عجت مجتمع التواصل الليبي، بخبر ظهور فتاة ليبية محجبة، أمريكية الجنسية، على مجلة (بلاي بوي)، الكثير من اللغط، والحوارات، التي انصب أغلبها ضد الفتاة، فمن محتج على ظهورها، والغاية من وضعها للحجاب، إلى منادٍ بإخراجها من الملة، وآخر يقول: هذه بنت أمريكا.
وسط هذا اللغط، والتشويه، والسباب، والكثير مما يجعل من المشهد قاتماً، حاولت الوصول إلى بقعة ضوء، علها تنير.
فقمت بالتحقق من الصورة، فوجدتها صورة حقيقية، وغير مركبة، كما إن العنوان المرفق، موجود، ومنشور، وموجود على الشبكة (Media Wunderkind Noor Tagouri Makes a Forceful Case for Modesty).
السؤال الذي طرق رأسي لحظتها: ما الذي تريده مجلة كـ(بلاي بوي) من فتاة مسلمة، ترتدي الحجاب؟
وهنا طرقتي سؤالٌ آخر: هل هي حقاً، من ذهبت للمجلة لإشهار نفسها؟ كما أدعى الكثير!!!
وسؤال آخر: كيف خرجت على هذه المجلة؟ المعروفة بطبيعتها الإباحية، وهل ستكون رديفاً للبنانية التي سبقتها في ذلك؟ كما حاول الكثير إثبات ذلك!!!
كنت أحاول فهم القصة، ومن حولي أراها تتصاعد. فم كان مني إلا الذهاب للموضوع مباشرة، والوقوف على الحقيقية.
نعم، “نور التاجوري” الليبية الأصل، والأمريكية الجنسية، وتقيم بغرب ولاية فريجينا -كما يركز الكثير على هذه النقطة-، موجودة على المجلة، ولكن كيف هي طبيعة هذا الوجود؟
إنه حوار أجرته الصحفية “أنا ديل جيزو” مع “نور” كونها أول مذيعة أمريكية تظهر بحجاب، وتعمل لحساب قناة (نيوزي – Newsy)، في وقت ترتفع فيه الأصوات كثيراً ضد المسلمين في أمريكا.
قرأت الحوار، ووجدته حواراً يحمل الكثير من الجدية، والتركيز حول موضوع ظهور مسلمة بالحجاب في الإعلام الأمريكي.
في هذا الحوار أشارت الصحفية، إن “نور” تفضل صفة (حكواتي – Storyteller)، عن صفة صحفية، خاصة وإنها تعمل كمراسلة وصحفية على الهواء. ورغم حداثتها (22 عاماً، تخرجت من الكلية بعمر 20 عاماً)، إلا أنها تعمل بجد من أجل نقل قصص وحكايات الناس ومعاناتهم. وهي تتعامل مع محلات (Lis’n Up) في ملابسها، كدعاية لمشروع منع الاتجار بالبشر.
في هذا الحوار، تتحدث “نور” هدفها في أن تنقل حكايات الناس في الشوارع، وإظهارها، كونهم يريدون لمعاناتهم أن تصل. وهي تؤكد إن حجابها ساعدها كثيراً، في كسب ثقة الناس، في الحوارات؛ فكونها إعلامية ومحتفظة بحجابها، يعني إنها أهل للثقة.
وجاء في ردها عن سؤال: كيف تعاملتِ مع ردود الفعل العنيفة، خصوصاً في ظل المناخ السياسي الحالي لدينا؟ (القصد الدعاية الموجهة ضد المسلمين).
(إذا كان القصد من (رد الفعل) الكراهية والنقد. فأنا لا أقرأ أو ألتفت إلى أي من ذلك. إنها مجرد طاقة سلبية وظاهرة غير صحية. أنا أسعى لعمل دائرة كبيرة من الناس من حولي، من الذين يجعلوني ثابتة. سواء كان في العمل أو في المنزل، والناس الذين لديهم غاية من التعبير عن اهتماماتهم وانتقاداتهم، أعمل عليها. وبالإضافة الى ذلك، أنا فقط أبذل قصارى جهدي، كي لا أقلق حول الناس الذين ينزعج لأنهم لا يحبون شيئاً أرتديه أو أقوله).
في المجمل الحوار يصب في مصلحة “نور التاجوري” ويعكس ثقافتها، وفهمها للمجتمع من حولها، ويعكس طموحها وهدفها لتكون (حكواتي) ينقل حكايات الشارع ومعاناته عبر الإعلام. وهي بالمناسبة تقوم على عمل أفلام وثائقية، ولديها قناة على اليوتيوب، تتمتع بمتابعة جيدة.
____________________________
لمن يريد يمكن الوصول للقاء من (هـــــنـــــا).
أتدري أخي رامز من كل هذا الذي يحدث أكثر ما يسيء هو ان صورة الحجاب الصحيحة شوهت بدرجة أنه أختصر في غطاء للرأس أيا كان شكله … لم يعد يهم إن كان يصف تفاصيل الجسد او يشفه او ان الزينة بادية على الوجه من على بعد كيلومترات او ان البنطلون أرق من الجلد أضيق من حجم الجسد ، كله أختصر في قطعة قماش وضعت على الرأس باي طريقة كانت… هذا أكثر ما يسيء في كل من تخرج مغطية رأسها في العالم لتوصف انها محجبة و ارى ان هذا تشويها ليس بالهين لصورة الحجاب الذي فرض الله على النساء وكثير من “الرجال” لا يرضون ان تظهر نسائهم بهذا الوصف امام العامة مهما كان الثمن … مجلة بلاي بوي تخلت عن عرض الصور الاباحية و العارية منذ سنتين تقريبا رغم انها كانت سببا في اشتهارها و انتشارها و تاريخها فيه طويل ، و مازال الاسم بلاي بوي يحتفظ بشهرته المرتبطة بتلك الصور و المعنى كذلك باق على ما هو عليه … ولكن يبقى ما يسيء هو جزئية تشويه الستر و معناه في عقول الكثيرين سواء من المسلمين او غير المسلمين … و كذلك معنى النجاح أصبح اكثر تشوها من أي وقت مضى … شكرا لك
أخي هشام.. أشكر لك هذه المتابعة.. مودتي
أود أن أشكرك أخي على شعورك الطيب إتجاه أخواتك الليبيات المحجبات.
أتفق معك في أن لباس الحشمة لا يعبر عنه اللباس الحالي الذي ترتديه بعض الأخوات المسلمات.
غير أن الفتاوي التي تخص الحجاب للمرأة وكيفيته ولونه وشكله هي كثيرة ومختلفة. لا يمكننا أن نثبت أن ما نراه بخصوص شكل الحجاب هو الصحيح والواجب في ديننا الحنيف.
تبقى أخي جزئية مهمة جدا وهي غض البصر . غض البصر هذه جزئية معطلة في مجتمعنا الليبي. الرجل الليبي ـ ولا أعمم هنا ـ لا يعرف هذا الواجب الديني الذي يفرض عليه غض البصر وعدم أتباع عورات الناس فيطلق بصره في المرأة التي تمر أمامه ولا يرد بصره حتى تختفي المرأة من أمامه وهذا أمر ينتافى مع شعائرنا الإسلامية.
لا أرى حرصا كبيرأ عند الرجال حين نصل إلى موضوع غض البصر. غير أننا نجد الرجل ينظر ويقرر ويصر على رأيه في لباس بعض الأخوات إذا لم يعجبه ويعيده ألى الإنحلال الأخلاقي الذي يخوفون به المجتمع.
تقبل رأيي. وشكراً
مريم المزوغي