العيد

العيد

عيد الفطر لهذا العام 2020م كان عيدا مختلفا بسبب احتجازنا من قبل كوفيد 19، أو فيروس كورونا المستجد الذي جعل البشر على الكرة الأرضية يتباعدون ويحبسون أنفسهم في بيوتهم، مخافة انتشا هذا الوباء الذي في كل يوم لها شأن جديد!!!

العيد في البيت ومع الأطفال، تحت حجر 24/24 مختلف، فمع إننا حاولنا أن نتفنن في الاحتفال به، من تخصيص ركن في صالة المعيشة ليكون ركن الحلويات والمشروبات، وإضافة بعض الأنوار الملونة، وتشغيل الأغاني ولبس الجديد، وتوزيع العيدية، إلا أن البهجة لم تكتمل!!

ولأني استغليت فترة العيد في القراءة والكتابة!! كانت ثمة فسحة لمراجعة سعيدة مع رحلتي مع هذا العيد؛ عيد الفطر المبارك، الذي يحضرني كأول مشهد منتظرا أبي بعد عودته من أداء صلاة العيد.

متابعة القراءة

رمضان مميز

صفرة الإفطار للعام 2010 بمكان إقامتنا بمرسى البريقة

خلال الفترة من 2003 إلى 2006م، صمت شهر رمضان كاملا بمكان عملي بشركة سرت، بمرسى البريقة، وخلال هذه السنوات الأربع، انحصرت أشهر رمضان المبارك ما بين شهري نوفمبر وسبتمبر. وكان الاتفاق، أن ألتزم بالعمل بموقع الشركة بمرسى البريقة طيلة شهر رمضان بالكامل وأيام العيد، مقابل إن أقضي عيد الأضحى مع أهلي في طرابلس. وهذا ما كان.

وأقول وكلي ثقة، أن هذه الرمضانات، وأقصد الشهور، كانت أفضل أشهر رمضان التي صمتها حتى كتابتي هذه الأسطر، كوني بدأت الصيام في سن مبكرة حوالي 1986/1987م، وكان في الصيف. وسبب في هذه الأفضلية؛ أن هذه الرمضانات الأربع، كانت ضمن مثلث: العمل، العبادة، القراءة. وكنت لا أخرج عنه. حتى في أحد الرمضانات التي قررت فيها وأحد الزملاء الاجتماع للإفطار بشكل يومي، لم أخرج خارج مثلثي الذي أفتقده الآن، وأحن إليه.

متابعة القراءة

حوار

الصورة: عن الإنترنت.

يحيى: بابا، في في ليبيا غابات فيهم بيت الشجرة؟
رامز: لا يا بابا.. للأسف ما فيش!!!
يحيى: بابا، في في ليبيا قاعات سينما باش نتفرجو فيهم علي أفلام؟
رامز: للأسف، مافيش!!!
يحيى: بابا، في مسارح يقدموا في عروض وموسيقى؟
رامز: حتى هذا مافيش!!

متابعة القراءة

سوق الكتب المستعملة (سوق العتق)

سوق العتق بمنطقة باب الجديد، بالمدينة القديمة – طرابلس. عن الشبكة

تبدأ علاقتي بسوق الكتب المستعملة، منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث كنت بين الفينة والأخرى أتردد عليه، ومع نهاية التسعينيات صرت زبوناً للبعض من بائعي الكتب.

كان باعة الكتب يفترشون الأرض مقابل وبجانب، باب الجديد، وفي الساحة التي بجانب الريجية، والتي كانت تعج بالكثير من باعة الأشياء المستعملة، والملابس المستعملة والجديدة، وبعض السلع الغذائية ومواد التنظيف، وأشرطة التسجيل والأقراص المضغوطة.

