المدونة الصادقة

إلى: نهلة هادي – صحفية

المدونة كسجل إلكتروني، ترتبط مباشرة بالمدون، الذي يقوم بعملية التدوين، سواء بشكل منتظم، أو غير منتظم، وهو ما يربط المتلقين بهذه المدونة، لمعرفتهم بوجود الجديد.

وإن كانت المدونات بدأت كبديل لليوميات الورقية، إلا إنها كأي مشروع شبكي (نتي)، تطورت طرق وأساليب استخدامه بشكل سريع، أو خارج التصور الأولي، فتحولت المدونات إلى فسحة للتنفس، يمارس فيها المدون ما يريد من الكتابة إلى التصوير، إلى الفيديو، إلى التسجيل الصوتي.

وتحول في مرحلة لاحقة، من التعبير، إلى الرصد، بحيث تحولت المدونة إلى ناقل للواقع المعاش، والحراك الاجتماعي، ومنبر سياسي، ومصدرٍ إخباري.

وهكذا تصدرت العديد من المدونات –دولية وعربية- نشرات الأخبار، بما تنقله من أحداث، ووقائع، متجاوزة من خلالها –خاصة في البلاد العربية- الرقابة المفروضة، وفاضحة الكثير من الممارسات غير الإنسانية، وباختصار إن هذه المدونات رفعت الغطاء عن الكثير من الأنظمة الدكتاتورية. وبالرغم مما تعرضت له هذه المدونات من حصار وقفل، واختراق، وما تعرض له أصحابها من محاكمات وحجز للحرية، إلا إنها استمرت في عملها، الذي كان الداعم فيه حرص المدون ذاته على تقديم الحقيقية، وكشف المستور عن أي عمل غير إنساني.

Continue reading

التدوين على الفيسبوك

عن الشبكة

عن الشبكة

مقدمة
يصنف الفيسبوك (Facebook) كأحد مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعتمد التدوين. والذي يمثل المحتوى الذي يتم تبادله على الموقع أو المنصة، سواء كان هذا المحتوى؛ نص (text)، صورة (photo)، صوت (sound)، أو مقطعاً مصوراً (video).
وما يميز الفيسبوك، ويجعله يتفوق على تويتر (Twitter) بمراحل، هو المساحة، أو البراح التي يمنحها لأعضائه في الكتابة أو التعليق، أو النشر، بينما تويتر يعتمد التدوين القصير (Microblogging)، ويحدده في 140 رمزاً.

السؤال الذي يطرح نفسه للدخول لموضوعنا: هل الفيسبوك هو بديل المدونات؟
الملاحظ، هو نقص الاهتمام بالمدونات، أو لنقل التركيز على المدونات، ناحية كونها مصدراً للمعلومات، وبمعنى آخر؛ مصدراً لمعرفة أهم ما يدور في المجتمع وقياس ومعرفة نبضه، والوقوف على أهم ما يشغله. فالمدون يقوم بفعل التدوين، بحرية ودون رقابة، يكتب عما يشغله ويشغل المجتمع، دون الحاجة لإذن بالنشر، أو مراجعة أيٍ من هيئات الرقابة، ويمكن أن نقول إن العصر الذهبي للمدونات كان في سنوات 2005 وما بعدها، حيث عرفت المدونات نشاطاً كبيراً، في كشف الكثير من ممارسات الأنظمة، والانتهاكات التي تمارسها السلطات، ونشرها للكثير من الأخبار والمعلومات الإخبارية من أماكن لم يكن من السهل على وكالات الأنباء الوصول إليها، لحظة الحدث، الأمر الذي ظهر معه ما يعرف بـ(صحافة المواطن – Local Journalist).

Continue reading

لماذا الفيس وليس تويتر؟

#أنا_أدون

في العام 2011 فاجأت ليبيا العالم، وتربعت على المرتبة الأولى في نسبة نمو مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك. سبة النمو التي سجلت كانت مذهلة بحق، إذ كانت نسبة النمو حوالي 588% بزبادة في عدد المستخدمين بلغت 270520 مستخدم، عن عدد 316460 مستخدم سابقاً.

