بيان المرصد الليبي لحقوق الانسان
يدين المرصد الليبي لحقوق الإنسان , ما حدث في مدينة بنغازي من اشتباكات مسلحة بين طرفين احتكموا للسلاح وقد غطت عقولهم وانظارهم غشاوة, فلم يكترثوا للسكان والعائلات والأطفال , فكان ساحات الوغى هي الإحياء السكنية وبالتالي تعريض المواطنون للخطر الأكيد غير المحتمل ، ان ما حدث اليوم يدين الطرفين مهما كانت الأسباب ومهما كانت درجة الشرعية الي يتكلمون عنها , فهم مُدانين بل متهمين وعلى من يدعي الشرعية ان يمثل امام جهات التحقيق , ان قامت الحكومة بدورها الرئيسي وهو استقرار الأمن ومعاقبة كل من يعرض أمن المواطن والدولة للخطر .
كما يؤكد المرصد الليبي لحقوق الإنسان , ان الاحتكام للسلاح لن يحل المشاكل بين ابناء الوطن الواحد المتعدي الأفكار والتوجه , فمن المحزن ان يجنح العديد ممن ينتهجون أراء سواء كانت حزبية او جهوية او حتى عقائدية الى اساليب يغلب عليها طابع العنف , سواء كان عنف مادي او لفظي والذي بدوره لا يؤسس لمستقبل واعد يكفل احترام وتعايش مختلف وجهات النظر والرؤى والبرامج الملموسة لحلول المشاكل الفعلية التي تواجه مستقبل البلاد في الحاضر والمستقبل .
ان المرصد الليبي لحقوق الإنسان يحذر من الانجراف وراء تيارات تدعوا لعدم التهدئة وتصعيد الموقف باتجاه لا يخدم الصالح العام ، كما يدعو المرصد الليبي لحقوق الإنسان بضبط النفس والتهدئة و تبني سياسة الحوار ونبذ العنف وتغليب مصلحة الوطن عن أي مصالح اخرى ، وايضا يدعو الى استخدام لغة شفافة ووعي متقدم يقبل بالأخر , حتى وان اختلف معه وينطلق من هذا لنقد الآخر باستخدام منهجية لا تستهدف بوضع الخصم في الزاوية الضيقة التي قد تجعل منه جسما مُعاديا حتى باقتناعه بوجه الطرف الآخر .
ان المرصد الليبي لحقوق الإنسان يناشد مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الغير حكومية ومن اصحاب الحكمة والمشورة الى ضرورة الإسراع في وضع برامج من شأنها ان تعزز المصالحة والتسامح بين ابناء الشعب الواحد والدين الواحد والمصير الواحد ، كما يحمل المسؤولية للسلطات الرسمية بالدولة ويطالبها بالتصرف بما تقتضيه المصلحة العامة , وان تدعم أي حراك من شأنه نبذ العنف والإقصاء , فالجميع شركاء في هذا الوطن بتعدد آرائهم كتعدد الوان الطيف الواحد .
المرصد الليبي لحقوق الانسان
حرر بتاريخ 26 / 11 / 2013