الشأن الليبي
تهجير أربع عائلات من بيوتها في طرابلس
علمت من مصدر موثوق.. إنه في منطقة سوق الجمعة.. قامت أحد العائلات بتهديد سكان أحد العمارات بضوروة إخلاء بيوتهم في موعدٍ أقصاه أسبوع.. وإلا سيتم قتل من سيجدونه.. وكانت هذه العائلة قد دأبت طوال الفترة ما بعد التحرير على إزعاج السكان وقض مضاجعهم بشكل يومي.. وبالرغم من قيام السكان بتبليغ الجهات المعنية لم يهتم أحد بهم.. ولم ينظر إليهم.. وها هم السكان الآن يقومون بحزم أمتعتهم، والخروج من هذه العمارة.. أربع عائلات ستهجر من بيوتها.. إلى أين؟!!!؟.. لهم الله.
وللعلم.. فإن الدولة الليبية كانت قد قامت بتعويض هذه العائلة عن قطعة الأرض التي تم إقامة العمارة عليها. وهي عمارة مكونة من أربع شقق على دورين.
ليبيات 5.. ثورة 17 فبراير ترفع الغطاء -نظّارةٌ سوْدَاء-
دمُ الشهداء
في أحد الصباحات الباكرة بمطار معيتيقة، وكخاتمة لحديث عن ثورة 17 فبراير، والحراك الذي يعيشه المجتمع الليبي، علق أحد الأصدقاء: خايف يجي يوم يلقى الأب والأم إن دم ولدهم راح بلاش.
عبر البريد الإلكتروني: يحدث فقط في ليبيا، مصرف ليبيا المركزي و مطعم الشاورما التركي!!!
خليل الكوافي اقتصادي ليبي
يستشهد المهدي زيو فيصبح للمقريف طباخ خصوصي.
يمدد مصرف ليبيا المركزي مهلة استلام إصدار ملغي من العملة و يعلق المصرف المنشور على حائط مطعم الشاورما التركي المقابل لمبنى المصرف في الظهرة.
يتهم رئيس وزراء بإهدار خمسة مليارات دينار فيظهر في برنامج تلفزيوني على عجالة و يقول كلاما عاما و لا يقوم بنشر بنود الميزانية على الملأ ليتم تدقيقها و ينسى الجميع الموضوع.
تكون قائدا و منسقا لبوابات المتطوعين في كتائب القذافي في منطقة من المناطق حتى يوم 20-8 وتصير بعدها رئيسا لمجلس عسكري و تصبح مالكا للمزارع و السيارات و أكثر الهاتفين بدم الشهداء ما يمشيش هباء و تخرج من فمك كلمة الطاغية أكثر من ألفين و خمسمائة مرة يوميا.
تجمع ثلاثة آلاف صوت في دائرتك الانتخابية و تنجح “بالدف” فتصبح رئيسا.
يتم تخصيص و إنفاق الأموال بدعوى علاج الجرحى فيسافر الجميع يتمتعون “بالشوبينج” و يبقى الجرحى في ليبيا يعانون.
تنتصر الثورة و يمر قرابة عام و نصف على التحرير و يبقى عدد الشهداء الحقيقي سرا.
تكون مسؤولا عن إضاعة مليارات المؤسسة الليبية للاستثمار قبل قيام الثورة فيتم التمديد لك بعد انتصار الثورة حتى تخفي آثار ما قمت به سابقا.
يتم انتخاب مؤتمر وطني عام للترتيب للدستور فيتم مناقشة كل شيء إلا موضوع الدستور نفسه.
ينتخبك الشعب فتبقى في الجو أكثر من بقائك في الوطن ولا تترك فرصة للسفر إلا و انتهزتها و بلدك في أزمة بعكس كل قادة دول العالم الذين يرجعون إلى بلدانهم في عجالة عند حدوث الأزمات.
