وكيف ننسى؟

الصورة: عن الشبكة

كيف ننسى؟
وننسى اللي ما ينتسى من بالى ننسى!!
إلا غلاك..
لا والنبي يا غالي.. لا والنبي يا غالي

هذه الأغنية من أفضل 3 أغاني ليبية، أحفظها وأرددها بشكل دائم، بيني وبين نفسي، وأذكر في مرة غنيتها ضمن مجموعة من الأصدقاء في الجامعة، في فترة الظهيرة ونحن ننتظر إحدى المحاضرات، فأوقفني أحد الأصدقاء عند مقطع (حني روح وحدة بينا مقسومة)، وأسهب في التعليق والشرح!! والتركيز على جمال الصورة التي استطاع الشاعر التقاطها، وكان يلتفت إلي ويقول:

– شوفت يا رامز؛ روح وحده، وحده مقسومة، يعني في حاجات تبي ترجع لبعضها!!!

الجميل أن هذه الأغنية من الأغاني التي كان التلفزيون الليبي يعيد بثها بشكل مستمر، لفترة ما بعد المساء، وكانت مصورة، وإن كان التصوير المصاحب للأغنية بمقاييس اليوم بدائي، إلا أنه كان جميلاً وقتها، خاصة وأني كنت معجباً بالسيدة التي يتم تصويرها في هذه الأغنية، والتي كنت أسميها (أيقونة الجمال الليبي) حيث كانت صورها منتشرة في الكثير من الكتب المصورة، والمجلات التي تتحدث عن ليبيا (كمجلة العربي في أحد أعدادها)، وأيضا على بعض البطاقات البريدية.

الفنان مصطفى طالب (الصورة: عن الشبكة)

الأجمل، فيما يتعلق بهذه الأغنية، أني خلال فترة عملي بصحيفة الشط، ولكونها كانت تتخذ من أحد مكاتب (القبة الفلكية) مقراً لها، والتي كانت مكانا للقاء الفنانين الذين كثيراً ما يزوروننا بمقر الصحيفة التقيت بالفنان “مصطفى طالب”، وكانت سعادتي كبيرة بلقائه، لتتكرر اللقاءات.

في إحدى اللقاءات، طلبت منه مجموعة من أغانيه، فوافق وطلب مني قائمة بالأغاني التي أريدها، فكتبت له ورقة صغيرة فيها حوالي 6 أو 8 أغاني، وسلمتها له، فنظر إلى الورقة وابتسم، ورفع رأسه وقال لي:

– شكلك عاشق!!!

ولم أرد لحظتها.

الفنان “مصطفى طالب”، من الفنانين الليبيين الذي تميزوا بأغانيهم وطريقة أدائهم الهادئة، والتي تطرب لها النفس وتستعذبها الأذن، وينشرح لها القلب، وتحرك المشاعر، خاصة عندما نسمعه يغني:

يا ليل، يا ليل
يام عيون اسماح انطاعي
يا ليل، يا ليل
وانت سبايب نار اوجاعي
يا ليل، يا ليل
وراك تخلينا يا لله…

او عندما يغني، في أداء مميز ورشيق في لوعته:

عيوني دمعة قاطرة
وقلبي غيمة ماطرة
وروحي شيالة وفاء
وعمري سيرة عاطرة
وروحي ما تهون الغلاء
ونفسي عفيفة طاهرة..

أو عندما يترنم بحظه العاثر في:

حبيت مرة قرنفلة خطفوها
بعد ما رقت في محبتي رفعوها..
(كلمات: علي السني/ الحان: عبدالرحمن قنيوة)

والملاحظ إن الفنان “مصطفى طالب” يتغير أداءه بحسب الأغنية، فهو في أغنية (ليلة في العمر) يعبر عن فرحته بهذه الليلة، على العكس من نبرة التصريح بالوجع في أغنية (تعذبت في حبك وطال عذابي)، وهو أيضا الصوت الذي يعبر عن التفاؤل في أغنية (الحب نور الكون):

الحب نور الكون
يازين يازين
ليه المحبة تهون
يازين يازين
دارى عذاب الآه
واحضن ايدين حبيبك
تراعاك عين الله
عين الحسود ما تصيبك..
(كلمات: عبدالحفيظ قنابة/ ألحان: مصطفى طالب)

وتعكس هذه الأغنية الإمكانيات الصوتية للفنان “مصطفى طالب”، وذكائه في استخدام صوته، ودقة اختياراته الموسيقية، فلو راجعنا قائمة أغنياته سنجدها قائمة منوعة من ناحية اللحن، وإن اتفقت في موضوعها.

في الختام، أشرت إلى أن أغلب مواضيع قائمة أغنيات الفنان “مصطفى طالب” ت تتفق في موضوعها العاطفي، لكن لو ركزنا في هذه الأمر قليلا لوجدنا أن كل أغنية هي قصة بذاتها، بمعنى إنه يعول على الحدوثة التي ترويها اللأغنية، أو المشهد الذي سيتكون في عقل المتلقي، وكيف سيقوم بإخراجه..

“مصطفى طالب” الصوت الدافئ.. شكرا لكل ما أمتعتنا به!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.