بقلم: الأستاذ حسين سليمان بن مادي
في شهر الفضيل……
يحل شهر رمضان هذا العام والأزمات التي نعيشها في وطننا ليبيا تفاقمت أكثر من الطبيعي اصبح شهر رمضان المبارك نوعاً من التسابق للشراء بالنسبة للكثير من الناس، وذلك لأسباب كثيرة ، منها ارتباط هذا الشهر الفضيل بالعديد من التقاليد المحببة لدينا نحن الليبيين ، والتي إعتاد الليبيين عليها من حيث إعداد وجبات الافطار ، والسحور ، وما بينهما من عادات باتت تميز هذا الشهر الفضيل بحشد الولائم وتنوع الأطعمة ودعوة الأهل والأقارب والأصدقاء وموائد الرحمن لمائدة رمضان.
لكنه لابد دائما من التذكير بأن هذا الشهر المبارك ، هو أولاً وآخراً مناسبه دينيه كريمة ، للعبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى
ومن هنا أخذ هذا الشهر الفضيل أهميته وقدسيته لدى المسلمين عامة والليبيين خاصة، ولعل أهم ما يجب أن نتذكرهو أن رمضان إلى جانب كونه فرضاً ، هو أيضا مناسبه إسلاميه هامه ورساله إنسانيه كبيره لتعلم الصبر ، والتراحم بين الناس، ومن هنا جاءت حكمة ( زكاة الفطر ) التي تخرج في هذا الشهر المبارك للمحتاجين والمساكين الذين لم تسعفهم الظروف للتزود بالطعام ، أو للذين وقعوا فريسة الفقر.
فلابد من التذكير ونحن نستعد لاستقبال الشهر الفضيل من أن نعمل في إطار ما تستجوبه علينا هذه المناسبة الكريمة والفائدة المرجوة من هذا الشهر الذي كرم الله بهـ المسلمين
بالتقرب إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة ,
وبالتيسير على الناس ومساعدتهم في هذا الشهر على توفير ما يحتاجونه من مأكل ومشرب. إلا أننا ومع الأسف نرى أن هناك من الناس ولا سيما التجار ، الذين ينتظرون هذا الشهر المبارك بفارغ الصبر، ليس باعتبارها مناسبه دينيه للتقرب إلى الخالق عز وجل بل هو مناسبه لتحقيق الأرباح الخيالية (الجشع والطمع والكسب السريع) أحيانا من خلال زيادة الأسعار، وكذلك إستغلال ظاهرة الشراء التي ترتفع مع اقتراب شهر رمضان لتحقيق أرباح كبيره وفي فترة زمنيه قياسيه ، مما يلقي بالمزيد من الأعباء على كاهل الكثير من الناس.