صبيباً بحجم الكارثة

ليبيات 46

#أنا_أدون

صبيباً نافعاً

إنه اليوم الثاني من أيام عيد الفطر المبارك (25-09-2015)، أفقتُ على صوت المطر ينقر النافذة الشرقية، فدعوتُ الله صبيباً نافعاً ينزل الرحمة والسلام على ليبيا الحبيبة.

مع إشراقة الشمس، بدأت تتوضح لي معالم الحي، الذي اكتشفتُ أنه غارق في الماء، من الجهات الثلاث للبيت، حتى وصل الدرجة الأولى للمدخل الرئيسي للبيت.

حجم الكارثة

بالرغم من الصور المفزعة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ليس الفيس كالعيان.

في طريق (الهضبة طول)، وقفت على المعنى الحقيقي للكارثة في حجم المياه، التي تراكمت، والتي كونت مع مخلفات عيد الأضحى من؛ جلود، ورؤوس، وأرجل، وأمعاء، وما تراكم من قمامة، حالة كارثية، لا يمكن تصور بشاعة صورتها، ورائحتها. وكنا مجبرين بعد أن علقنا السير في هذا المستنقع، لأكثر من نصف ساعة.

متابعة القراءة

دوائر.. مربعات.. ساحات

#أنا_أدون

في مطلع شبابي، وحتى خلال دراستي بالجامعة، لم تكن السياسة ضمن دائرة اهتماماتي، التي تخصصت في الأدب والإبداع الفني، وبشكل خاص بالشِّعر؛ الذي كنتُ أكتبه بشكل دائم؛ في كل الأوقات، وفي أي مكان، وعلى أي شيء.

لكني وجدت الشعر يوجه بوصلتي نحو مواطن وقضايا إنسانية، تتماس مباشرة والسياسة، وكانت جلساتنا بمقهى (فندق الصفوة) بمنطقة (الضهرة) بمدينة طرابلس، تجمعنا شبابًا محبًّا للشعر، والأدب، صحبة أدباء وكتاب؛ ليبيين وعرب، في عملية تبادل معرفي مميزة بحق، وكان نجم هذه اللقاءات الشاعر “لطفي عبداللطيف” -رحمه الله، والشاعر العراقي “مفيد البلداوي” قبل هجرته.

في أحد هذه اللقاءات كان الحديث عن مصطلح (المربع الأمني) الذي طفا على السطح بقوة، خاصة وإن موقع المقهى، على مقربة من المربع الأمني طرابلس، والذي كان اتخذ من مقر (البرلمان الليبي) في عهد المملكة، القريب من ميدان الغزالة، مقرًّا له.

متابعة القراءة

الحاكم – الشعب

#أنا_أدون

في مسرحية (ناطورة المفاتيح)، يقرر الشعب الخروج من المملكة والرحيل في الوديان والغابات بحثاً عن الحرية، هرباً من جبروت الملك “غيبون”، تاركين ورائهم “زاد الخير” حارسة لدُورهم، على أمل العودة. وهكذا تفرغ المملكة إلا من “الملك غيبون” و”زاد الخير”.

*

الملك غيبون: الملك ما بينزل.

زاد الخير: والشعب مش رح يطلع.

الملك غيبون: الهيئة مش راح نتلاقا.

زاد الخير: الشغلة بإيديك يا مولانا.

الملك الظالم يطغى، والشعب المسكين لا يجد حلاً إلا الخروج هرباً، بحثاً عن الحرية في الوديان والسهول، وتحت ظل الأشجار. فالمقاومة ليست بالحل الناجح في كل مرة، والشعب بإرادته يمكنه أن يبدأ التغيير من ذاته، من داخله، وبالتالي يمكنه فرض نمطه على هيئة الحكم، والتي ستجد نفسها مجبرة، فما الحاكم بدون شعب.

*

زاد الخير: ممكن واحد منا صار لازم يروح.. يا أنا، يا إنت.

الملك غيبون: ما بيصير مملكة بلا ملك.

زاد الخير: وما بيصير ملك بلا شعب.

ما الشعب بدون حكومة، إلا مجموعات تحاول السيطرة والاستئثار بكل شيء. المسألة مبنية على التوازن من مبدأ الحقوق والواجبات، فالملك في خدمة الشعب، والشعب في خدمة الملك، هذا هو التوازن الحقيقي، والوصفة المثالية التي من الصعب الوصول إليها، ولكن ليس من الصعب الوصل لنسبة مرضية منها. وإن كان الرضا مسالة نسبية، تتحكم بها رغبات النفس البشرية، إلا أن تواطؤ الطرفين، والاتفاق على آلية تسيير نافعة، يحقق هذا الرضا.

متابعة القراءة

أيها الليبيون.. أحبوا بعضكم

منشور

عن الشبكة

عن الشبكة

#أنا_أدون

أيها المواطن الليبي النقي البسيط. دعهم، وافتح في قلبك ركناً للسكينة. أطلق يدك، ممدودة بالسلام للجميع.

*

أيها الأبُ الصابر، علم أبنائك المحبة، والسلام. علمهم كيف يلعبون دون ابتزاز، أو غَيْره. علمهم إن الجميع أخوة في الله.

*

أيتها الأم، علمي ابنتك الصبر والحن، وأنها هي من ستربي الجيل الجديد، وأنها من ستزرع الزهرة التي ستلون الغد.

*

أيها المعلم، ابتسم، وقل للتلاميذ/ للطلاب: ثقوا بأنفسكم، أحبوا بعضكم البعض، وكونوا جسداً واحداً.

*

متابعة القراءة

حكاية مواطن من!!!

حكايات ليبية

ليبيا الثورة#أنا_أدون

اسمي “علي”، جاء أبي طرابلس في بداية ثمانينات القرن الماضي، بناءً على طلب جدي لأمي، بعد أن حصل له على فرصة عمل في (مصنع المكرونة)، حيث كان يعمل.

سكنّا منطقة (…..)، وهي أحد المناطق الشعبية، ولكوني كنت في سن المدرسة، دخلت المدرسة في طرابلس، وهو أكثر ما حسدني عليه أبناء عمومتي عند مغادرتي لبلدتنا بقولهم: صحة ليك بتقرا في طرابلس.

عشنا حياة هانئة، وسعيدة في وجود جيران كانوا كأهل، تقاسمنا وإياهم الفرح والترح، وكانت الأمور تسير كما قدر لها المولى.

تزوجت أختي أحد أبناء الجيران، وتبعتها أختي الثانية لأحد الأحياء القريبة، وتزوج أخي الأكبر وسكن خارج منطقتنا، في أحد أحياء طرابلس الراقية مقارنة بمنطقتنا. في العام 2006 تزوجت من ابنة عمي، وسكنت معي بيت العائلة، صحبة أمي وأبي، بعد أن بنيت دوراً ثانياً كباقي الليبيين، هذا الأمر ساعدني كثيراً، خاصة وأن طبيعة عملي الصحراوي، تفرض علي الغياب عن بيتي لأسبوعين، أحياناً أكثر، وهكذا أكون مطمئناً عليهم جميعاً.

متابعة القراءة