المدونون في ليبيا.. لهذا لم يعجبني؟؟!!؟؟

بعد طول انتظار، عرضت الجزيرة الوثائقية شريطها عن المدونين الليبيين، المعنون بـ(المدونون في ليبيا)، والذي للصدفة البحتة، لم أتمكن من مشاهدته على شاشة التلفزيون حتى تاريخ كتابتي هذه السطور، بالرغم من مشاهدة أفراد عائلتي له أكثر من مرة، وكذلك أصدقائي وزملائي في العمل.

عندما عرض الشريط في المرة الأولى كنت موجوداً للعمل في أحد مواقع الشركة بالصحراء، وأذكر عندما دخل علي أحد الطيارين ووجدته بدلاً من أن يتحدث عن وضعية طائرته، يجلس بجانبي وهو يثني علي، وكيف إنه تابع البرنامج وهو يقول للأصدقاء من حوله، هذا زميلنا في الشركة.

وبعد انتظارٍ ليس بالطويل، استطعت مشاهدة الحلقة محملة من رابطٍ تفضل به الصديق المدون “محمد الغراري” ، وحملّت الحلقة وشاهدتها، وللأسف خيبت أملي.

وحتى لا يكون حكمي نهائياً، أعدت مشاهدة الحلقة لأكثر من مرة، بعد أن حملتها ثانياً من حساب المدون “علي الطويل” وفي كل مرة أصلُ ذات النتيجة، الشريط مخيب لما أملّت. أما لماذا فهذا ما سأعرضه في النقاط التالية:

أولى النقاط التي أثارتني، مدة البرنامج زمنياً؛ حوالي 23 دقيقة، و54 ثانية، في مقابل عدد المدونين الذين تم استضافتهم؛ عدد 7 مدونين. فعلى سبيل المثال، التسجيل تواصل معي وزوجتي ليومين، ومجمل ما عرض لي منها حوالي 4 دقائق.

وهذا ما يقود للنقطة الثانية، من أن الشريط لم يقدم الكثير مما سجل، فالأسئلة عندما قدمت إلينا أو أرسلت، تناولت الكثير من المحاور المهمة والتي تم تجربة التدوين الليبي، وهو الذي أهمله الشريط، ليظهر وكأنه يقدم مجموعة من المدونين لا أكثر.

النقطة الثالثة، التركيز على دور المدونين والتدوين قبل وإبان فترة ثورة 17 فبراير. على عكس مما أخبرنا من أن الشريط لتوثيق التدوين الليبي، أثناء فترة التصوير بين طرابلس وبنغازي.

حقيقة، أحس إنه تمت خديعتنا، فمن غير المقبول والمعقول أن تختصر تجربة التدوين الليبي في 27 دقيقة، بالرغم من محدودية تأثيرها، ومحدودية روادها.

اختصار الروابط

كثيراً ما تصدفني (تصادفك) خلال تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي تلك الأسطر الزرقاء الطويلة، والتي في أصلها رابط تشاعبي يقودك إلى صفحة أخرى، حال الضغط عليه.

الأمر إن الرابط عندما يكون لموضوع سجل عنوانه باللغة العربية، فإنه يبرز كسلسلة من الرموز غير المفهومة، إلا ما ندر، كما إن هذا الرابط في حال استخدام التويتر سيستهلك الـ140 رمزاً المقدمة لكتابة تغريدة.

الحل الأمثل لهذه المشكلة، ودفعاً للتلوث البصري الحادث من جراء طول بعض الروابط، والتي قد تمتد على أكثر من سطر، هو جعلها أقصر، بحيث لا تفزع القارئ، وتأخذ حيزاً أقل من مساحة التعليق.

1- في حال ما كنت تريد متابعته، تدوينة كتبتها، فإن ووردبريس على سبيل المثال يقدم خاصية العنوان القصير، لتضمين رابط تدوينتك على صفحات التواصل الاجتماعي.

wp11

2- وفي حال الرابط كان لموضوع كتبته، أو تريد مشاركته مع الآخرين على تويتر أوفيس بوك، فإنه توجد العديد من الخيارات لذلك، وأنصح بأحد الخيارات التالية:

– موقع (Bitly.com): هذا الموقع في حال التسجيل به، يمكنك من خلالها بعد الحصول على الرابط المختصر، متابعة تفاعل القراءة من خلال معرفة عدد النقرات التي نفذت على الرابط، وبالتالي يمكنك معرفة أي الموضوعات لاقت أكثر متابعة وقراءة.

