الفيسبوك الليبي .. خطاب الكراهية

krahya

قبل الدخول

هذه الورقة، امتداد لمحاضرة (الفيسبوك الليبي) التي ألقيت في الأول من شهر أغسطس 2016، ضمن فعاليات مهرجان التنمية البشرية الثاني، المصاحب لمسابقة ليبيا للذاكرة.

وكما أشرت سابقاً، هذه المحاضرة هي نتاج جمع ملاحظات حول الحراك المجتمعي على منصات التواصل الاجتماعي خلال النصف الأول من عام 2016، وكنت أقوم بنشر نتائج هذا الحراك من خلال مدونتي (مالاخير).

خطاب الكراهية

يمكن تعريف خطاب الكراهية، بأنه: (حالة هجاءٍ للآخر، وهو بالتعريف؛ كل كلامٍ يثير مشاعر الكره نحو مكوّنٍ أو أكثر من مكوّنات المجتمع، وينادي ضمناً بإقصاء أفراده بالطرد أو الإفناء أو بتقليص الحقوق، ومعاملتهم كمواطنين من درجة أقل. كما يحوي هذا الخطاب، ضمناً أو علناً، شوفينية استعلائية لمكوّن أكثر عدداً أو أقدم تاريخاً في أرض البلد أو أغنى أو أي صفةٍ يرى أفرادُ هذا المكوّن أنها تخولهم للتميّز عن غيرهم. وقد يتجاوز خطابُ الكراهية البلد الواحد ليتوجّه إلى شعوبٍ وفئات وشرائح خارجه.).

الفيس بوك الليبي، وخطاب الكراهية:

خطاب الكراهية على (الفيسبوك الليبي)، هو حالة من بث مشاعر الكره، والعنف، والإقصاء، نتيجة الاختلاف بين طرفي الحوار، سواء كان الطرف؛ فرد، أو مجموعة.

هنا سنحاول رصد هذا الخطاب؛ طبيعته، أشكاله، توجهاته، دون ذكر نماذج له، أو التعرض لصفحات أو حسابات كأمثلة.

وسبب التركيز على هذه الظاهرة، هو امتداد أثرها إلى واقع المجتمع الليبي، بشكل مباشر وكبير في تشكيل وجدان المجتمع، وإحداث الكثير فيما يتعلق بالحراك الشعبي، والتحركات المسلحة، حد التأثير في الوضع السياسي الليبي.

ما معنى أن يكون خطاب الكراهية على الفيسبوك:

  • أولاً: أن لهذا الخطاب بذرة على أرض الواقع، بالتالي وكإجراء توسعي تم نقله إلى هذه المنصة.
  • ثانياً: إن هذا الخطاب، يستمد قوته، مما يثار على أرض الواقع. كسبب أو نتيجة.
  • ثالثاً: إن هذا الخطاب يحقق الكثير من أهداف محركيه.
  • رابعاً: إنه يجد استجابة على أرض الواقع.
  • خامساً: مشاركة بعض ممن أوكلت لهم مهام حساسة (سياسية، اقتصادية، اجتماعية)، في هذا الخطاب.

يتمثل خطاب الكراهية على الفيسبوك الليبي من خلال ثلاث حالات أساسية:

  1. الخطاب العنصري؛ سواء كان الخطاب يظهر تعصباً: جهوياً، أو قبلياً، أو مناطقياً، أو عرقياً، أو ثقافياً. وهو الشكل الأعلى استخداماً على الفيسبوك الليبي.
  2. الخطاب السياسي؛ وهو نتيجة الاختلافات في التوجهات السياسية. ويأتي في المرتبة الثانية.
  3. الخطاب العقائدي؛ وهو الاختلاف في المعتقد الديني، وإن كان الإسلام يجمعنا كمواطنين ليبيين، إلا أن الاختلاف الناتج عن الانتماء لبعض المذاهب والطوائف، أوجد حالة من الاختلاف.

يتم نشر هذا النوع من الخطاب العدائي؛ من خلال أسلوبين:

  1. شخصي: وفي يقوم شخص من خلال حسابه على الفيسبوك، بممارسة هذا الخطاب العدائي، ضد من يعارضه، أو يختلف معه.
  2. جماعي: من خلال الصفحات والمجموعات، حيث يقوم أعضاؤها بنشر خطابهم العدائي، ومهاجمة كل من يختلف عنهم.

والمواجهة، في العادة تكون على وجهين:

  1. فردي – جماعي: حيث يقوم حساب شخصي ببث خطابه داخل مجموعة، أو ضد مجموعة من الحسابات.
  2. جماعي – فردي: حيث تقوم مجموعة أو صفحة، أو مجموعة حسابات، ببث خطابها ونشره ضد حساب فردي.

أما أشكال هذا الخطاب، فيمكن تلخيصها في الأشكال التالية:

  • التأليب، وبث ثقافة الكره والعداء ضد الغير. وهذا يتم على مستوى الفرد (الحساب)، أو المجموعات (الحسابات، مجموعة، صفحة). وتعود أسبابه للاختلاف؛ الفكري، العقائدي، والسياسي، والجهوي، والقبلي. وهو يعكس اختلال ثقافة الاختلاف في المجتمع.
  • العنف اللفظي، ويتمثل في أعلى مستوياته بالاعتداء اللفظي (السب والشتم). ويتدرج إلى الإهانة، السخرية والتهكم.
  • بث الشائعات، والأخبار غير الصحيحة، والعمل على نشرها.
  • تزييف الحقائق، والترويج لها، ودعمها بالمعلومات المزيفة، والصور، ومقاطع الفيديو والصوت.

وتتمثل ممارسات هذا الخطاب، في:

  • التحشيد.
  • المواجهة.
  • الاختراق.
  • الحظر.
  • تقارير فيسبوك.

أما سبب استخدام الفيسبوك كوسيلة لنشر هذا الخطاب:

  1. الفيسبوك منصة مفتوحة للجميع، ومجانية، كما إن وجودها كتطبيق على الهواتف الذكية ساعد على انتشارها، وسهولة الوصول للحسابات والتعليق والتفاعل.
  2. الفيسبوك، هو المنصة رقم واحد في ليبيا.
  3. الفيسبوك فضاء مفتوح، ومليء بالكثير من الغثاء.
  4. سهولة النشر، وبث الأخبار خلال المجموعات، والصفحات.
  5. إمكانية التستر وراء أسماء وهمية.
  6. عدم التعامل بمسؤولية مع الحسابات التي تمارس وتنشر خطاب الكراهية. الأمر الذي يعكس سلبية العضو.
  7. عدم مسؤولية الكثير من أصحاب الحسابات، في عدم التحقق مما ينشر قبل تمريره أو مشاركته.

 

نشر بموقع إيوان ليبيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.