمل فى التليفزيون قبل بدء بثه الرسمي فى يوليو من عام1960م، وخلال فترة عملها بالتليفزيون المصري اعتباراً حتى العام 1967م، قدمت العديد من البرامج السياسية والاجتماعية والفنية، منها برنامج (نجمك المفضل) من إعداد “مفيد فوزي” أيضاً وكان برنامجا أسبوعيا استمر لمدة ثلاث سنوات قدمت خلاله 150 حلقة مع كبار الممثلين والأدباء والشعراء.
سافرت إلى بيروت عام 1967م، وقدمت خلال فترة تواجدها فى بيروت، العديد من البرامج التى أكدت نجوميتها، ومنها برنامج (بين الحقيقة والخيال). وخلال فترة تواجدها بلبنان عملت كمراسلة لمجلة (الحوادث) فى تغطية أحداث الحرب الأهلية اللبنانية.
بعد سنوات قضتها فى الغربة، كانت العودة لمصر فى عام 1980م، وعادت للتليفزيون المصرى، لتقدم وقتها برنامج “قمم”، استضافت من خلاله العديد من رموز المجتمع المصرى، من بينهم الدكتور “مصطفى محمود”، و”يوسف بك وهبى”.
عالية حسين
أو (لؤلؤة الكويت) كما اشتهرت، تقدَّمت إلى لجنة الاستماع والقبول في معهد الدراسات الموسيقية، وكان ضمن أعضاء اللجنة الملحن “أحمد باقر” والفنانة “رتيبة الحفني” وآخرون. جاءت تلك الفتاة فغنت وعزفت ورقصت ورسمت، فامتنع “باقر” أن يكمل الاستماع لسواها وشرط أبوها لدخول المعهد أن يوصلها سائق وإلا لن يقبل ببقائها فيه فلبَّى باقر طلبه ورعاها.
صارت عالية حسين ضمن أول دفعة طلبة وطالبات المعهد العام 1972م، وبرعت في الغناء العربي الحديث، كذلك غناء التراث الكويتي والتراث العربي (الموشحات والأدوار). خلال فترة دراستها بين العامين 1972-1980م.
ظهرت في التلفزيون أول مرة تغني نشيد: (حب الوطن)، من أغاني “محمد عبد الوهاب”. سجل عام 1978م، معها ومع أستاذها “أحمد باقر” حواراً تلفزيونياً، أدارته الممثلة “سعاد عبدالله” كمقدمة لبرنامج (الكلمة والحوار) والنغم؛ إخراج “بدر المضف”، فغنت معه موشحاً وضعه خصيصاً لحنجرتها: يا نديم الراح (شعر أحمد العدواني)، وغنت من نوادر “رياض السنباطي”: فاكر لما كنت جنبي، و(ست الحبايب) لـ”محمد عبدالوهاب” و”فايزة أحمد”، وشدت بأغنية شعبية شهيرة في الخليج: يالأسمرانية.
وسجلت للبرنامج من فن الصوت (فن القصيدة): الحمد لك يا عظيم الشان، وكانت سابقة أن كانت فرقة المنشدات وضاربات الإيقاع والعود من طالبات المعهد بمصاحبة “عالية حسين” التي شدت فاختصرت في حنجرتها كل آلام “عبداللطيف الكويتي”، وأحزان “عبدالله فضالة”، وحكمة “سعود الراشد”، وبراعة “أحمد باقر”..
ورغم أنها سجلت من فن الخماري عملاً مهماً: يا روح روحي (شعر فهد بورسلي) إلا أنها لم تكن متحمِّسة للغناء كمحترفة لكنها كانت تستمتع بالغناء كنشاط طلابي في حفلات المعهد والأيام الثقافية التي شاركت بها في القاهرة وتونس ضمن الوفد الكويتي. شاركت زميلها “أحمد القطامي” عام 1979م غناء مَسمَعٍ من حوار الزوج والزوجة من أوبرا الناي السحري لموزار في حفل استقبال الكويت لزيارة الملكة البريطانية أليزابيث وأثنت عليها هي وزوجها الأمير “فيليب” فدعتها إلى بريطانيا لتكمل علوم الغناء الكلاسيكي ولم تتحمس.
