في نهاية الدورة التدريبية الخاصة بإعداد المدربين المختصين بالطواقم الجوية والفنية؛ نوفمبر العام 2018م، اقترح المدرب أن يختار كل منا موضوعاً لعرضه ضمن التقييم العام لكل متدرب بالدورة، ولأنه ترك الباب مفتوحاً، قررت أن يكون عرضي حول السوشيال ميديا. قدمت مشروعي ولله الحمد، وقدم كل المشاركين في الدورة عروضهم والتي كانت بنسبة 90% في مجال الطيران.
أحد العروض المقدمة بالدورة والتي كانت خارج مجال الطيران، وشدتني بقوة، هو عرض الصديق المهندس “زكريا نشنوش” والذي تناول فيه مجموعة من الطرق المختلفة لتعلم اللغة الإنجليزية، حقيقة نسيت عنوان العرض، لكنه كان يتمحور حول طرق وأساليب مبتكرة لتعليم اللغة الإنجليزية، خارج الطريقة التقليدية (فصل + مدرس)؛ عارضاً للعديد من الأفكار، والأدوات والموارد المفيدة في هذا المجال؛ والتي تعتمد على رغبة المتعلم بشكل كبير، فتحدث عن تعلم اللغة الإنجليزية عن طريق الأفلام، والأغاني، وغرف الحوار، والمحاضرات الأون لاين، وغيرها، ومما ذكره تعلم اللغة الإنجليزية عن طريق ألعاب الفيديو أو الألعاب الإلكترونية، وهي مسألة استوقفتني كثيراً، لأنها تتعارض مع وجهة نظري بالحد قدر الإمكان من الألعاب الإلكترونية، لما تسببه من آثار سلبية على الأطفال والشباب.
في نهاية اليوم، حاولت الاستفسار أكثر من الزميل “زكريا” حول نقطة اللعب وتعلم الإنجليزية، وتحدثنا حول هذه المسألة، وكان يقول لي: يلعب ويتعلم!!!
مر على هذه الحكاية حوالي العام والنصف، الآن أستطيع القول إنه يمكن للطفل أن يتعلم من الكثير من الأشياء والمهارات أثناء لعبه بالألعاب الإلكترونية، ومنها تطوير لغته الإنجليزية واكتساب حصيلة طيبة من المفردات والجمل البسيطة؛ كما يمكننا أن ندخل التطبيقات في هذه الخانة!!
ثم مجموعة من الخطوات، التي لم أتبعها بشكل مباشر، ولكنها جاءت بالصدفة والمتابعة والملاحظة، وأعادتني إلى محاضرة الصديق المهندس “زكريا نشنوش”، عندما سألني ابني “يحيى” ذات يوم، عن معنى الجملة التي ظهرت له أثناء اللعب.
بداية قمت بالترجمة، ثم عندما عاد لي مرة ثانية طلبت منه أن يتذكر الجملة السابقة، وأن يحاول فهم المطلوب لوحده، ونجح الأمر.
بذات الطريقة جربت الأمر مع أصغر أولادي “ماريه” (عمرها الآن 5 سنوات)، وبالممارسة تكونت لديها حصيلة جيدة من الكلمات، وببعض المساعدة صارت تكون بعض الجمل القصيرة، ومن خلال بعض الألعاب التعليمية تطورت لديها الكثير من المهارات، ووجدتني أكرر بيني وبين نفسي جملة (يلعب ويتعلم!!!).
مفردات بدأت مع (Play, Next, Game, Back, ……..) تحولت إلى حصيلة جيدة من أسماء ومفردات، خاصة مع الألعاب التي تطلب من اللاعب اكتشاف بعض الأشياء المخبأة بذكر اسمها، أو بعض الألعاب التي تعتمد على السرد القصصي لحل لغز ما، بحيث على اللاعب أن يقرأ النص ويسمعه جيدا لفهم المرحلة القادمة، وهكذا!!!
قبل أن أختم، أود التوقف عند بعض الأمور المهمة:
- الأمر يحتاج إلى سعة صدر (وسعة بال) للرد على أي استفسار، والمشاركة في اللعب، والمتابعة.
- من المهم جداً التعرف إلى اللعبة المراد تحميلها، مخافة أن تحتوي على ما يتعارض مع ثقافة المجتمع، ويمكن ذلك من خلال ما يتوفر حولها من مراجعات على النت وخاصة اليوتيوب.
- بعض الألعاب تعتمد على الإعلانات، بالتالي فهي تؤثر سلباً على اللعبة ولا يضمن محتواها.
- هناك قسم في متاجر التطبيقات خاص بالألعاب، وهذا القسم يحوي العديد من التصنيفات، وستجد منها ما يخص؛ الأطفال، التعليم، وألعاب الكلمات وهي القسم المفضل عندي فهي تحتوي على ألعاب تعتمد على ترتيب الكلمات أو تكوينها، أو البحث عنها، وغيرها من الألعاب.
مازلت ضد الألعاب الإلكترونية، وأصر على أن يكون استخدامها محدداً ومقننا بوقت، ولكني سمحت ببعض المساحة من أجل التعلم!! خاصة أثناء فترة الحجر!!!
ولا أنسى أن أشكر الصديق المهندس “زكريا نشوش” لنصيحته الغالية!!!