بالأمس كنت في أحد المصحات المشهورة بمدينة طرابلس انتظر دوري صحبة ابني لمراجعة أحد الدكاترة الاستشاريين.
قبلها بيومين سجلت ابني، وبناء على توجيهات فتاة الاستعلامات:
– تمام توه.. يوم الأربعاء تجي، تاخد رقم وتدفع الكشف..
علقت:
– مانقدرش ناخد رقم من اليوم، صرحة نبي رقم بكري.
الموظفة:
– لا، لو تبي رقم بكري تعالى بكري وسجل وادفع في المبنى الرئيسي.
في اليوم الموعود، كنت عند الساعة الـ07:30 صباحاً أمام الشباك، سجلت ودفت الكشف، ولله الحمد كنت الرقم (1). ومن بعد سيكون علي العودة الساعة الثانية، فهو موعد بداية الكشف.
عند تمام الساعة الـ01:50 ظهراً؛ كنت جالسا على الكرسي بالبهو في انتظار دورنا للدخول والكشف على الدكتور. لم تكن ثمة مظاهر واضحة من قبل إدارة المصحة أو المراجعين فيما يخص الوقاية من انتشار فيروس الكورونا (كوفيد 19)، باستثناء قيس الحرارة ورشد أيدينا بالكحول عند الباب. في البهو المخصص لانتظار الحالات اتخذت وابني التدابير الموجود، بترك الكرسي بيننا خالياً.
بعد مرور نصف ساعة، اتجهت صوب حجرة الكشف المخصصة للدكتور مقصدنا، فأجابتني الممرضة:
– لا.. الدكتور مازال ماجاش.
– قصدك حيتأخر!!!
– إيه.
حملت نفسي وعدت للكرسي، بالوقت بدأ البهو يزدحم بالحالات المراجعة، والمرضى، حتى فوجئت بمن يشاركنا الكرسي، ولم تعد المسافات التي وضعتها إدارة المصحة موجودة، فقد ازدحم الممر ومدخل البهو بالحالات والمراجعين، وحتى من بعد ساعة ونصف من وصولي لم يصل الدكاترة بعد.
عند الساعة الرابعة تقريباً تم المناداة على اسمنا، ودخلنا حجرة الكشف وخرجنا، والطريف إننا اضطررنا أن نشق طريقنا في الدخول للحجرة والخروج بين المرضى المراجعين.
احترام الوقت
لا أعرف سبب عدم احترام الدكاترة لمواعيد عياداتهم، وبالمناسبة هذه ليست المرة الأولى، فالدكتور الذي نقصده جاء بعد ساعتين تقريبا من الموعد المفترض لحضوره، أي انا انتظرنا لحوالي ساعتين، لندخل الكشف الساعة الـ04:00 مساءً. السؤال هنا:
هل سيتمكن الدكتور من الكشف على جميع الحالات المسجلة لليوم؟ إذا علمنا إن المصحة تقفل عند الساعة الـ05:00 مساءً.
وهنا؛ إما سيقوم الدكتور بالكشف على الحالات بسرعة، لإكمال القائمة التي حوت حوالي 25 حالة (تقريبا)، وإما سيؤجل البقية ليوم آخر، وبالتالي ازدحام آخر!
عن السبب الرئيسي الذي أدى إلى ازدحام صالة الانتظار بهذا العدد الكبير من الحالات والمراجعين، هو تأخر الدكاترة عن مواعيدهم. فانا على سبيل المثال رقمي (1)، فلو حضر الدكتور في موعده الذي بلعت به، وهو الساعة 2 ظهرا، لكنت غادرت المكان وتركته لغيري عند الـ02:15 ظهرا على أبعد تقدير، وهذا مع بقية المراجعين والمرضى، حركة لا توقف فيها لينتج عنها ازدحام.
الأمر الذي أحزنني، هو عدم احترام الوقت من قبل إدارة المصحة أو الدكاترة، الأمر الذي يعكس مستوى مهنيتهم ونظرتهم للمواطن؛ المريض بإنه وسيلة للكسب المادي ليس أكثر.
كما أختم بملاحظة أن ثمة مصحات تعمل من خلال مبان ليست مصممة لذلك، فالمصحة التي زرتها حولت مبنى سكني إلى مصحة أو مجمع عيادات، يفتقر كثيرا للمساحات المفترض توفرها، وكذلك وجود خرائط موضحة للأمكنة وتوزيعها، ومخارج للطوارئ، وتمييز درجات السلالم؛ وهنا كاد شخصين أن يقعا على الدرج نتيجة استخدام رخام داكن لم يستطيعا معه تمييز الدرجات عند النزول، والأهم عدم وجود أماكن لصف سيارات المراجعين كون المصحة تقع في حين سكني.
في الختام، من واجب الدولة أن تنظر في أمر هذه المصحات، وأن تنظم في حقهم قانون ينظم عملها ومستوى تقديمها للخدمات، لصالح المواطن!!
حفظ الله ليبيا