لسبب ما علق في ذاكرة جيلنا اسمه!؟!
فما إن تبتدء فعاليات مهرجات الفاتح العالمي للفروسية، حتى يجلس كل منا إلى التلفزيون في بيه متابعاً ومراقباً مجريات المسابقات، التي كنا نحسب النقاط لها، ونقيم الفرسان من خلالها. وما إن ينطق المعلق الرياضي المميز “محمد بالراس علي” اسمه، حتى نقترب أكثر من شاشة التلفزيون التي تبدأ في الشقشقة، فهو الذي يمكنه تعويض تأخر زملائه من فرسان ليبيا!!!
يقول “بالراس علي” إنه فارس يحب الركوب المتهمل في هذه المسابقة، حيث النقاط المهمة. وفي أخرى يثني على قدرته على اختصار الدورات، ومهارته في سياسة الفرس التي يمتطيها. وعندما يتعلق الأمر بالتوقيت فإن رفيقته الفرس “جميلة” ستكون في الموعد، وكلاهما سيتوج.
كنا نتفاعل مع مشاهد الفرسان وهم يقفزون الحواجز، أو مهرجات الفروسية الشعبية التي تأتي كأحد الفعاليات المرافقة لهذا الحدث العالمي، وكنا نحفظ أسماء الفرسان الليبين، وبشكل خاص “محمد الصغير” الذي تميز بابتسامته.
محمد الصغير لم يكن وحده، كانت هناك كوكبة من الفرسان، أتذكر منهم؛ علي الفيتوري، خليفه مليطان، عبدالمجيد وشكيوه، الهادي بشير، عبدالله علي. ومن بعد جاء؛ رفعت الفيتوري، اكرم بن جريد، فتحي النابولي، نوري عمر. ولا ننسى الفارسة الليبية المتألقة “نزيهه أبوالسعود”.
وككل شيء جميل في ليبيا سهل الضياع، تم الزحف على مدرسة الفروسية بطرق المطار، وتحولت إلى إقطاعات، وهي التي تأسست في 1977 وقدمت لليبيا تاريخاً مشرفاً في الفروسية.
صباح اليوم قرات خبر ترجل الفارس “محمد الصغير” عن صهوة الحياة، بعد صراع طويل مع المرض ورحلة علاج بين تونس والقاهرة، عاد قبل أيام، يعاني إهمال الدولة الليبية التي رفع اسمها عالياً في الكثير من المحافل الدولية.
رحم الله فارسنا “محمد الصغير” وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
الفارس “محمد الصغير”.. ولد بمدينة العجيلات عام 1949، وبدأ حياته مع الفروسية منذ نعومة أظفاره، حينما كان يرافق والده لمهرجانات الفروسية الشعبية، ومنه تعلم ركوب الخيل الأمر الذي شجعه عليه كثيراً.
بدأ في رياضة قفز الحواجز عام 1972، وتحصل على الترتيب الأول في البطولة الدولية التي أقيمت بليبيا عام 1977، وفاز بالجائزة الكبرى ثلاث مرات في أعوام 1982 – 1984 – 1986 والتي أقيمت بليبيا أيضاً.
كما تحصل على الترتيب الأول في البطولة الدولية التي أقيمت بيوغسلافيا عام 1978 على الفرس “جميلة” ، وتحصل كذلك على القلادة البرونزية رفقة المنتخب الليبي في البطولة العربية بلبنان عام 1997، والقلادتين الذهبية والفضية بالمغرب عام 1984، والقلادة النحاسية بالأردن عام 1999، بالإضافة إلى تحصله على تراتيب متقدمة في عدد من البطولات الدولية الخارجية.
ويرى “الصغير” أن الفروسية تحتاج إلى الصبر والحكمة في التعامل مع الجواد بالإضافة للحضور الذهني للفارس لإتقان رياضة القفز، ودائماً ما يبدي فخره بأبنائه “نبيل” و”زهور” اللذان يمارسان رياضة قفز الحواجز، ويتنبأ لهما بمستقبل واعد في رياضة الفروسية.
توفي بعد صراع مع المرض في 6 يوليو 2019. حيث عاد قبل وفاته بأيام من رحلة علاج بين تونس ومصر، ليدفن بمدينة العجيلات مسقط رأسه.
مقطع لمشاركة الفارس أكرم بن جريد.. وهو ما وجدته على اليوتيوب!!!
الفارس الليبي صنع الانتصارات في المحافل المحلية والدولية
نشكر مرورك الكريم…