1
عبقرية
عن طريق أحد الأصدقاء، وصلني رابط لأحد المقاطع على اليوتيوب، والذي كان يعرض لطفل لم يتجاوز الـ10 من عمره، عبقري في مجال الفيزياء. كانت إعجابي بالمقطع كبيراً، فما كان مني إلا أن قمت بمشاهدة المقطع المقترح من قبل اليوتيوب، لأدخل القناة الخاصة بهذه المقاطع، وهي فيما يبدو قناة تلفزيونية، أمريكية.
من خلال مجموعة من المقاطع، شاهدت أطفالاً صغاراً، مبرزون في عديد المجالات، كالرياضيات، والفيزياء، والبرمجيات، والفلك، ولقد أذهلني صبي الفلك (كما يسمى)، بقدر ما يملك من معلومات، وكيف بنى فرضيته الكونية، وكان الفيديو يعرض لمشاركاته العلمية في المعارض واللقاءات العلمية. وكم أعجبني هذا المقطع، وروعة حديث الصبي.
كان والدا الصبي ممن شملهم المقطع المصور، إضافة لزملاء الدراسة، والمدرسات، لكن ما شد انتباهي في هذه الحوار، جملة قالتها الأم، فقد علقت بقولها:
– ما يحزنني إن ابني لم يلعب كبقية الأطفال!!!
نعم، كانت الأم حزينة وهي تقول هذه الكلمات، فهي تؤكد أنه عندما بدأت تظهر علامات النبوغ على ابنهاـ تغير شكل الاهتمام به، وتم تسخير كل ما يمكن لتنمية موهبته في فيزياء الفلك، منسينا أنه طفل ومن حق هذا الطفل أن يلعب، كبقية أخوته.
أذكر أني أعدت مشاهدة هذه المقطع أكثر من مرة، وتأثرت بما قالته الأم، خاصة وأن الفكرة التي كانت لدي، أن أؤخر ذهاب ابني للمدرسة حتى سن الـ7، لكن الكل وقف ضدي، بل وكان يشجعني على إدخاله المدرسة مبكراً:
– خليه يكسب سنه!!!
وأذكر أني بعد مشاهدتي لهذا المقطع في أحد المرت، قلت لزوجتي:
– أتمنى، ألا يكون لي ابناً عبقرياً!!!
ولأجيب على علامة الاستفهام الكبيرة، التي أضيئت فوق رأسها، حكيت لها حكاية الصبي “توماس”، عالم فيزياء الفلك الصغير.
2
قبل يومين شاهدت الفيلم السينمائي (Gifted)، والذي تدور قصته، حول الفتاة “ماري” ذات الـ7 سنوات، العبقرية في مجال الرياضيات، وكيف حاولت جدتها لأمها، أن تأخذها من خالها “فرانك” الذي قام على العناية بها، بعد وفاة والدتها عبقرية الرياضيات.
فيلم Gifted
كانت الجدة تسعى من وراء أخد حفيدتها “ماري”، عبر القضاء، إلى استغلال عبقريتها، في إكمال ما بدأته أمها “ديان”؛ في الوصول لحل أحد المعادلات السبع التي لم يصل لحلها بعد، وهو حلم لم تحققه الجدة، عالمة الرياضيات، خاصة بعد أن تزوجت وانتقلت للعيش في أمريكا.
بعد محاولة الجدة، عادت “ماري” للحياة مع خالها “فرانك”. الرسالة المهمة التي أراد الفيلم إيصالها، كانت على لسان فرانك، التي أوصته أخته الراحلة؛ بأن يترك “ماري” لتلعب، وتبتهج كبقية الأطفال، وتمارس حقها في اللعب قدر ما تشاء، وهو الحق التي حرمت منه هي، “ديان”، التي حرمت حتى من ممارسة حقها العاطفي، والاندماج في المجتمع، فعاشت وحيدة، كل شغلها هو الوصول لحل أحد المعادلات، بتوجيه ومتابعة الأم؛ جدة “ماري”
3
أريد لطفلي أن يلعب، ويلعب، ويلعب.
فاللعب ليس مجرد لهو، إنما حاجة ضرورية للطفل لينمي مهارات تواصله مع الآخرين، وبناء شخصيته، واكتساب خبرات حياتية، واجتماعية، وبناء شبكة علاقات.
اللعب حياة.
السلام عليكم و رحمة الله .
شاهدت الفلم و عرفت ما كانت الأم تريده لإبنتها بأن تتجنب ما حصل لها بسبب أمها وكان الخال مصرا على أن ينفذ ذلك لتحظى الفتاة حقا بحياة طفولة طبيعية بعيدة عن الإنغماس في كل تلك المعادلات التي بدت كانها سهلة جدا على يد الطفلة ، و ربما هو الحال أيضا لهذا الطفل الذي ذكرت … و من المهم أن يأخذ الأولاد وقتهم في اللعب و اللهو حتى تكتمل شخصيتهم بإٍتقرار عاطفي داخلي ينمو معهم.
و لكن مع ذلك يتبادر إلى ذهني سؤال أراه مهما جدا … يتعلق بمجتمعنا نحن و إسلوب تربيتنا و تعاملنا و حياتنا …
كيف يمكن أن أخلط بين اللعب و الإستفادة لكي لا يتأخر الإنسان منا في طفولته حتى سن العشرين و يكون غير قادر على تحمل مسئولية كما يجب عند بلوغه؟
أي كيف لنا أن لا نضيع حياة أطفالنا ما بعد الطفولة و أن نتعامل معهم على ما هم عليه خاصة عند البلوغ الذي مازلنا نتعامل مع من هم بالغين على أنهم أطفال… و مالم يتخرج الشخص من الدراسة فإنه مايزال طفلا بالنسبة لنا و هذا أيضا خلل …
فكما نريد للطفل أن يعيش طفولته فإنه علينا أن نحرص على أن ينضج في حينه دون تأخير حتى لا يكون لدينا أطفال في سن العشرين.
شكرا لك
نعم صديقي.. هو ميزان كفتاه التعليم واللعب.
وعلى ولي الأمر أن يكون عادلاً ومحافظاً على توازن الميزان ألا يميل في اتجاه كفه.
العلم ضروري.
واللعب ضروري.
شاكراً مرورك الفاضل.
اريد لطفلي ان يلعب …
نحن الان نريد لاطفالنا ان يكبروا قبل الاوان ليشيخوا قبل الاوان ويموتوا قبل الاوان
.
ررررائع جدا
نعم، البعرض يريد أن يكبر أطفاله، ويحشد لهم الكثير.
الطفل معد للعب أكثر من التعلم، وعلينا معرفة كيفية استغلال هذا لتعليمه من خلال اللعب.
أشكر مرورك الكريم.