في الوقت التي تتردد فيه الكثير من الدعوات للعصيان المدني في ليبيا، وتحديد الـ27 من نوفمبر الجاري، بداية لهذا الاعتصام، دون تحديد أجلٍ له، أو حتى يتم الاستجابة للمطالبات المتمثلة في: توفير الأمن والآمان – توفير السيولة – دعم الدينار الليبي – أسعار السلع التموينية،……، وهي تتفق في بعضها مع مطالبات الشعب السوداني، الذي مازال مستمراً في اعتصامه الذي بدأ في ذات التاريخ.
لكن تاريخ 27 نوفمبر، جاء ولم نرى مظاهر واضحة لهذا العصيان في وسط العاصمة طرابلس، أو المدن الليبية الأخرى، بالرغم من قيام البعض بالخروج والتظاهر في أعداد قليلة، وقيام بعض المؤسسات بإعلان توقفها عن العمل.
وبشكل عام، لا نستطيع القول إن العصيان المدني نجح في ليبيا.
لكن لماذا نجح العصيان في السودان، ولم ينجح في ليبيا؟
ثمة الكثير من الأسباب يمكن أن تفسر هذا الموضوع؛
أولى هذه النقاط؛ حالة التشظي التي يعيشها المجتمع الليبي، فلقط استطاعت المجموعات والقوى السياسية، التأثير في قناعاته، واستغلال جهل الغالية العظمى منه –سياسياً_.
ثاني هذه النقاط؛ انشغال من لا تشغلهم السياسة، بتحصيل قوتهم اليومي، بعد الوضع المأساوي الذي وصلت إليه البلاد، من شح في السيولة، وارتفاع للأسعار.
ثالثاً؛ عدم قناعة المواطن بجدوى هذا الحراك، فالتجارب التي خاضها المواطن الليبي، ما بعد أكتوبر 2011، والتي كان يراها حراكاً يتسق والديمقراطية، لم يكن يتجاوز حدود الساحة التي يجتمع بها. فمن كان يملك مفاصل الدولة هو من كان العنصر الأكثر تأثيراً في المشهد.
وبالتأسيس، على ثالثاً، تأتي رابعاً، لتؤكد للمواطن قناعته بأنه مغيب عن المشهد قصداً، وبالتالي فإن الحراك الشعبي، لا تأثير له.
خامساً؛ تأكد المواطن الليبي من كونه مجرد بيدق في لعبة الصراع على السلطة.
والله من وراء القصد.