هذه التدوينة؛ رد على استفسار حول هذا النوع من الصواريخ!!
ما هو صاروخ غراد Grad (جراد)
يعتبر صاروخ غراد (BM-21) من أكثر الصواريخ المستخدمة عسكريا في الحروب والنزاعات الإقليمية، نظرا لمداه القصير ولفعاليته التدميرية، وخاصة لسعره غير المرتفع، مقارنة بالأسلحة المتطورة الأخرى التي تواجهه. ويشتق صاروخ (غراد) من التطوير المتواصل الذي جرى على قاذفة صواريخ كاتيوشا الشهيرة والذي ينطلق من على منصة تحمل أربعين أستونا، وهي المنصة الشهيرة باسم (أرغن ستالين) والمحمولة على عربة خاصة مدرعة، والتي تملكها بعض الجيوش والمنظمات العسكرية العربية [ويكيبيديا].
ولد أول صاروخ (غراد) في العام 1963 وجرى توزيعه على دول أعضاء حلف وارسو وعلى حوالي خمسين دولة أخرى، كما منحت بعض الدول، ومنها تشيكوسلوفاكيا السابقة ومصر والجزائر وسوريا، امتياز تصنيعه على أراضيها [ويكيبيديا].
ويعتبر صاروخ “غراد” نسخة متطورة عن صاروخ “كاتيوشا”، وهو مصنف في دائرة صواريخ أرض-أرض ويعتمد مبدأ عمله على محرك دفع صاروخي يتم تشغيله عند الإطلاق. ويتراوح مداه من 20 إلى أكثر من 40 كيلومتر.
أجريت تحسينات على فعالية قدرته التدميرية على الرغم من حجم عياره الصغير. وأبرز التطويرات التي أجريت طالت أسطوانة الانطلاق التي حفرت بشكل حلزوني كي تزيد من سرعته ودقة إصابته للهدف، كما طالت أيضا المزيج المتفجر بأنواع مختلفة، بما فيها متفجرات كيميائية وجرثومية ونابالم [ويكيبيديا].
وعلى الرغم من التطوير السريع على صواريخ (غراد)، والذي أجرته جيوش عديدة تملكها، إلا أنه يعتبر بنظر الخبراء العسكريين، سلاحا مشكوكا بقدرته على إصابة الأهداف، لكن العدد الكبير من الصواريخ المنطلقة من (أرغن ستالين) تبقى قادرة على تغطية مساحة واسعة من التدمير. والمعروف أن “أرغن ستالين” يطلق أربعين صاروخا من عيار 122 ملم (عشرة صواريخ في كل مرتبة) وبواسطة الرشق السريع في خلال دقيقة واحدة مما يجعل الهدف المطلوب تحت رحمة الصواريخ المنطلقة “قصف عشواء” لتغطية محيط جغرافي محدد [ويكيبيديا].
الصواريخ والمقذوفات
يتبع صاروخ غراد عند إطلاقه أحد أقدم مبادئ إطلاق الصواريخ، وهو المقذوفات التي يتم دراستها في المرحلة الثانوية، في مادة الديناميكا ضمن منهج الرياضيات. هيث هناك عاملان أساسيان يتحكمان في الصاروخ؛
الأول: سرعة الإطلاق.
الثاني: زاوية الإطلاق.
بالتالي فهو كمقذوف، يسير في منحنى، تحت تأثير قوة الجاذبية الأرضية ومقاومة الاحتكاك بالهواء. والتطوير الذي أحدث وذكر أعلاه، بخصوص حفر اسطوانة الإطلاق تجعل الصاروخ يمتلك حركة دوارنية حول نفسه تمكنه من إطالة مداه نتيجة اكتساب بعض القوى الإيروديناميكة. لكنه ظل محتفظاً بمساره المنحني، مما يجعله أحد الصواريخ الباليستية (Ballistic Missile) التي تعتمد على الحسابات للوصول إلى أهدافها من خلال المسافة أو مدى الصاروخ.
فسرعة صاروخ الجراد ثابتة، كونه يعتمد محرك صاروخي يمنحه عند إطلاقه سرعة ابتدائية ثابته. طاقة الإطلاق تحمل الصاروخ على الطيران بحسب زاوية الإطلاق (كما في الصورة أدناه).
حيث يصل الصاروخ إلى أعلى نقطةـ قبل أن تتمكن الجاذبية من سحبه للأسفل بعد أن يفقد مركبة سرعته في الاتجاه الرأسي.
هذا وتمكن زاوية الإطلاق من إكساب صاروخ الجراد المدى المراد الوصول إليه، وكما درسنا في الثانوية، فإن زاوية 45 درجة، هي درجة أقصى مدى لأي مقذوف، صواء صاروخ أو رصاصة، أو حتى حجرة تم رميها. هذا دون ان ننى تأثير الجاذبية، والاحتكاك.
لماذا الجراد صاروخ أعمى؟
بالتالي عند إطلاق صاروخ الجراد؛ وبما أن سرعة الإطلاق ثابتة، فإن الرامي يحتاج إلى:
بعد الهدف؛ وهو المسافة الأفقية والتي تمثل مدى الصاروخ للرمية.
اتجاه الهدف؛ لمعرفة زاوية توجيه حاملة الصواريخ.
وجود عوائق أو ارتفاعات؛ يمكنها أن تعيق تقدم الصاروخ بعد إطلاقه.
سرعة الريح واتجاها؛ لأخذها في الحسبات لتصحيح مسار الصاروخ.
هذه الأمور التي قد تبدو صعبة للبعض، تم تبسيطها من خلال مجموعة من الجداول والأدوات الميكانيكية حتى يسهل الاستخدام.
وأي خطأ في هذه الحسابات يؤثر بالتالي على مسار الصاروخ، ودقة إصابته للهدف، فعدم حساب زاوية الريح، وسرعتها، يجعل الصاروخ كمقذوف، يخرج تماماً عن مساره. كما إن الخطا في حساب بعد الهدف، أو تقديره، يجعل الصاروق يقع في مكان غير المكان المراد له، بالتالي لا يحقق الهدف من إطلاقه.
لذا فإن هذه النوع من الصواريخ، يستخدم بشكل مجموعات، فهو صاروخ هدفه تدمير الهدف لا إصابته. هذا يجعله صاروخ أعمى، مجال استخدامه خارج المدن، لكثرة العوائق وصعوبة تدمير هدف بعينه بدون تدمير ما حوله في دائرة واسعة.
ولهذا هو صاروخ أعمى!!!
بالمناسبة هذا الأمر يسري على المقذوفات كالمدافع، وما شابه!!!