– موقع (cut.us): يوفر لك خدمة قص الرابط، وأيضا حتى اختيار الاختصار ذاته.

– كما إن موقع جوجل، يقدم هذه الخدمة (goo.gl)، بحيث يمكن اختصار الرابط.

وهنا أنصح باستخدام موقع (bitly) لما فيه من كثير المميزات، التي تعينك على تتبع روابطك، خاصة لمن يملكون مدونات، ويريدون معرفة درجة التفاعل مع موضوعاتهم، من خلال إضافة روابطها على مواقع التواصل الاجتماعي، . فهو موقع مجاني، متاح للجميع، يمكن في حال عدم الرغبة في التسجيل الاكتفاء بخدمة اختصار الرابط فقط، من على واجهة الموقع.

Bitly11

أما في حال التسجيل، فإنه يمكنك استخدام الكثير من ميزات هذا الموقع، ولعل أهمها الإحصائيات الخاصة بالروابط التي تم اختصارها.

 Bitly21

وكما في الصورة أعلاه. فإنه يمكن معرفة عدد النقرات لكل رابط، ورصد أكثر للحظات تفاعلاً، وكم مرة تم حفظ لرابط.

bit.ly

أسلوب آخر لعرض الإحصائيات، عرضها على شكل رسومات بيانية، لإظهار أكثر الموضوعات قراءة، بحسب عدد النقرات، أو أكثر المواقع التي تم من خلالها الدخول للرابط. وأيضاً الموقع الذي تم الدخول منه للرابط.

الفيس ليس مصدراً للأخبار

تثبت الإحصائيات أن رواد موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك (Facebook) هو الأكثر تفاعلاً بين مواقع التواصل الاجتماعي، وتفيد ذات الاحصائيات نمو التواصل المجتمعي العربي بشكل لافت للنظر، ارتبط بالحراك الشعبي الذي صار يُعرف بـ(الربيع العربي)، إذ استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي أن تكون وسيلة التواصل الأولى، التي استطاعت أن تكون واجهة للثورات العربية، في تونس، ومصر، وليبيا، وغيرها من الدول العربية.

 الفيسبوك1

في ليبيا، لا يختلف الحال كثيراً عما هو في باقي البلاد العربية، بل على العكس صار (الفيس) واجهة تتصدر كل مجلس كمصدرٍ للأخبار، ومعرفة ما يحدث في ليبيا، من خلال ما ينشر على حسابات المشتركين، وصار لزاماً على أي ليبي صاحب حساب، أن يقوم بإضافة أكثر عدد ممكن من الأصدقاء الليبيين من مختلف المناطق الليبية، وأيضاً ما يمكن من صفحات إخبارية، وجهوية وشعبوية، وفكرية لمعرفة ما يدور حوله. والسبب الأساسي: ضعف الآلة الإعلامية سواء التي تتبع الدولة، أو القنوات الخاصة، التي تعاني من تضارب كبير في أخبارها، وما يتحتم ليها اتباعه تلبية للأجندة الموضوعة لها؛ الأمر الذي صارت معه القنوات الفضائية الليبية، تقسم محلياً تبعياً وجهوياً، أما فيما يخص الفيس، فمن الطبيعي أن يتصل بك جارك:

– باللهِ شوفلنا شن اخبار الدق اللي صاير!!!

الكثير من الأسباب جعلت من الفيس مصدراً للمعلومات والأخبار في ليبيا، أهمها؛

1- كما أسلفنا قصور الإعلام، وعدم مصداقيته.

2- سهولة التعامل مع الفيسبوك، من فتح الحساب إلى التعديل والكتابة وإضافة الصور، والمقاطع المصورة.

3- الحرية غير المقيدة، التي تجل من المشترك غير مقيد بعدد محدد من الكلمات، كما في تويتر (Twitter) على سبيل المثال.

4- سهولة التواصل مع الآخرين، بالقبول أو الرفض، والحظر.

أمام هذه الميزات الاتصالية التي يوفرها الفيس، وغيرها، لا يمكننا اعتبار ه مصدراً للأخبار، أو المعلومات، فلقد تحول إلى ساحة لبث الاشاعات والأخبار الكاذبة والملفقة، والتي للأسف تجد من يعيد نشرها ويبثها (مشاركة – Share)، بشكل كبير؛ إما جهلاً، أو بحسن نية، أو لتأجيج الرأي العام.