في زيارتي لهذا السوق، كنت أركز اهتمامي على الكتب بالدرجة الأولى، حيث أنتقي في كل مرة مجموعة من العناوين، وأعود بها للبيت، قبل أن يبدأ اهتمامي بالكمبيوتر بدخولي للجامعة، لأجد في هذا السوق غايتي في كتب الحاسوب، والتي كانت أسعارها منافسة لما تعرضه مكتبات طرابلس ذلك الوقت، وكان لأحد هذه الكتب مساهمة كبرى في مشروع تخرجي. ومع دخولي لعالم الإنترنت، كان للكتب التي أشتريها من على الأرصفة دوراً كبيراً في تطوير والإضافة لحصيلتي المعرفية.

كانت أسعار الكتب، أكثر الأسباب التي تدفعني للمحافظة على زياراتي لهذا السوق، إضافة للعلاقة الحميمية التي نشأت بيني وبعض الباعة واكتشافي مقدار ما يتمتعون به من مستوى ثقافي ومعرفي.

ثاني الأمور التي كنت تشدني لهذا السوق، هو شراء الأقراص المضغوطة، فكنت أقوم بشراء نسخ الأفلام والبرامج، والأقراص التعليمية، بأسعار منافسة.

مازلت قدر الإمكان أحافظ على زيارة هذا السوق، ما أستطيع.

أطرف المواقف التي عشتها في سوق الكتب المستعملة، أنه بعد قضاء يوم مع الأصدقاء، قررت زيارة السوق الذي كان ينتعش بعد صلاة المغرب، فاتجهت إليه، وكان أحد الباعة قد عرض مجموعة من الكتب الجديدة، من بينها مجموعة كتب لـ(محمد حسنين هيكل)، وبعد اختياري لمجموعة عناوين من بينها (خريف الغضب)، دفعت ثمن مجموعة الكتب، واتجهت إلى المحطة للعودة للبيت.

في الطريق اكتشفت أني أنفق كل ما لدي من مال في كيس الكتب الذي في يساري، التفتت إلى السوق، وكنت قريباً من محطتي المقصودة، خط بن عاشور. كنت أفكر بالعودة للبائع وإعادة أحد الكتب، حتى فاجأتني يدٌ على كتفي.

كان أحد الأصدقاء القدامى، والذين جمعتني الحركة الكشفية بهم، في مرحلة المتقدم، فبدأنا حديث الذكريات قبل أن يستدرك هو:

– شن ادير هني؟

فأخبرته بعادتي في زيارة باعة الكتب، وحكيت له قصتي في إنفاقي لكل المال الذي لدي، وأني أفكر في العودة لإعادة أحد الكتب. فعلق:

– وين طريقك؟

– الحوش؟

– قاعدين في بن عاشور؟

– إيه نعم.

– خلاص أنت في طريقي!!!

كان صديقي يعمل على خط: الضهرة، بن عاشور، زناته، فأخذني في الكرسي الذي بجانبه في سيارته التيوتا (12 راكب)، وأكملنا حديث الذكريات، حتى وصولي البيت.

سوق الكتب، بمنطقة سوق الثلاثاء بعد احتراقه. عن صفحة الصيدق البلعزي حسن.

يطلق على هذا السوق، سوق العتق، وكان الفراشة (الباعة الذين يفترشون الأرض) يتخذون من المساحات بجانب الباب الجديد، بسور المدينة القديمة مكاناً لعقد هذا السوق، قبل أن ينتقل بعضهم ويتوسع بمحطة الركاب (محطة الأفيكوات) التي أزيلت الآن. في هذا السوق، ولازالت، تباع الكثير من الأشياء، خاصة المواد المستعملة، فقد تجد أحدهم جالساً وأمامه أجهزة إلكترونية مهشمة، أو محولات مفكوكة، والسر؛ إنه يتكسب من بيع الأجهزة الداخلية، أو أسلاك النحاس.

آخر مرة زرت فيها السوق كانت قبل حوالي سنة ونصف، صحبة ابني يحيى، فر رحلة تعريفية بالمدينة القديمة، وجدا أنفسنا فيها في وسط السوق.

في ختام هذه التدوينة، أشكر الصديق “البلعزي حسن” الذي حرك ذاكرتي بعرضه لمجموعة من صور باعة الكتب بسوق الجمعة، التي تحول إلى أطلال سوق الثلاثاء بعد احتراقه.