درّسها في المعهد، غير أحمد باقر أحد قادة تحول وتجديد الأغنية الكويتية، فرسان آخرون مثل الملحن “عبدالرحمن البعيجان”، والملحِّن “عبد الرب إدريس”. وبعد تخرجها عينت معيدة تدرس أصول الغناء العربي (الموشحات والأدوار) وتقلبت في وظائف إدارية وإشرافية وكانت أستاذة لأسماء كثيرة ظهرت منتصف الثمانينيات مثل الملحن “راشد الخضر” والمغني “نبيل شعيل” والمغنية “نوال” و”رجاء محمَّد” وسواهم.
برغم دعوات طلبها الاستقرار وإكمال مسيرتها في مصر بدعوة من وزير الثقافة “يوسف السباعي” وتشجيع “بليغ حمدي” لها إلا أنها امتنعت. توقفت عالية باكراً عن احتراف الغناء وامتنعت. قيل الكثير بسبب حجابها، وقيل شرط زواجها، ولكن ما يعرف أنها عطَّلت موهبة كبيرة معها فقد توقف الملحن “أحمد باقر” الذي عقد آمالاً كبيرة عليها..
وفاء طربية
يرتبط صوتها في ذاكرتي بأدوار الساحرات الشريرات، فهي تملك صوت حاد، وقدرة كبيرة على التعبير.
ولدة الفنانة اللبنانية “وفاء طربية” في 13 مايو من العام 1942م. بدأت مشوارها الفني في مجال الدراما، وشاركت أيضًا في دبلجة الرسوم المتحركة بالأداء الصوتي كدور (راي) في جونكر، و(جارودا) في خماسي، و(ناريتا) في سانشيرو، و(والدة رانزي) في رانزي المدهشة، ومن أبرز أعمالها في الدراما اللبنانية مسلسلات (عندما تغني الطيور)، و(غدًا يوم اخر) و(رحلت ذات الصباح) و(مغامرات نادر).
بدأت رحلتها مع الدراما في ستينيات القرن الماضي من خلال عدد من الأعمال الدرامية، وبرعت في تأدية عدد من الأدوار المختلفة ذات الأبعاد والأنماط التي لا يجيدها سوى ممثل من الدرجة الأولى، فتمكنت من إثبات مكانتها من خلال عدد من الأعمال الدرامية الهامة، حتى أصبحت من أهم وأشهر نجوم الدراما في لبنان والوطن العربي كله، ولا تزال تحظى باهتمام من وسائل الإعلام والجماهير، ولا تزال تحظى بالكثير من العروض وكأنها في بداية مشوارها الفني، ويرجع ذلك للثقل الذي تعطيه في أي عمل فني تشارك به.
بجانب عملها في الدراما اللبنانية وفي أشهر الأعمال التي حازت على شهرة واسعة، نجد الفنانة “وفاء طربية” قد أبدعت في إبداء عدد من الأصوات الخاصة بالشخصيات الكرتونية من خلال أعمال الدبلجة، قدمت عدد كبير من الشخصيات الكرتونية التي عاشت معنا طفولتنا ولم ندري من الذي قام بتأديتها، ومن خلال هذه الأعمال تمكنت “وفاء طربية” من أن تصبح جزء من طفولة جيل كامل ليس فقط من خلال أعمالها الدرامية، ولكن أيضًا من خلال عدد كبير من الشخصيات الكرتونية والتي عاشت معنا لفترة طويلة، ولا يزال عدد كبير سواء من الصغار أو الكبار يتابع تلك الأعمال الكرتونية.
مرحباً، لدي سؤال: لماذا لا تطرح آراءك السياسية في مقالات سياسة؟ هل تتجنب هذا، ام أنك غير مهتم؟
السلام عليكم..
حقيقة غير مهتم.. لأن السياسة في نظري لعبة مصالح وغير بريئة.
ولكني أحيانا قد أضمن بعض التلميحات ذات البعد السياسي!!!