رجال الحرائق

تعليق

كل معرفتي برجال الإطفاء كانت محصورة في مرحلة أولى، بما تقدمه الرسوم المتحركة، وفي مرحلة ثانية، ما تقدمه أفلام هوليوود من رجال أقوياء يحاربون ألسنة النار بكل شجاعة وإقدام، حتى وصول أحد سيارات ذات يومٍ بعيد في الذاكرة، ويكتشف رجال الإطفاء إنها بلا ماء.

تجددت علاقتي برجال الإطفاء بعد انتقالي للعمل بـ(مرسى البريقة) بـ(شركة سرت للنفط) حيث لا يمكنك ألا تميز رجال الإطفاء (السلامة) بملابسهم الحمراء، وسياراتهم الكبيرة، والتي تعمل 24/24 بدون كللٍ أو ملل.

وعلمت إن التدريب على الإطفاء يتم بشكل دائم، ولم أستوعب هذا، إلا بعد أن أبلغنا إن أحد طائرات الشركة أبلغت عن وجود حريق بأحد المحركات، لحظتها رأيت كيف كان التنسيق وتوزيع سيارات المطافئ حول المدرج، وحالم حطت الطائرة وتوقفت كانت السيارت تحيط بها، وتم إخراج جميع الركاب، لأكتشف إن ما حدث كان تدريباً، تم التنسيق له بسرية تامة.

وهاهم رجال السلامة يقومون بإطفاء حرائق خزانات السدرة، التابعة لشركة الواحدة بتظافر جهود الجميع، فتحية لهم.

رجال الحرائق

 #أنا_أدون

العصيدة

تعليق

عن الشبكة

عن الشبكة

كل سنة وأنتم طيبين، اليوم موسم، وغدوة الميلود. مولد سيد الكائنات/ سيدنا “محمد” صلى الله عليه وسلم.

ومن العادات اللي صبغت الثقافة الشعبية في ليبيا، وهنا أتحدث عن مدينة طرابلس، الاحتفال بالمولد في اليوم السابق، والذي يبلغ ذروته بعد صلاة المغرب، أي ليلة 12 من شهر ربيع الأول، وما يصاحبها من ابتهال وقراءة مدائح، وطهي أطباق خاصة، كالكسكسي، أو الرز، أو رشتة الكسكاس، حتى صبيحة يوم المولد، مع أطباق العصيدة.

Continue reading

#اتفاق_مصالحة_بناء

تعليق

هل تبدا ليبيا مرحلة جديدة؟

هل آن لهذه البلاد أن تستقر؟ وأن يرتاح شعبها؟

هل هو الفجر الذي طال انتظاره؟

هل هو الخلاص؟ أم الخروج من نفق الصراع؟

….

….

الكثير من الأسئلة، تدور وتفور برأس كل مواطن ليبي، راقب توقع الاتفاق السياسي الليبي بالصخيرات بالمغرب. لحظة انتظارها الليبيون، حملوها كل آمالهم وأمانيهم بعودة البلاد إلى الاستقرار، والحياة الهنية، والبدء في البناء والتعمير، لمستقبل مشرق، قد لا يكون لهم، بل إنهم يسعون للإسهام فيه من أجل أبنائهم.

الكثير من الأسئلة.. والكثير من التوق لما بعد التوقيع. الكل يريد فعلاً وعملاً على أرض الواقع. ولعل أول ما يطمح له كل ليبي، هو عودة هيبة الدولة، واختفاء مظاهر التسلح، وانتشار الأمن، من خلال مؤسستي الجيش والشرطة.

الكثير من الأسئلة، والكثير من التحديات، والتي تبدأ بنزع السلاح، ومحاربة الإرهاب. وقبلهم جميعاً، مواجهة أنفسنا، بالتصالح والمسامحة.

المهم في المرحلة القادمة هو جهاد النفس.

والأهم النظر للأمام، وشطب صفحة الماضي.

حفظ الله ليبيا

فرسان التحدي

(1)

ارتبطت مشاركات منتخبنا الوطني لكرة القدم –والأمر ينطبق على بقية الألعاب-، بالصعاب التي يعمل بها، والظروف التي عليه تحملها من أجل تقديم مشاركة مشرفة، تليق بتاريخ كرة القدم الليبية.

