يمثل شهر رمضان المبارك، موسماً جيداً للأعمال التلفزيونية، كون العائلات تكون أكثر اجتماعاً حول وجبة الإفطار، وهو ما يعني تحقيق متابعة أكثر ومشاهدة لما يبث عبر الشاشة.
من أهم الملامح الدرامية في التلفزيون الليبي، إن الفنانين الليبيين يعملون من خلال المجموعات، بمعنى إن كل مجموعة من الفنانين، تقوم على إنتاج أو تقديم عمل خاص بها، وكانت هذه المجموعات إما في شكل ثنائيات، التي سنتوقف عند بعضها، أو ثلاثيات أو رباعيات.
ومن الملامح التلفزيونية أيضاً، عن تقسيم رمضان إلى نصفين، بحيث لا يتجاوز المسلسل 15 يوماً، موزعة بين إذاعتي طرابلس وبنغازي.
ملمح أخير، هذه المسلسلات والمنوعات الرمضانية، كانت تركز بشكل كبير على المجتمع الليبي، ونقد سلبياته، والوقوف على بعض العادات والتقاليد التي تضر بالمجتمع، كما كانت هذه المسلسلات وجبة ثقافية دسمة.
البسباسي وغرسة
التلفزيون الليبي قدم خلال شهر رمضان، على مر السنوات مجموعة كبيرة من المسلسلات والبرامج والمنوعات، ولعل أول ما يخطر ببال أي ليبي، مسلسل البسباسي.
بسباسي.. آه يا راسي.
حكايات البسباسي، من مسلسلات مائدة الإفطار، والذي يبث عقب الإعلان عن إطلاق مدفع الإفطار، وارتفاع آذان المغرب. وهي مجموعة من الحلقات المسموعة من تأليف وإخراج الفنان والمؤلف “طاهر جديع”. وهو من أقدم البرامج التي قدمت عبر التلفزيون الليبي، لأكثر من 38 سنة، وهو من تمثيل الثنائي؛ الطاهر جديع في دور (البسباسي)، وفاطمة عمر في شخصية (غرسة)، التي وافاها الأجل مؤخراً. حيث يقدم “الجديع” من خلال هذه الحلقات نقداً حاداً للمجتمع الليبي، من خلال النقد المباشر، وأيضاً التلميح.
ينور والحاج نعسان
هذا الثنائي الذي يرتكز على تاريخ فني كبير، كان يقدم نوعاً خاصاً من الفكاهة الاجتماعية، تمثلت في شخصيتين على طرفي نقيض. وأهم ما يميز هذا الثنائي التلقائية في الأداء التمثيلي، وأسلوبهما في التمثيل. مثل هذه الثنائي المكون من الفنان “محمد الكور” في دور (بنور)، والفنان “عبدالرزاق بن نعسان” في دور (الحاج) أحد أهم البرامج الرمضانية التي كان ينتظرها المشاهد الليبي.
قزقيزة وسمعة
لعله من أقدم الثنائيات التي شاهدتها إبان بث التلفزيون الليبي بنظام اللونين؛ بالأبيض والأسود، والمكون من الفنانين: يوسف الغرياني (قزقيزة)، وإسماعيل العجيلي (سمعه). حيث كانا يقدمان منوعات رمضانية بين المشاهد التمثيلية التي تقديم نقداً اجتماعياً في قالب فكاهي، وبين المشاهد الغنائية، ذات المضمون والهادفة لتغيير بعض العادات والتقاليد البالية بالمجتمع.
الوادي وحش
ثنائي مميز من مدينة بنغازي، قدم سلسلة (مكتب مفتوح). وكانت حلقات (مكتب مفتوح) والتي استمرت لأكثر من موسم، تقدم نقداً بطريقة مختلفة لما يدور من خلال مكتبهم المفتوح لاستقبال كل المشكل لحلها، التي ككان يستقبلها (كامي السر – حش) الفنان “رجب إسماعيل”، و(المدير الكبير – الوادي) الفنان “علي العريبي”.
بوقندة وكافو
هذا الثنائي يعتبر حديثاً، وهو خارج من عباءة الثنائي العريق (بنور والحاج)، قدم هذا الثنائي مجموعة من الأعمال المميزة، والتي تطورت في عرضها للمشاكل واستخدامها لجديد التقنيات. يعتمد هذا الثنائي على شخصيتي ممثليه، الفنان “عبدالباسط بوقندة” الذي يمثل الشخصية الرصينة، والفنان “خالد كافو” الذي يقدم الشخصية العابثة.