#أنا_أدون
المواطن الليبي، البسيط، الذي لم يسلم مرتباته من أربعة أشهر، والذي ينتظر وصولها قبل عيد الفطر المبارك.
المواطن الليبي، الذي يضطر لتوصيل ابنته من وإلى المدرسة، ولا يتركها تغادر البيت وحيدة أو صحبة أخواتها، مخافة الاختطاف أو التحرش الصارخ.
المواطن الليبي، الذي يغادر صوب أحد الحقول النفطية، ولا يدري هل يعود أم لا.
المواطن الليبي، الذي فقد منزله، أو أحرق، أو هجر منه.
المواطن الليبي، الذي وجد نفسه في مواجهة التهجير.
المواطن الليبي، الذي استفاق على حقيقة النزوح، والاكتفاء بحجرة في مدرسة.
المواطن الليبي، الذي اكتشف إنه ذات لحظة كان أداة ووقود في حرب خاسرة، رمته في بلاد غريبة، يحاول فيها استرجاع جزئه المبتور.
***
المواطنة الليبي، البسيطة.
المواطنة الليبية، الثكلى.
المواطنة الليبية، الأرملة.
المواطنة الليبية، الفاقدة، والمفقودة.
المواطنة الليبية، التي ظنت إن لقب الشهيد، بداية الدخول لجنة، اسمها ليبيا.
المواطنة الليبية، التي انتهكت، واستغلت، واستبيحت.
المواطنة الليبية، التي تنتظر دورها أمام دورة المياه في المدرسة حيث نزحت.
المواطنة الليبية، التي تخاف الخروج صباحاً لعلمها، وتتحمل تأنيب رئيسها في العمل.
***
الطفل الليبي، الحالم بمدينة ألعاب كالتي يراها في التلفزيون.
الطفل الليبي، ينكسر حلمه في ضعف والديه.
الطفل الليبي، الضحية.
الطفل الليبي، الضعيف أمام آلة الحرب.
الطفل الليبي، الخائف من سماع دوي الكره والعناد.
الطفل الليبي، المستقبل.
الطفل الليبي، الغد الذي نأمل.
***
الشهيد، الذي راح دمه هباءً.
المفقود، الذي ضاع ذكره.
الضحية، التي مازالت تبحث عن حقها.
***
المنتصر في حربٍ صنعت ورسمت وأنهيت.
المهزوم في صراع المصالح والكبر.
***
الجميع يسألونكم تحمل مسؤولية المرحلة، والخروج بليبيا قبل أن تضيع، وتمزقها المصالح وقوى الظلام.
الجميع يسألونكم، تغليب مصلحة البلاد، والتنازل من أجل أن تعبر السفينة العاصفة، وأن ترسوا آمنة.
الجميع يسألونكم، أحبوا بعضكم، أحبوا ليبيا أكثر.
الجميع يسألونكم، أطرافاً ومستقلون وشركاء: وقعوا، يرحم والديكم.. وقعوا رانا تعبنا وتبهدلنا.
***
حفظ الله ليبيا
روانب اللببيين ..حق اولادهم وليس ثمنا لسلاحكم