عن الخبز أحدثكم

تعليق

#أنا_أدون

زمان كانت المخابز قليلة العدد مقارنة بما عليه الآن انتشاراً. وخيارات الخبز التي كانت محدودة في؛ الفرادي، خبزة شعير، البانينا، البريوش، القريسيني. تحولت مع المخابز الحديثة إلى معرض من المخبوزات الحلوة والحارة والمالحة وكلها من ذات الفرن. بالمناسبة، كانت بعض الأفران تصنع نوعاً واحداً من الخبز، أو تتخصص فيه؛ كالمحورة، أو المداس، وغيرها من أنواع الخبز.

كنت بشكل دائم صحبة صديقي “خضر” نمر على مخبز (الكازا)، حيث نشتري كيس بانينا، نتناوله ساخناً في طريق عودتنا من (مفوضية الكشاف).

زمان كانت المخابز (الكوش) تقفل في العيد، وكانت بسيطة في شكلها وفقيرة في أدواتها وأثاثها، في وفرة ما تعيشه اليوم.

كانت الفردة، بـ25 درهم (قرشين ونص)، يعني 10 أرغفة خبز = ربع دينار (250 درهم).

كيس البنانينا، يحتوي على 8 أرغفة، بنية اللون ولامعة من الخارج، وصفراء اللون حلوة من الداخل = 1 دينار.

كيس القريسيني = نصف دينار (خمسين قرش)

التشكيل والتنويع المنافسة، جعلت سعر الخبز يقفز؛ فمن رغيف بـ(ربع دينار)، إلى 3 أرغفة بدينار، إلى رغيفين دينار. والحبل على الجرار، خاصة ونحن نعيش هذه الأيام أزمة خبز.

سوق الخبز في طرابلس خمسينيات القرن الماضي عن الشبكة

سوق الخبز في طرابلس خمسينيات القرن الماضي
عن الشبكة

في ثمانينيات القرن المنصرم، زمان افتتح مصنع للخبز، كانت أرغفة الخبز تأتي في صناديق بلاستيكية (قابيات)، محملة في سيارات مقفلة، كانت الأرغفة متشابهة، وكانت هشة ولذيذة، لكنه لم يعش كثيراً. وكنا نشتريه من سوق (بن عاشور) المجمع.

زمان لم يكن الخبز يستعمل كعلف حيواني. الآن الحيوانات، تأكل في وجبة، خليطاً من؛ خبز الفارينا، الشعير، البريوش، الطعام، الفطيرة، خبز سكالوب، طابونة، وغيرها. ونظرة سريعة لسوق (الخبزة اليابسة) يوم الجمعة، يكشف حجم هذه التجارة، وازدهارها.

أطرف ما صادفني في أزمة نقص الخبز هذه الأيام بطرابلس، هو إعلان أحدهم عن وجود 4 فرادي خبزة، على صفحة سوق ليبيا المفتوح. طالباً الاتصال على الخاص.

الخبز جزء رئيسي ومهم في منظومة الغذاء الليبي. بالتالي من الصعب الاستغناء عنها مالم يكن ثمة بديل، وهو أمر له علاقة بالنظام الغذائي للوجبة الليبية، الغنية بالنشويات، والفقيرة في بقية المكونات الغذائية. الأمر ليس صعباً، لكنه يحتاج إلى جهد وعمل لتغيير العقلية الليبية مطبخاً وغذاءً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.