في العام 2012، جاءت ليبيا في المرتبة 116 في استخدام الإنترنت، أما عدد مستخدمي الإنترنت فكان: 1,115,025 مستخدماً. في العام 2014، وصل عدد مستخدمي الشبكة إلى 1,030,289 مستخدماً، و 495,440 حساب على الموقع الاجتماعي فيسبوك، أما هذا التراجع فيعود للأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد، وانقطاع الشبكة عن كثير من المناطق في ليبيا.

والآن نعود لسؤال العنوان، لماذا الفيسبوك هو منصة التواصل الاجتماعي الأكثر نشاطاً في ليبيا؟، بدلاً من تويتر. ثمة الكثير مما يقال حول هذا الموضوع، لكني سأحاول التركيز على أهم ثلاث نقاط، والتي أره إنها تشرح سبب هذا التفوق للفيس.

طبيعة المجتمع الليبي

المجتمع الليبي، كأي مجتمع عربي أو شرقي، وإن كان ثمة بعض الخصائص التي تميزه، لكن في الصفات العامة يتفق معه في الاعتماد على المجالس كوسيلة ترابط اجتماعية، بل إنه يصرف لهذه المجالس الكثير، حتى إنه ثمة مجلس خاص لاجتماع الرجال في أغلب البيوت العربية، يعرف في ليبيا باسم (المربوعة). بالتالي فالوقت المستنفذ في هذه المجالس يصرف في الكلام. وهذا ما يحدث على الفيس، والذي تحول إلى مجلس أو (مربوعة) افتراضية، كل يتحدث فيها بحرية.

Continue reading

ملاحظات في التدوين 2

#أنا_أدون

متابعة لما سبق، أتابع هنا بعض الملاحظات فيما يخص التدوين، وهي تخص بالأساس مستخدمي ووردبريس.

6- نسخ التدوينات.

قد يضطر بعض المدونين للكتابة في أكثر من مدونة، أو أن يكون للمدون مدونته الخاصة، وأن يكون عضواً في منصة أو ما شابه، الأمر الذي يحتم عليه نشر تدوينته في أكثر من مكان.

قد يبدو هذا أمراً شاقاً للبعض، كونه يجبره على نسخ الموضوع، وتحميل الصور من جديد، للنشر، عليه أقترح التالي:

  • بعد نشرك للتدوينة على مدونتك الرئيسية، قم بالضغط على (نص) في (تحرير المقالة).

Blogging_2-1 Continue reading

ملاحظات في التدوين 1

#أنا_أدون

هذه مجموعة من الملاحظات التي تخص العملية التدوينية –لو صح هذا التصريف-، والتي رأيت مشاركتكم إياها بنية تعميم الفائدة –والتي أرجو أن تتحقق-. هذه الملاحظات هي نتاج تجربة مع التدوين، بدأت في 2006 مع بلوجر، ثم لتبدأ في 2011 مع وورد بريس.

الهدف الأساسي من نشري لهذه الملاحظات هو مشاركتكم إياها للفائدة، وثانياً لتفعيل حوار حول العملية التدوينية، ومحاولة الدفع بها للأفضل، وتخطي ما يواجه المدون من مشاكل وصعوبات.

1- رابط الموضوع.

من خلال تجربتي في باستخدام وورد برس –كإدارة محتوى-، وجدت إن تضمين عنوان التدوين باللغة العربية، يعرقل كثيراً عملية النسخ واللصق في مواقع التواصل الاجتماعي، إما بسبب حجم الكبير (الطول)، لتحويل الحروف العربية إلى رموز؛ خاصة في تويتر، أو عدم استجابة المتصفح للرابط، أو عدم التعامل معه بسهولة. ولتدارك هذه المشكلة:

  • أنصح بتعيين الروابط الدائمة من لوحة التحكم، كـ(رقمي).
  • أو عند كتابة التدوين، يمكن تحرير رابط الموضوع بحيث يكون باللغة الإنجليزية.

بالمناسبة؛ المدونون على (Blogger) لا يعانون من هذه المشكلة.

2- التدوين.

