تعليق على سقوط الطائرة الليبية فوق الأراضي التونسية

بداية تقبل الله أرواح ركاب الطائرة الـ11، وأسكنهم فسيح جناته، وألهم ذوييهم وأهلهم جميل الصبر والسلوان.

عن الشبكة

عن الشبكة

الكثير من الأسئلة تبحث عن إجابة من خلال هذا الحادث.

تبدأ من؛ مستوى السلامة الأمان على هذه الطائرات القديمة1، والتي حولت لتلبي احتياجات نقل المرضى خارج ليبيا، وبالتحديد إلى تونس؟

مستوى الصيانة المنفذة على هذه الطائرات، خاصة وإنها تعاني من نقص الدعم الفني منذ سنوات طويلة؟

هذا الحادث، يفتح الباب على سؤال كبير، عن سلامة النقل الجوي الليبي؟ وما اتخذ من خطوات في هذا الاتجاه؟، في الوقت الذي لم يفتح المجال بعد للطائرات الليبية للسفر إلى أوربا؟

عن الشبكة

عن الشبكة

لكن الأهم والذي دعاني لهذا التعليق، هو متابعة وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية لهذا الحادث الفاجعة، فالجميع ترك الطائرة المحترقة عن آخرها، وضحاياها الـ11، وسبب السقوط، وبطولة قائد الطائرة للهبوط بها في حقل بعيد عن المساكن والمباني، وركزوا على نقطة واحدة.

نعم، لقد اختزل الخبر في شخص أحد الضحايا، ونقصد “مفتاح الدوادي”، الشهير بـ”عبدالغفار”، وهو من قيادات الرئيسية للجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة. وكان قبض عليه خارج ليبيا وسُلم إلى نظام القذافي، وخرج قبل اندلاع ثورة 17 فبراير بيوم واحد، وإلا كيف يمكن قراءة عنوان الخبر (مقتل الدوادي و10 آخرين في سقوط طائرة عسكرية ليبية بتونس). بحيث سلبت منه صفة الإنسان، الضحية، وألبس صفة المتهم الإرهابي، والذي من المفترض ألا يمرض وألا يعالج.

الأمر تطور، وشطح الخيال ببعض المواقع الإخبارية، لتقول إن الحكومة الليبية تتعامل مع جماعة المقاتلة وإنها تسهل لهم سبل التنقل، ومن طرف خفي، تلمح لنفوذهم في الدولة الليبية.

لا أريد أتهام الإعلام باستغلاله للخبر، لمآرب أو توجهات، أو لأي سبب آخر، فالأجدى إن يتم طرح الأمور بحيادية، وشفافية، وإن كان ثمة ما يريب في الأمر، فيطرح بذات الشكل، ليتحمل كلٍ مسؤوليته، لمعرفة مكمن الخلل وإصلاحه.

*

والله من وراء القصد

__________

1- هذه الطائرة من نوع أنتينوف 26، ودخلت الخدمة في 21-5-1969.

فبراير .. والقهاير

ليبيات 30

7 فبراير

ربما أراد الليبيون بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم واتجاهاتهم، أن يكون فبراير أقصر الشهور، مختلفاً. فما كان ينتهي ثلثيه إلا وتزاحمت فيه الحداث والحوادث والمماحكات.

وبالرغم من أن الكل كان ينتظر هذا الشهر، وبشكل خاص تاريخ 7-2 منه، وهو الأجل الذي ينتهي فيه عمل المؤتمر الوطني، والخوف من حراك قد يدخل البلاد في معمعة. فقد جاءت جمعة 7-2 مبشرة بالخير، ومقدمة صورة عن وعي المواطن الليبي في التعبير عن رأيه بطريقة سلمية وحضارية، ناشرة مسحة طمأنينة، وإشراقة أنه لم يعد من مكان للسلاح، أو لاستخدامه في أي مطالبة.

 أسود 17 فبراير

مصالح

شكل هذا الخروج الكبير، وفي أكثر من مدينة، ورقة ضغط على المؤتمر، وبالرغم من الخلاف القانوني حول أمد المؤتمر وشرية استمراره من عدمها، فإنه تبنى خارطة طريق –وإن كانت متأخرة- للخروج من هذا المأزق، استجابة لمطالب الشعب.

