صبيباً بحجم الكارثة

ليبيات 46

#أنا_أدون

صبيباً نافعاً

إنه اليوم الثاني من أيام عيد الفطر المبارك (25-09-2015)، أفقتُ على صوت المطر ينقر النافذة الشرقية، فدعوتُ الله صبيباً نافعاً ينزل الرحمة والسلام على ليبيا الحبيبة.

مع إشراقة الشمس، بدأت تتوضح لي معالم الحي، الذي اكتشفتُ أنه غارق في الماء، من الجهات الثلاث للبيت، حتى وصل الدرجة الأولى للمدخل الرئيسي للبيت.

حجم الكارثة

بالرغم من الصور المفزعة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ليس الفيس كالعيان.

في طريق (الهضبة طول)، وقفت على المعنى الحقيقي للكارثة في حجم المياه، التي تراكمت، والتي كونت مع مخلفات عيد الأضحى من؛ جلود، ورؤوس، وأرجل، وأمعاء، وما تراكم من قمامة، حالة كارثية، لا يمكن تصور بشاعة صورتها، ورائحتها. وكنا مجبرين بعد أن علقنا السير في هذا المستنقع، لأكثر من نصف ساعة.

متابعة القراءة

لعله خير

#أنا_أدون

تزاحمك صور المهاجرين، جثثاً يقذفها البحر، منتفخة، مكفيّةً. تلعنُ تجار البشر، ومن وراءهم، وتتعجب؛ كيف يلقي هؤلاء البائسون بأنفسهم وأولادهم في البحر؟، زرقة من فوق، زرقة من تحت.

يقول: إيش اللي جبرك على المر، غير الأمر منه.

ورغم بشاعة المشهد، ودونية من يقوم على هذه التجارة، أقول: لعله خير.

***

البلاد على كف عفريت، في أي لحظة تتقل.

تعرف إن برميل البارود، البارد، قد يتفجر في أي لحظة، ولأي سبب، وبأي حجة. فالجسد الذي كان واحداً، تتداعى أجزاؤه تنافراً، ومحاولة للاجتزاء، يقول:

– تخيل القلب بروحه، و اليد بروحها، هه.. شن تقدر ادير.

ورغم، قسوة الواقع الذي نعيش، أقول: لعله خير.

متابعة القراءة

عن الخبز أحدثكم

تعليق

#أنا_أدون

زمان كانت المخابز قليلة العدد مقارنة بما عليه الآن انتشاراً. وخيارات الخبز التي كانت محدودة في؛ الفرادي، خبزة شعير، البانينا، البريوش، القريسيني. تحولت مع المخابز الحديثة إلى معرض من المخبوزات الحلوة والحارة والمالحة وكلها من ذات الفرن. بالمناسبة، كانت بعض الأفران تصنع نوعاً واحداً من الخبز، أو تتخصص فيه؛ كالمحورة، أو المداس، وغيرها من أنواع الخبز.

كنت بشكل دائم صحبة صديقي “خضر” نمر على مخبز (الكازا)، حيث نشتري كيس بانينا، نتناوله ساخناً في طريق عودتنا من (مفوضية الكشاف).

زمان كانت المخابز (الكوش) تقفل في العيد، وكانت بسيطة في شكلها وفقيرة في أدواتها وأثاثها، في وفرة ما تعيشه اليوم.

كانت الفردة، بـ25 درهم (قرشين ونص)، يعني 10 أرغفة خبز = ربع دينار (250 درهم).

كيس البنانينا، يحتوي على 8 أرغفة، بنية اللون ولامعة من الخارج، وصفراء اللون حلوة من الداخل = 1 دينار.

كيس القريسيني = نصف دينار (خمسين قرش)

التشكيل والتنويع المنافسة، جعلت سعر الخبز يقفز؛ فمن رغيف بـ(ربع دينار)، إلى 3 أرغفة بدينار، إلى رغيفين دينار. والحبل على الجرار، خاصة ونحن نعيش هذه الأيام أزمة خبز.

متابعة القراءة