أول رمضان

عن الشبكة.

عندما بدأتُ الصيام كان صيف النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي، حاراً على غير العادة، ولم يكن مكيف الهواء منتشراً كما هو الآن، فكان الطريقة المتبعة لتلطيف درجة حرارة البيت، تنكيس الأبواب والنوافذ، واستخدام المراوح الكهربائية. وكنت طلباً للبرودة، أتمدد على البلاط.

كانت الحركة تموت في الشوارع مع ارتفاع الشمس، في الضحى، خاصة وإن العطلة الصيفية في بدايتها، وما إن تنزل الشمس عن سمتها، ويؤذن للعصر، حتى نخرج من جحورنا للشارع، الذي يضج بأصواتنا وبأجسادنا التي نكتشف قدرتها على اللعب بكفاءة.

كان رمضان بسيط، وأهم ما فيه الشربة والبوريك والمبطن.

كانت فترة العشية نشطة، ومليئة بالأنشطة، خاصة عندما أذهب بصحبة والدي إلى سوق الخضرة، الذي يعج بالزبائن، وإضافة إلى باعة الخضر والفواكه، هناك باعة البوريك (ورقة بورية.. ورقة طازة)، وفي غالبيتهم أطفال في مثل عمري وأصغر قليلاً، ما أن تطلب من أحدهم (البوريك) حتى يرفع غطاء (جردل الديكسان) ليمد يده ويخرج بلفافة (البوريك) ويستلم منك (الربع دينار).

Continue reading

شهر رمضان مع ارتفاع الاسعار: ما الاسباب، وما الحلول؟

بقلم: الأستاذ حسين سليمان بن مادي

في شهر الفضيل……

يحل شهر رمضان هذا العام والأزمات التي نعيشها في وطننا ليبيا تفاقمت أكثر من الطبيعي اصبح شهر رمضان المبارك نوعاً من التسابق للشراء بالنسبة للكثير من الناس، وذلك لأسباب كثيرة ، منها ارتباط هذا الشهر الفضيل بالعديد من التقاليد المحببة لدينا نحن الليبيين ، والتي إعتاد الليبيين عليها من حيث إعداد وجبات الافطار ، والسحور ، وما بينهما من عادات باتت تميز هذا الشهر الفضيل بحشد الولائم وتنوع الأطعمة ودعوة الأهل والأقارب والأصدقاء وموائد الرحمن لمائدة رمضان.
لكنه لابد دائما من التذكير بأن هذا الشهر المبارك ، هو أولاً وآخراً مناسبه دينيه كريمة ، للعبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى
ومن هنا أخذ هذا الشهر الفضيل أهميته وقدسيته لدى المسلمين عامة والليبيين خاصة، ولعل أهم ما يجب أن نتذكرهو أن رمضان إلى جانب كونه فرضاً ، هو أيضا مناسبه إسلاميه هامه ورساله إنسانيه كبيره لتعلم الصبر ، والتراحم بين الناس، ومن هنا جاءت حكمة ( زكاة الفطر ) التي تخرج في هذا الشهر المبارك للمحتاجين والمساكين الذين لم تسعفهم الظروف للتزود بالطعام ، أو للذين وقعوا فريسة الفقر.
فلابد من التذكير ونحن نستعد لاستقبال الشهر الفضيل من أن نعمل في إطار ما تستجوبه علينا هذه المناسبة الكريمة والفائدة المرجوة من هذا الشهر الذي كرم الله بهـ المسلمين
بالتقرب إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة ,

وبالتيسير على الناس ومساعدتهم في هذا الشهر على توفير ما يحتاجونه من مأكل ومشرب. إلا أننا ومع الأسف نرى أن هناك من الناس ولا سيما التجار ، الذين ينتظرون هذا الشهر المبارك بفارغ الصبر، ليس باعتبارها مناسبه دينيه للتقرب إلى الخالق عز وجل بل هو مناسبه لتحقيق الأرباح الخيالية (الجشع والطمع والكسب السريع) أحيانا من خلال زيادة الأسعار، وكذلك إستغلال ظاهرة الشراء التي ترتفع مع اقتراب شهر رمضان لتحقيق أرباح كبيره وفي فترة زمنيه قياسيه ، مما يلقي بالمزيد من الأعباء على كاهل الكثير من الناس.

Continue reading

طفلي يلعب

1

عبقرية

عن طريق أحد الأصدقاء، وصلني رابط لأحد المقاطع على اليوتيوب، والذي كان يعرض لطفل لم يتجاوز الـ10 من عمره، عبقري في مجال الفيزياء. كانت إعجابي بالمقطع كبيراً، فما كان مني إلا أن قمت بمشاهدة المقطع المقترح من قبل اليوتيوب، لأدخل القناة الخاصة بهذه المقاطع، وهي فيما يبدو قناة تلفزيونية، أمريكية.

من خلال مجموعة من المقاطع، شاهدت أطفالاً صغاراً، مبرزون في عديد المجالات، كالرياضيات، والفيزياء، والبرمجيات، والفلك، ولقد أذهلني صبي الفلك (كما يسمى)، بقدر ما يملك من معلومات، وكيف بنى فرضيته الكونية، وكان الفيديو يعرض لمشاركاته العلمية في المعارض واللقاءات العلمية. وكم أعجبني هذا المقطع، وروعة حديث الصبي.

Continue reading

الارتجالية والإدارة الليبية

الإدارة

تعاني الإدارة الليبية، من الكثير من المشاكل، ولنقل الأمراض، التي نتجت عن مجموعة من الإجراءات، أقل ما يقال عنها؛ إنها ممنهجة، مما ترتب عنه ضرب الكثير من المبادئ، والتقاليد الإدارية التي يمكنها من الحفاظ على أي مؤسسة، وبالتالي الرقي بها، والدفع بها وتطويرها.

والملاحظ، إن هذه الإجراءات، التي تمت بداية من منتصف سبعينيات القرن المنصرم، حتى اليوم، هي إجراءات مقصودة لضرب عقيدة الإدارة الليبية، من خلال مجموعة من التوجيهات؛ كـ:

– شركاء لا أجراء.

– السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب.

– المدرسة يخدمها طلابها.

– جمهرة المواقع.

– اللجان والمؤتمرات الشعبية في المؤسسات، العامة ومؤسسات الدولة.

Continue reading

المدارس الخاصة .. أسماء فضفاضة

ترجع علاقتي بالمدارس الخاصة للعام 1977 عندما تم إلحاقي بروضة (دار البراعم للفنون)، ومن ثم في العام 1978 للدراسة بالسنة الأولى، بمدرسة (دار براعم الأقصى)، بمنطقة (وسعاية ابديري)، ولا زلت أذكر طابور الصباح، وصرامة أبلة “صباح” في متابعتها لكل صغيرة وكبيرة في المدرسة. في العام التالي، تم إيقاف المدارس الخاصة، واتجه الجميع للتعليم العام، فنقلني والدي إلى مدرسة (الفيحاء الابتدائية) بمنطقة فشلوم، بطرابلس.

في بداية تسعينيات القرن الماضي، سمحت الدولة الليبية بعودة المدارس الخاصة، ومع الأيام تحولت ازداد عددها، وصارت أحد طرق الاستثمار، من خلال جلب أساليب ومناهج غربية، وبدات المنافسة تأخذ شكلاً جديداً، من خلال عرض الإمكانيات وما تقدمه للطلاب.

Continue reading