في تدوينتي (دليلك في التعامل مع الفيسبوك -الأخـــبـــار-) تحدثت عن ذات المسألة فيما يخص الأخبار على الفيسبوك، وهنا أحاول إعادة طرح المسألة بشيء من التفصيل، باقتراح بعض الآليات لذلك، قبل مشاركة الخبر، التي أستهدف بها المدونين بشكل خاص، مخافة الوقوع في فخ الأخبار الكاذبة:

1- التأكد من مصدر الخبر؛ فإن كان يصدّر للخبر إنه عن وكالة أنباء أو موقع إخباري –دون وضع الرابط-، توجه لصفحة الوكالة أو الموقع الإخباري، وتأكد من وجود الخبر، وقم بتضمين رابط الخبر.

2- أما إن كان مصدر الخبر شخص؛ فعليك التأكد من مصداقية هذا الشخص، من خلال ما ينقل من أخبار. هل هو مجرد ناقل للأخبار؟ هل هو المصدر؟ كم خبر صادق صدر عنه؟ مصادره؟. فثمة بعض الأشخاص –الصحافيون بشل خاص-، يملكون مصادر موثوق منها لمعرفة الأخبار.

3- كون شبكة علاقات جيدة من مختلف مناطقة مدينتك، وباقة المدن الليبية، بحيث يمكن الرجوع إليهم للتأكد من مصداقية ما يردك من أخبار.

4- ولا يمنع ذلك من تكوين قائمة بأسماء الأشخاص الذين تثق بهم، والذين يمكنهم إعطاءك المعلومة الصحيحة (التأكيد من عدمه). بحيث توضح هذه القائمة موقع الشخص، صفته ورقم هاتفه، ومكان عمله، ودرجة مصداقيته.

5- يفضل أن يكون لديك مجموعة مكونة من كل الأطياف والتوجهات، لموازنة الحِراك أو الحدث.

6- لا تعتمد كثيراً على صفحات الفيس الإخبارية، فهي في الغالب تخدم مصالح مديريها ومن يقوم عليها.

7- أدرس الخبر في ظل ما يدور من أحداث؛ كتوجه المصدر وعلاقته باتجاه الخبر، علاقة الخبر بما سبقه من أخبار، علاقة الخبر بأخبار مشابهة أو تصب في ذات الاتجاه. وبشكل خاص الأخبار التي تكون مناقضة لبقية الأخبار.

8- فيما يخص الصور، يمكن مراجعة تدوينتي (مصداقية الصور على شبكة الإنترنت.. كيف تتأكد من صحة ومصداقية الصور المتداولة على النت).

مصداقية الصور على شبكة الإنترنت

كيف تتأكد من صحة ومصداقية الصور المتداولة على النت

تداول على شبكات التواصل الاجتماعي، والمواقع، الكثير من الصور التي يثير بعضا الرأي العام، ويحرك المشاعر في اتجاه معين، لنكتشف بعد فترة إن هذه الصور غير صحيحة؛ بسبب كونها ليست صور الحدث أو الحادثة بذاتها، أو أنه تم الاشتغال عليها بواسطة أحد برامج تحرير الصور.

وتفاديا لهذا الإشكالـ وحتى لا تكن ضحية لأي صورة يقصد من ورائها أثارة القلاقل والفوضى، نعرض لثلاث طرق يمكن من خلالها التأكد من صحة وسلامة الصورة، ومدى علاقتها بالحدث. ويمكن الاكتفاء بواحدة فقط، أو يمكن تطبيقها جميعاً، إذ هذا يعتمد على نوعية الصورة وطبيعة البحث، الذي يرتبط بالخبر ومدى تأثيره في الرأي العام، إذ قمت بتتبع صورة تم تداولها على الفيسبوك، لوليد وجد في أحد أحياء طرابلس، وعندما قمت بالتحقق من الصورة، وجدتها تعود لأكثر من 3 سنوات لحادثة تناولتها أحد الصحف الإلكترونية السعودية. كما حدث في صورة رافقت خبر اشتباك في ليبيا وعند التحقق منها وجدت إن الكثير من العناصر حذفت من الصورة باستخدام برنامج الفوتوشوب، وهي تعود في الأصل لمجموعة صور على أحد المنتديات للمواجهات بين الثوار كتائب القذافي.

1- محرك البحث جوجل.