لكتابة تدوينة ما، ثم أكثر من طريق أو أسلوب. فهناك من يكتب مباشرة على المدونة، وهناك من يكتب باستخدام أحد برامج تحرير النصوص كالوورد أوفيس (Microsoft Word)، على سبيل المثال، وثالث يستخدم التطبيقات السحابية للكتابة كمستند جوجل (Google Docs). لكل طريقة أو أسلوب مميزاتٍ ومساوئ، لكن عن تجربة أفضل الطريقتين الأخيرتين. ودعونا نراجع بعض النقاط:

  • إن الكتابة على المدونة مباشرة، قد تذهب بأرشيفك كله، مالم تواظب بشكل دوري على تصدير قاعدة بيانات المدونة. فحتى خاصية الحفظ التلقائي، ستقوم بحفظ التدونية التي تقوم على كتابتها لحظياً، لكنها لن تقوم بحفظ أرشيفك في حال عطب المدونة، واضطرارك، لإعادة تهيأتها.
  • استخدام محرر نصوص، سيكون جيداً جداً، لكتابة تدوينة، ومراجعتها إملائياً، وحفظها بذاكرة الجهاز، أو سحابياً.
  • كما إن هذا الإجراء، يمكنك من العودة للتدوينة أكثر من مرة، للإضافة والتعديل، قبل النشر، مما يمنح المدون فرصة أكبر للمراجعة والتدقيق.
  • قد يقول أحدهم، إنه يمكن حفظ التدوينة كمسودة، بالتالي يمكن الرجوع إليها للمراجعة قبل النشر. وهنا نعلق؛ إن هذا الإجراء يطلب الاتصال بالشبكة في كل مرة يُحتاج فيها التعديل على التدوينة قبل نشرها، وفي حال عدم وجود اتصال منتظم، يكن من الصعب الاستفادة من هذه الخاصية؛ حفظ التدوينة كمسودة.
  • أخيراً، بدأت باستخدام مستند جوجل (Google Docs)، لأنه في رأيي يجمع بين الكتابة على محرر نصوص يلبي جميع احتياجات المستخدم، والتواجد المباشر على الشبكة، والخاصية التي جعلتني أتجه لهذا الخيار، هو أنه يمكن الوصول لهذا الملف على الحساب من أي وسيلة اتصال بالشبكة، سواء حاسوب، أو لوحي، وهاتف ذكي؛ ومن أي مكان. بالتالي حال الانتهاء من الكتابة، لا يحتاج المدون لأكثر من نسخ، ولصق.

3- التدوينات المسلسلة.

في التدوين، أنصح بالابتعاد عن الإدراجات المقسمة إلى أجزاء، أو في سلاسل؛ مخافة انقطاعها أو عدم الالتزام بإكمالها، لذا سيكون من الأفضل:

  • في حال الرغبة في إدراج مجموعة تدوينات مسلسلة، في إجزاء، أن تجهز وتراجع كاملة قبل البدء في إدراجها، ونشرها مجدولة.
  • أو جعل كتابة التدوينات منفصلة، تحت عنوان رئيسي لمجموعة التدوينات، ويمكن في هذه الحالة جعله كتصنيف.

4- اللغة.

اللغة هي الوسيط المشترك بين المدون والمتلقي. بالتالي على المدون الاجتهاد في أن تكون لغته سليمة، وخالية من الأخطاء اللغوية، والإملائية، وغريب اللألفاظ –إلا لغاية-. أما أسلوبياً، فسيكون من الجميل الابتعاد عن الجمل الطويلة، والسجع.

فيما يخص اللغة الدارجة أو المحكية، فهي أيضاً وسيلة جيدة للتقرب أكثر من المتلقي، كونه سيكون من السهل عليه التعاطي معها، والشعور بألفتها، ولكن حذار؛ ألا يتم استسهال الأمر، خاصة وإن اللغة المحلية أو الدراجة، لا يمكنها حمل الأفكار، أو أن تكون لغة لنقاش القضايا المهمة، بالتالي وجب الاهتمام بهذا الأمر.

إن التدوين باللغة المحلية جيد، لترسيخ ثقافة المجتمع، والحفاظ على لغته وهويته، وأيضاً ترسيخ كتابة اللهجة رسماً.

5- حياد.

أنصح أي مدون بأن يكون حيادياً، بعيداً عن التوجهات الحزبية، أو التيارات السياسية، أو مناصرة فريق ضد آخر –هذا لا يشمل الرياضة-.

فهذا له تأثير سلبي عليك كمدون، حيث سيقل عدد متابعيك، والمتفاعلين معك، وسيقتص الأمر على من يشاركك توجهاتك.