لكن يبدو إن البعض قد استغل هذا الحراك، العفوي والشعبي، لمصلحته، ليتحدث باسم الليبيين ومطالبهم، فشاهدنا حالة من هستيريا الاستقالات لأعضاء في المؤتمر العام، على شاشات القنوات الفضائية الليبية، وتكتلات تتحدث عن ضرورة إيقاف المؤتمر، وأن وجوده غير شرعي بعد 7-2، ليصل الأمر حد التهديد باعتقال أي عضو مؤتمر يحاول الدخول للمقر يوم 8-2. هذا دون أن ننسى بعض البيانات التي صدرت عن بعض الكتائب والتي كانت داعمة لحراك الشارع ومطالبته (لا للتمديد).

في المقابل كان ثمة حراك يطالب ببقاء المؤتمر، حتى انتخاب لجنة الستين، ووضع الدستور. لكن هذا الصوت لم يلاقي الصدى المرجو، كما حدث في سباق بعض القنوات الفضائية التي بعد أن انتهى عدها التنازلي، تحولت إلى مراكز رصد وسبر رأي (مع / ضد) المؤتمر.

14 فبراير

بطريقة دراماتيكية، تحول اقتراح لخطة طريق قدمها اللواء “خليفة حفتر” إلى محاولة انقلاب. خرج على إثرها السيد “علي زيدان” رئيس الحكومة مندداً، ومن بعده المؤتمر الذي حدد مكان “حفتر” وأصدر أمراً بالقبض عليه.

كنت أفضل لو قدم السيد “خليفة حفتر” مبادرته بشكل مدني، بعيداً عن البدلة العسكرية، بالتالي كان سيجنب مغبة من يتصيدون في الماء العكر، محاولين اقتناص الأخطاء لتشويه نضال الشرفاء والوطنيين.

على العكس، جاء رد فعل المؤتمر والحكومة باهتاً وغير مفهوم، عقب البيان الذي صدر عن كتيبتي (القعقاع) و(الصواعق)، والذي أمهل المؤتمر 5 ساعات من أجل الخروج، وإلا عرض نفسه للمحاكمة، في استجابة لمطالب الشعب. ولولا تدخل الأمم المتحدة، لكانت البلاد دخلت نفقاً مظلماً الله وحده يعرف نهايته، ونهايتنا.

ولقد كشف هذا البيان الكثير، وجاوب عن الكثير من الأسئلة؛ لماذا دون بقية الكتائب، والتابعة للدولة صدر هاذا البيان؟ وعن هاتين الكتيبتين؟.

من يحركهم؟ ولماذا في هذا الوقت؟ وبعد اجتماع قبلي صدر عنه بيان مماثل بالسحق والدحر، لمن تسول له نفسه المساس بثورة 1 فبراير؟

لماذا هددت بعض الرموز السياسية باستخدام السلاح؟ ولماذا اختفت بعض الرموز؟ ولماذا خرجت علينا بقولها: نحن لا نملك أجنحة عسكرية، وإلا كنا أوقفنا قانون العزل؟

الشعب المسكين

الكل تسلق هذا الشعب، واستغله واستهلكه، وتحدث عنه وبلسانه، دون أن يُسأل: ماذا يريد؟

لأن مطلبه من السهولة بما يتعارض مع مصالح البعض، من الذي يتصورون أن ليبيا وقف لهم، دون غيرهم.

وهنا أقترح أن تتدخل الأمم المتحدةـ لوضع حد لهذه الأزمات، بحيث تقوم على فرض سيطرتها على البلاد، والإشراف على إنشاء منظومة ديمقراطية للبلاد، كجهة محايدة كما حدث في صربيا.

ركلات الجزاء

ذكرني وضع فريقنا الوطني لكرة القدم، أثناء مشاركته بكأس أفريقيا الأخيرة التي نال كأسها، بالوضع الذي تسير عليه السياسة والعمل السياسي في ليبيا.

فكما اعتمد المنتخب سياسة اللعب حتى الفرصة الأخيرة، انتهجت الحكومة والمؤتمر ذات السياسة، في العمل على ملفاتها وحل مشاكلها، فهي تظل تعمل وتعمل مؤمنة بأن الحل سيكون موجوداً طالما لم تنتهي المباراة بعد. سياسة النفس الطويل، أو ما يعرف محلياً (اللي يمل يعطي البل) كانت حلاً للكثير من المشاكل، وسبب في بعض الإخفاقات، خاصة في ملفات الأزمة، لأن الاعتماد على أن يمل الطرف المقابل قد لا يأتي بنتيجة سريعة، طالما فيها (إبل).

ولا أدري حقيقة، من علم الآخر. وفي ظني إن المنتخب كان تلميذاً نجيباً للسياسة الليبية، فنجح في خطف الكأس، لأن منتخب غانا هذه المرة فقد كل (إبله).