يمكنك (جوجل) عملاق محركات البحث، ومن خلال خاصية البحث في الصور، التأكد من مسار الصورة المراد تتبعها، وذلك إما بوضع رابط الصورة، أو تحميلها على جهازك، ومن بعد البحث عنها من خلال (جوجل). كالتالي:

1-1- عن طريق المتصفح، ويفضل أن يكون متصفح (جوجل كروم)، افتح محرك البحث جوجل، واذهب إلى الصور (Images)، واضغط.

is-01

1-2- سيظهر لك محرك بحث جوجل مزوداً بعلامة كاميرا في مساحة البحث، قم بالضغط عليها.

is-02

1-3- بالضغط على هذه العلامة، ينفتح صندوق حوار جديد، يستعرض خيارين:

الخيار الأول: Paste image URL: لإضافة رابط الصورة من الموقع. ويتم ذلك بالضغط على الصورة بالزر الأيمن للفأر، واختيار (Copy Image Location) من قائمة الاختيارات التي تظهر. ثم الضغط على مربع (Search by image).

is-03

الخيار الثاني: Upload an image: لإضافة الصورة من ذاكرة جهازك، من بعد تحميلها من الموقع. يتم التحميل من خلال الضغط على مربع (Choose file)، واختيار الصورة المراد البحث عنها من الدليل المخزنة فيه.

is-04

1-4- حال تنفيذ الأمر، سينتقل محرك البحر إلى صفحة النتائج، والتي ستقدم بيانات الصورة الأساسية؛ الاسم، القياسات. ومقترح مفضل للبحث، ثم في ترتيب زمني تصاعدي روابط الصورة على الشبكة، ومقاربة للصورة من خلال استعرض ما يماثلها. ومن خلال هذه المعلومات، والروابط بشكل خاص يمكن معرفة صدق الصورة من عدمها، فالربط الأول يمثل بداية عمل الصورة على الشبكة، بالتالي يمكن تحديد زمنها مقارنة بالتاريخ الحالي.

07

2- موقع (fotoforensics.com).

08

ويمكنك هذا الموقع من معرفة ما تم تحرير الصورة وتعديلها أم لا، من خلال تحميل الصورة إما من خلال الرابط، أو من ذاكرة جهاز الحاسوب (كما أوضحنا آنفاً). وبعد تحميل الصورة ينتقل الموقع إلى صفحة النتائج التي تعرض تحليل الصورة.

is-07

ويقدم تحليل الصورة من خلال أربعة معايير: ELA، JPEG%، Metadata،Original .

2-1- معيار (ELA) – (Error Level Analysis): وهو يحدد مستوى أصلية الصورة، حيث تظهر الصورة الأصلية في اللونين، الأبيض والأسود وتدرجاتهما. أما الصورة التي تم التعديل عليها، تظهر بقع حمراء في أماكن التعديل (ما في الصورة أعلاه).

2-2- معيار (JPEG%) – (Estimate JPEG Quality): وهو يحدد مستوى الصورة (JPEG)، ويمكن من خلاله معرفة آخر تعديل على الصورة في الحجم، أو إن الصورة تمثل نسبة % من الصورة الأصلية.

is-07

2-3- معيار (Metadata) – (Metadata Analysis Tutorial): ويقدم هذا المعيار كل ما يتعلق بالصورة من معلومات، يمكن من خلالها تقييم جودة الصورة ومصداقيتها.

is-08

2-4- معيار (Original): وهذا المعيار يقدم صورة أصلية للصورة المراد التأكد منها، كاقتراح.

is-09

هذا الموقع يمكنه العمل على نوعين من الصور: JPEG – PNG. وهو يقدم للمستخدم شرحاً وافياً لطريقة الاستخدام وقراءة بيانات تحليل الصور.

3- مفكرة الويندوز.

أما الطريقة الثالثة والأكثر دقة واحترافية عبر فتح الصورة عن المفكرة notepad.

3-1- من قائمة ابدأ (Start)، اذهب إلى

Start > All Programs > Accessories > Notepad

3-2- قم بسحب الصورة سواء من ذاكرة الجهاز أو من الموقع، وافلتها في المفكرة.

3-3- ستجد أن الصفحة أمامك قد امتلأت بأكواد كثيرة، ستجد فيما بينها أكواد الصورة والبرامج التي تم تحرير الصورة بها. إذ من المفترض للصورة الأصلية ألا تحتوي على أكواد أي برنامج تحرير صور.

أتمنى أن أكون قد قدمت فكرة عامة حول الموضوع، نظراً لأهميته الكبيرة، خاصة وإن الكثير من مستخدمي صفحات الواصل الاجتماعي يقمون على تبادل وبث صور لا يعرفون مصدرها، ويصدقونها الأمر الذي قد يؤدي إلى الكثير من النتائج غير المرغوب فيها.