لمصلحة من؟

لمصلحة من ما يحدث في ليبيا؟

من أعمال الفنان "محمد الزواوي" رحمه الله

من أعمال الفنان “محمد الزواوي” رحمه الله

هل ما يحدث هو نتيجة الصرع بين الأحزاب والكتل السياسية في المؤتمر الوطني؟ وهو ما يفسره غضبة الشارع الليبي وهجومه على مقار الأخزاب وغرلقها في البعض ونهبها في الآخر.

أم أن ما يحدث هو تدخل من جهات خارجية -عربية وغير عربية- هدفها عدم استقرار البلاد؟ حتى يكون التدخل الجنبي هو الحل؟ والغاية هي النفط الليبي؟!!!؟

أم إن الأزلام استطاعوا تكوين خلايا ومجموعات فنتاج هذا القدر من التخريب، والتحريض؟

أم إن ما يحدث في ليبيا، هو تبعات زلزال مصر؟

أم إن القاعدة وراء كل ما يحدث؟

*

فلمصلحة من، يتم التهجم على الأخوان والزج بهم فيما يحدث من جرائم وخروقات، والعجيب انه في ذات الوقت، تكال نفس التهم للبراليين، وعلى ذات الخط يدخل الأسلاميون في دائرة الاتهامات. الكيد إن ما حدث في مصر اثر بشكل مباشر في ليبيا، فهذه الفورة الشعبية التي تنتظر أي شرارة لتلتهب وتشتعل، وتحرق من يقابلها ليست بالمر الهين، فمنذ تاريخ إعلان التحرير والبلاد تعيش على صفيح ساخن، وكلها أمل في تحقيق الأمن والأمان، وقيام دولة ليبية، لكن المور تسير في منحنى الفشل، ففشلت (حكومة الكيب)، ومن بعدها (حكومة أبوشاقور) التي ولدت لتموت، وها هي (حكومة زيدان) تقاوم من أجل البقاء.

إن سياسة الركوب المتمهل -كما عرفنها من خلال مهرجان الفروسية-، لا يمكنها إن تنتج دولة كليبيا، ليس لها من مقومات الدولة أي شيء؛ لا جيش، لا شرطة، لا مؤسسات. الشعب مقسوم بين (مخطط) و(سادة) وعلى اساسها يتم التقييم، مساحة جغرافية كبيرة، وحدود مع 6 دول، جنوبها مخترق أفريقياً، وسواحلها معبراً للهجرات غير الشرعية.

إن الخطا الكبير الذي وقعت فيه الحكومات الليبية المتعاقبة والمؤتمر الوطني، هو عدم اتخاذ القرارات الحازمة في الاوقات الحرجة، وهو أولى قواعد إدارة الأزمات. إذ القرار الحازم حتى وغن اخطا فإنه يعلمنا، ويمكننا من خبرة التعامل الصارم، والتي تنعكس بالإيجاب على اداء المؤتمر والحكومة، إذ لحظتها يدرك الجميع إن هذا الحزم لا يستثني أحداً.

لكن خط الزمن يكشف الإخفاقات الكثيرة التي عاشتها ليبيا في محاولتها للبناء، وهنا لا ننكر الدور الكبير للصراع بين مصالح البعض وتقديمها على مصالح ليبيا. وهذا لا يعني بالضرورة اعضاء المؤتمر والحكومة، بل كل مكونات الشعب الليبي، فهم أيضاص لم يكونوا على قدر المسؤولية، وتحمل تبعات مرحلة البناء، بالضغط على الحكومة والمؤتمر بكل الأشكال، من اعتصام واحتجاج وقفل للمواقع والمؤسسات، وكان البعض أداة سهلة لتحريكها لتلبية أغراض شخصية.

لنقف وقفة جادة وصريحة مع أنفسنا، ولنعترف بفشلنا كليبيين في تحمل مسؤولية البناء. ولكن هذا لا يعني النهاية، فالفشل طريقة اخرى للنجاح. لنتآزر ولنضع أيدينا جميعاً معتصمين بحبل الله، همنا الأول ليبيا، والأخير بناء دولة حديثة.

*

حفظ الله ليبيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.