هل تعرفون من هو عبدالعزيز العروي؟

الراحل السي عبدالعزيز العروي


قد يكون اسم “عبدالعزيز العروي” غير معروف لدى الكثير من الليبيين! بالرغم من يقني أن الإذاعة التونسية كانت إحدى القنوات التي يتابعها المواطن الليبي، خاصة في فصل الصيف، بفضل الأنتينا، والتوجيه المتطور (شنو.. صافية)!!!

من البرامج التي كنت أواظب على متابعتها عبر البث الذي يصلنا للإذاعة التونسية، برنامج يقدمه رجل متقدم في السن يقوم بسرد حكاياته التي يبدأ بنقرة على صنج نحاسي بجانبه، أما مقدمة البرنامج فكانت مقطوعة تونسية أصيلة مازلت تتردد في ذاكرتي (أنا قلبي فاض من بابا). وعنوان البرنامج (حكايات عبدالعزيز العروي).

يبدأ السي “العروي” بعد دقه الصنج، رواية حكاياته (يحكيوا …… )، وفي هدوء وثبات يستمر في سرد حكاياته التي تحكل من الحكمة ومن حسن الدبارة والمغامرة الكثير والكثير، وما كان يزيد من جمال هذه الحكايات، هي المشاهد التمثيلية التي كانت تصاحب العرض، وجاءت في مرحلة متقدمة من عمر البرنامج.

هذه الحكايات التي ما إن تبدأ حتى أشخص بكلي إليها، كنت أستمتع بها وأعيد تخيلها وفي بعض الأحيان إعادتها على مسابع بعض الأصدقاء، ومما مازال عالقا في ذكرتي من تلك الحكايات؛ حكاية (عصفور وجرادة).

وأظن إن هذه الحكايات، وما تحمل من عبر ساهمت كثيرا في تكوني، وتثقيفي، خاصة وأنها جاءت مصاحبة لشغفي بالقراءة.

فمن هو السي العروي؟

هي السيد “عبد العزيز العروي”، من مواليد العام 1898م، بالمنستير – تونس، وبعد أن أنهى تعليمه الابتدائي بها التحق بالعاصمة لمتابعة الدراسة بالمدرسة الثانوية الصادقية.

إثر تخرجه عمل كاتباً بإدارات الأعمال، ثم تخلى عن ذلك فأدار مطبعة وجريدة (النهضة) خلال العامين 1927 – 1928م، وأصدر بعدها جريدة (الهلال التونسي) وكانت بالفرنسية سنة 1930م، كما عمل محرّرا لسنوات طويلة بجريدة (Petit Matin) (الصباح الصغير).

يعدّ أحد أفراد جماعة (تحت السور)، التي نهضت بالأدب في تونس قبل الحرب العالمية الثانية.

التحق السي “العروي” بالإذاعة التونسية محررا ومذيعا منذ تأسيسها في سنة 1938م، وتولى منصب نائب رئيس تحرير الأخبار، ومن بعد معلقا رياضيا، حتى كلّف بإدارتها من 1949 إلى 1956م، وظل يعمل بها إلى آخر حياته.

اشتهر السي “عبدالعزيز العروي” بأسماره وحكاياته وألف للمسرح مجموعة من المسرحيات.

تعود شهرته إلى القصص الشعبية التي كان يرويها بنفسه باللهجة الدارجة التونسيّة، والتي صوُرت بعضها تحت عنوان (من حكايات عبد العزيز العروي)، وتعرض أحيانا على الشاشة التونسيّة. وقد قدم “العروي” للتراث الشعبي التونسي، خدمة كبيرة كرس لها حياته، حيث جمع ونقح وروى أغلب قصص هذا التراث التي كادت تندثر وتنطمس بفعل الزمن.

توفي السيد “عبدالعزيز العروي” 13 يوليو من العام 1971م.

عرض مسلسل (حكايات عبدالعزيز العروي) على الإذاعة التونسية أول مرة في العام 1974، من إﺧﺮاﺝ “حبيب الجمني”، و”نبيل بالسيدة” كمساعد مخرج أول. كتب سيناريو العمل “سالم الصيادي”، إضافة إلى المخرج “الجكني”، أما طاقم العمل فتكون من مجموعة من الممثلين نذكر منهم: محمد السيّاري، نور الدين قصباوي، كوثر الباردي، الأمين النهدي، عيسى حراث، سناء يوسف.

هذا وكانت النسخة الأولى (القديمة من هذه الحكايات) كتب السيناريو لها المخرج “سالم الصيادي”.

العروي الحكاء

السيد “عبدالعزيز العروي” هو من الحكائين الكبار والذي برز من خلال فن رواية الحكايات، وكان يتميز بأسلوبه في إلقاء الحكاية، وصوته الرخيم، وهيئته التي يميزها الطربوش وبدلته التي تطفي عليه من الوقار الكثير.

وفي حديث جمعني مع الفنان “إسماعيل العجيلي”* تطرق الحديث إلى ما يخص الحكاية الشعبية، وذكر لي إن الراحل “محمد حقيق” كان له برنامج عبر الإذاعة الليبية يبث عند الساعة الـ04:30 مساءاً؛ يبدأه بجملته المميزة (تقول الناس الاوله). ومما علمته إن الراحل “حقيق” جمعه لقاء مع السي “العروي” في تونس قبل وفاته. وأن هناك تسجيلات لحكايات الراحل “محمد حقيق”، وكم أتمنى ان ترى هذه الحكايات النور.

__________________

* على هامش احتفالية توقيع كتاب (أما للكره والبغضاء حد) للكاتب “يونس الفنادي”.


حكاية جرادة وعصفور


كيد النسا


صنعة بوه لا يعيروه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.