وخلال الأربعين السنة الماضية، كانت كرة القدم أحد التحديات التي رأى فيها “القذافي” مزاحماً له، فالشعب الليبي متعلق بها، وبدورياتها المحلية والإقليمية والدولية والعالمية، فحاول أن يتسرب من خلالها للشعب، فطرح فكرة (الرياضة للجميع)، وأنها ليست حكراً على فريق أو محدودة في ملعب، وخوفاً من نجومية اللاعبين، كانت مباريات كرة القدم يُعلّق عليها بأرقام اللاعبين.

وبالرغم من إمكانيات ليبيا الاقتصادية، لم يبنى فيها ملعباً رياضياً مجهزاً بطريقة جيدة، أو مركباً رياضياً للألعاب الأولمبية وغيرها من الرياضات.

وحتى عندما دخل أبناء “القذافي” مجال الرياضة، شوهوه بتدخلاتهم، وحساباتهم التي لا تخدم إلا مصالحهم.

(2)

ولفهم هذه المعاناة، والوقوف على الصعاب، كان أن قدر لي مرافقة المنتخب في رحلته صوب مدينة (كيجالي) عاصمة (روندا)، مرافقة اقتضتها طبيعة عملي كمهندس طيران.

الرحلة بدأت من (مطار المنستير) بـ(تونس) صوب (كيجالي)، وضمت بعثة الفريق مجموعة اللاعبين والجهاز الفني، والإداري، والجهاز الطبي. واستغرت حوالي السبع ساعات.

Continue reading

طرابلس يا جنة

#أنا_أدون

هارباً من البرد (السفنقري)، ولجت ممنياً نفسي ببعض الدفء، والراحة ليقني أن عدد الأجساد المتراصة سيكون كبيراً –كالعادة-.

استلمت دوري في الطابور الطويل، خاصة وأني انتهيت اليوم من عملي مبكراً، اجتماع بدأ عند الثامنة صباحاً، وانتهى عند العاشرة، عرجت على بيت الوالد لقربه من مقر الشركة الرئيسي، استأنست بفنجان قهوة صحبة الوالدة، ثم غادرت قاصداً المصرف.

لحظات، ووقف خلفي رجلٌ في العقد السادس من العمر على أقل تقدير، خط الزمان خطوطه بشكل واضح على جبينة ووجنتيه، ثم لحقه آخر في ذات العمر، أسمر البشرة، بابتسامة بيضاء مميزة. وحال انتهائي من رد التحية، عاجلني الأول:

  • قنينة هالشنيطة، الصغيرة.. تعطيهالي؟؟؟.

وبسرعة رد الثاني:

  • وين يا حاج، تي هادي فيها الحيلة والفتيلة!!!

في العادة، عندما لا أكون مداوماً في عملي، ولأني لا أحب حمل الأشياء في جيوبي، باستثناء الأقلام، فإني أضع حقيبة صغيرة، تتوضّع على جانبي لحمل هاتفي، ومذكرة صغيرة وقلم.

هممتُ برفعها عني، لكن العجوز عاجلني:

  • نبصّر يا وليدي، لكن عارف هالشنيطة شن نسموا فيها، قبل؟

يبتسم، العجوز الأسمر، وأنا أعلن عدم معر فتي، فيجيب الأول:

  • نقولولها (الجبيرة)، وكانت من القماش.

يضيف الآخر:

  • لكن الأوربيين خدوها وفتلكوها، زي هلبه حاجات.

وبدأ حديث عن اللباس القديم:

  • زمان،….، كانت (المحرمَة)، وكانت معقودة مع (التكامية)، وديما مدسوسة لداخل. كان الواحد يجبدها، يستعملها ويردها، ماتطلعش لبره.
  • توه خلاص كلها معاش تلبس العربي إللا في الجّمُع والمناسبات.
  • توه كلها تلبس في الجلابية الخليجية، واللبس الخليجي، وكأن ماعندناش لبس محترم!!!؟؟؟

Continue reading