اليوم اقتنيت مجموعة من المجلات، تنوعت بين المخصصة للاطفال؛ ماجد وعلاء الدين، والثقافية؛ مجلة العربي.
ولعشقي لمطالعة المجلات، وجدتي لا أصبر حتى الوصول للبيت لمطالعتها، لأجدني أفض الغلاف البلاستيكي وأشرع في مطالعة العدد الأخير من مجلة (ماجد)، التي ربطتني بها علاقة تعود لمنتصف ثمانينيات القرن الماضي؛ تقريبا العام الدراسي 1984/1995، عندما كنت طالباً في المرحلة الإعدادية، بمدرسة (أحمد رفيق المهدوي)، الكائنة بمنطقة الظهرة.
بالرغم من مرور سنوات طويلة على مداومة القراءة، وجدتني لا إرادياً أبدأ القراءة من نهاية المجلة. وهنا توقفت متفكراًإ ومتعجباً من هذا السلوك! الذي أتبعه عند قراءتي للجرائد والمجلات، على العكس من قراءتي للكتب، التي أحرص على أن تكون المطالعة من الغلاف الأول؛ واجهة الكتاب، حتى آخر صفحة فيه، إلى الغلاف الخلفي.
لا أعرف سبباً حقيقياً لهذا السلوك، وبالرغم من محاولة التفكير لتفسير هذا السلوك لم أصل لشيء محدد، فقط بدأت تتوارد علي الكثير من الأفكار والصور والخواطر والذكريات.
فالكثير من المجلات، سواء مجلات الأطفال أو المجلات الثقافية والأدبية وحتى السياسية، والمتخصصة، والجرائد أيضاً، تخصص الصفحات الأخيرة من العدد للموضوعات الخفيفة، كالأخبار أو أخبار الإصدارات، أو باب رسائل القراء، وغيرها، أو كما يحدث في الجرائد الليبية، التي تخصص الصفحة ما قبل الأخيرة لأخبار الرياضة، والأخيرة للمنوعات. هذا دون أن ننسى إنه فيما بعد خصصت الكثير من المجلات الصفحة الأخيرة لكبار الأدباء والكتاب، لذا تحولت هذه الصفحة إلى مفتتح دسم ومميز! لمن هم مثلي ممن يبدأون القراءة من نهاية المجلة.
وكأني في هذه الممارسة، أحاول التدرج في القراءة، فتكون البداية بالموضوعات الخبرية والمنوعة، الخفيفة في طبعها والتي تمثل الصور جزء مهماً من مادتها، قبل الدخول للمواضيع الدسمة، والتي تحتاج مني للخلوة إليها والتركيز. وهكذا أجدتي أتدرج في قراءة المجلة أو الصحيفة من صفحاتها الأخيرة إلى الأولى. أما في حال وجود موضوع ملف أو ما شباه، فإني أتبع ترتيب الصفحات.
بعض الجرائد والمجلات لها طابعها الخاص، فتكون البداية من الباب المحبب إلي، كما كان يحدث مع مجلة (لا) فكنت أبدأ القراءة من منتصف المجلة، فقد كانت المجلة تخصه بنشر نص شعري بمصاحبة تشكيلية. أو كما يحدث مع جريدة (الجماهيرية) في بداية نشرها للملف الثقافي الذي كان يصدر ضمن عدد يوم السبت، من كل أسبوع. أو أن أبدأ القراءة من (باب القراء) للمجلات التي أقوم بمراسلتها برغبة النشر، كما في مجلة (الفرسان) أو (الكفاح العربي).
وحدها مجلات التسالي، من استطاعت أن تجعلني أتصفحها من أولها، لا أغادر الصفحة حتى انتهي من حل الشبكة التي تحتويها. هذه المجلات كانت تصاحبني في كل مكان، ولأني ممن يحملون الحقائب، كنت ستجد إحداها صحبة قلم الرصاص والممحاة. فهي أحد وسائلي للتركيز.
متعقة القراءة لا تدانيها متعة، في قدرتها على تحقيق الفائدة والمتعة. والجرائد والمجلات كانت مدخلي لعالم القراءة، حتى وأن كانت قراءة معكوسة.