الدستور

غداً هو الـ20 من فبراير موعد انتخاب لجنة الستين، المنوط بها إصدار الدستور. سأذهب للانتخاب، مؤمناً بأنه حق وواجب، وأن ليبيا سوف تستمر، وإنها ستصل بإذن الله.

*

حفظ الله ليبيا

تعليق .. حول الانقلاب

7-2-2014 حراك شعبي بشأن أمد المؤتمر الوطني العام، وضرورة إنهائه، وعدم منحه الفرصة لمرحلة جديدة، برفع شعار (لا للتمديد). وبالرغم من الاستعداد الشعبي لهذا الحراك، والحشد له، لم يبال المؤتمر الوطني العام، ظناً إن هذا الحراك لن يكون بالحجم الكبير، على عكس ما حدث يوم الجمعة 7-2. إذ خرج الشارع الليبي في أكثر من مدينة مطالباً بإنهاء المؤتمر الوطني، وخروجه. الأمر الذي نبه المؤتمر الوطني للخطأ الذي وقع فيه بعدم تقدير حقيقة الرفض لوجوده، أمام دوره الضعيف والسقيم، والصراع الظاهر بين أعضائه للعيان.

باختصار الشعب مل وفد.

أوليه أوليه .. والمؤتمر زوا عليه

فدينا فدينا .. وهدا علاش جينا

*

بعد الخروج بيومين، يعلن الناطق الرسمي للمؤتمر عن كتاب يصله من الاستخبارات العسكرية، بوجود اجتماعات لعسكريين ومدنيين، وأنه تم تحويل الأمر للنائب العام بشان إصدار أوامر قبض.

*

تسريب لاسم “خليفة حفتر”، من خلال صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع.

*

خليفة حفتر

14-2-2014، عقب مداخلة للسيد “خليفة حفتر” على قناة العربية، يعلن عن انقلاب عسكري، يخرج على أثره السيد “علي زيدان” رئيس الحكومة، في بيان صحفي يشجب فيه هذه المداخلة، ويعلن في نهايته استلام “عبدالله منصور” من حكومة النيجر.

في ذات اليوم، مساءاً، يعلن رئيس المؤتمر الوطني، السيد “نوري أبوسهمين” شجبه وإصدار أمر قبض في حق السيد “خليفة حفتر”.

*

الحقيقي، أن السيد “خليفة حفتر” قدم خارطة طريق، أقل ما يقال عنها إنها تلبي رغبات الشارع الليبي، وتضمن حالة من الاستقرار للمرور للمرحلة القادمة والنهائية.

*

تسلسل الأحداث جاء بوتيرة تصاعدية في اتجاه محدد. ويبدو إن الكثير ممن يحتكرون أمر ليبيا، لم يرق لهم أن يقوم شخص محسوب على التيار العسكري بمبادرة وطنية، فتحول الأمر إلى انقلاب، وسيسي آخر.

*

في الوقت الذي تحدث فيه الكثير، وهدد البعض باستخدام القوة وإعلان محاكمات شعبية لأعضاء المؤتمر. لم نره يتحرك أو يتخذ أي إجراء احترازي.

*

بعيداً عن نظرية المؤامرة

حفظ الله ليبيا

تعليقاً على استقال الأعضاء

فجأة صار للشارع الليبي تأثيراً كبيراً في المشهد!!!

فالشارع الذي خرج أكثر من مرة، في أكثر من حادثة، وطالب وناشد المؤتمر والحكومة، لحل الكثير من الإشكالات، ولم ينجح؛ ها هو ينجح في إعلانه قولة (لا للتمديد). فيستجيب أكثر من عضو، معلناً من خلال القنوات التلفزيونية استقالته، متأسفاً لجماعته أو قبيلته وللشعب الليبي، عما بدر منه، وعن تقصيره عن أداء المؤتمر للدور المنوط به، في مشهد أقل ما يوصف بالسخافة والضحك على الذقون. في محاولة لتصدير صورة جديدة لهم، وإظهار مقدار وطنيتهم وحرصهم على البلاد.

 استقالة

تحولت القنوات التلفزيونية إلى وسيلة لعرض الاستقالات، وإظهار انحياز هذه المجموعة للشعب، وكأن الغشاوة رفعت عنهم!!!. ثم لماذا تم هذا التفاعل من خلال التلفزيون؟ ولماذا ليست استقالات مكتوبة؟، أم إنها محاولة الهروب من السفينة؟ خوفاً وأنانية؟ أو رغبة في إعادة توزيع الأوراق لحساب لاعبين آخرين؟.

*

حفظ الله ليبيا