قد يبدو السؤال غريبا، لكنه سؤال حقيقي، ويكشف الكثير مما يختبئ في أنفسنا!، خاصة فيما يتعلق بإنتاجية الفرد، على المستويين الفردي والجماعي.
هنا نتناول في إجابتنا لهذا السؤال، عبر هذه التدوينة الصوتية، الناحية الإنتاجية الشخصية، أو الفردية في بيئة العمل.
والآن أعيد السؤال مرة ثانية: هل أنت نحلة أم فراشة؟
و10 ثوان للتفكير.
قد لا تكون هذه العشر ثوان كافية للاختيار، ولكنها كافية للبعض ممن لا يحبون إشغال تفكيرهم باالاختيار، والانتظار حتى النهاية لاكتشاف أصاب أم خاب، فيرمون سهامهم، وهم نماذج جيدة لإجراء الاختبارات.
لنبدأ!
قد تتميز الفراشة عن النحلة بجمالها ورشاقتها، وتنوعها كفصيلة من ناحية النوع والتصنيف والحجم، لكنها من الناحية الإنتاجية مقارنة بالنحلة تعد متخلفة بشكل كبير.
لو تتبعنا مسار فراشة في حقل من الزهور، سنجد المسار الناتج مجموعة من الدوائر المتشابكة، فالفراشة ما إن تحط على أحد الزهور وتمد خرطومها لمص الرحيق، حتى تنتقل الزهرة أخرى، وهكذا، من زهرة إلى أخرى، في حركة مستمرة، قد تعود فيها لذات الزهرة وغيرها.
على العكس، سنجد أن مسار تتبعنا للنحلة، خط ينتقل من محطة إلى أخرى، قبل الوصول للمحطة الأخيرة، الخلية. فالنحلة لا تترك الزهرة التي حطت عليها حتى تنتهي من جمع الرحيق الذي تحتويه تماما، لتنتقل للزهرة التالية، وهكذا حتى تمتلئ سلالها لتعود بها للخلية، وهي كعاملة مجتهدة، لا تكتفي بجمع الرحيق، بل تقوم بإرسال التقارير والرسائل، التي تحمل معلومات عن مواقع واتجاهات حقول الزهور.
والآن، لو ركزنا قليلا فيمن حولنا في بيئة العمل، سنجد هذين المثالين حاضرين في كل مؤسسة.
فهناك العامل أو الموظف الفراشة، الذي يتنقل بين/ ويقبل الأعمال، أو يقوم على فتح أكثر من ملف على أمل أن يقدم خدمة، وفي النهاية تكون النتيجة غير المتوقع، سواء من ناحية الإنجاز أو كفاءة التنفيذ، فالفراشة إن نجحت في مص الرحيق، لن تكون منجزة في عملية تلقيح الزهور، على سبيل المثال.
على الجهة الأخرى، نجد نموذج العامل أو الموظف النحلة، الذي لا ينتقل إلى/ أو يقبل عمل آخر، أو يفتح ملف جديد حتى ينتهي مما بين يديه، ويتأكد من النتائج، وهو وإن كان لا يحقق إنتاجية كبيرة من ناحية الكم، إلا أن هذه الإنتاجية على درجة عالية من الكفاءة والإتقان.
قد يكون العامل الفراشة الأكثر شهرة في الدوائر والمؤسسات، والمقرب لبعض المدراء، لشبهة القدرة على تنفيذ الإعمال، وتحمل الأعباء، لكن الضابط لهذه الدائرة أو المؤسسة هو العامل النحلة، الذي هو في مثابة صمام الأمان، لضمان تنفيذ الأعمال بالشكل الصحيح وتحقيق النتائج المرجوة منها، وهو العامل الذي تلجأ إليه الإدارة عند الأزمات.
في الختام أعيد السؤال للمرة الثالثة: هل أنت نحلة أم فراشة؟
والوقت مفتوح للإجابة والإختيار!!!