تكون موظفا حكوميا و مسؤولا عن مشاريع بمليارات الدولارات قبل الثورة جعلت منك و من أقاربك أثرياء ثراء فاحشا حراما رغم مرتبك المحدود و المعروف فيتم تثبيتك بعد الثورة و تستمر في موقعك تشرف على المشاريع مرة أخرى.
يفقد الشاب أطرافه دفاعا عن الوطن فتمنحه الدولة مرتبا تبلغ قيمته 130 دينار و يساوي 4.3% من مرتب طباخ الرئيس.
يصدر ديوان المحاسبة تقريرا فاضحا عن التصرفات المالية أثناء فترة الحكومة التنفيذية و المجلس الانتقالي و بدلا من محاسبة من ذكروا في التقرير يقال رئيس الديوان.
يتم تهريب كبار المجرمين المقبوض عليهم ثم تطلب ليبيا من الإنتربول القبض عليهم.
تدفع مكافأت و مرتبات لآلاف الثوار و آلاف من منتسبي الجيش و الشرطة و الأجهزة الأمنية و نادرا ما يصادفك شرطي مرور ينظم الطريق العام.
تطبع طبعة من العملة لا داعي لها كلفت عشرات الملايين من الدينارات و يصبح فرق سعر الدولار بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء عشرة قروش تدخل في جيوب الفاسدين و يضيع قرابة المليار دينار نتيجة قرار استثماري خاطيء في بنك يونيكريديت و بدلا من فتح تحقيق في كل ذلك يتم توجيه رسالة شكر لمصرف ليبيا المركزي
ارفع رأسك فوق أنت ليبي حر؟؟؟؟؟
ليبيات 4.. زردة (المشاركة الليبية في معرض القاهرة الدولي للكتاب)
مشهد أبيض وأسود
أكثر ما استفدته من طبيعة عملي بأحد الشركات، هو بعدي عن الوسط الثقافي، الذي أفادني كثيراً وعلى أكثر من صعيد (شخصي ومعرفي)، خاصة وإن الوسط لم يكن بذلك الذي كنت اتمنى –أتخيل-، إلا من بعض الأسماء التي آمنت بالإبداع. وأذكر أنَّا كمجموعة شابة ضمن أعضاء رابطة الأدباء كيف حاول البعض استمالتنا للتصويت لمرشحهم لأمانة الرابطة، أو كيف كنا نتلقى التعليقات عن ضعف تجربتنا دون أن تردف هذه التعليقات بالنصح أو النقد البناء (بات ليلة في الدباغ.. صبح قربة). وغير ذلك الكثير من الأمور التنظيمية التي دعتني للابتعاد عن الأنشطة الثقافية، كالارتجالية، واعتماد أسلوبُ (العوالة/ واسمع تعال/ وما تبيش عزومة)، أسماء بعينها موجودة في كل نشط، برامج لابد أن تكون بذات الشكل، ومن أغرب ما عايشته يوم أن صدرت مجموعة الصديق “غازي القبلاوي” القصصية (إلى متى؟) وحملها الشاعر “……..” بين يديه وقال: شوفوا كاتب اسمه فوق العنوان شن يحساب روحه.
ثم قام برمي الكتاب على الطاولة، وأنا متأكد إنه لم يقرأه حتى لحظة كتابتي هذه الكلمات.
مشهد ملون
وصلت القاهرة على متن الخطوط الافريقية مدعواً من قبل وزارة الثقافة، صحبة زوجتي المدعوة أيضاً، وطفلنا الصغير. للحضور والمشاركة ضمن فعاليات الدورة الـ44 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وقد التقينا على متن الطائرة بعض المثقفين والمدعوين للمشاركة وأيضا من تحمل تكاليف السفر على حسابه، وقد أخبرنا أحدهم مشكورا بأنه قد تكون هناك سيارة لنقل المجموعة من المطار، انحشرنا بداخلها صحبة حقائبنا، وانطلقت بنا إلى فندق “سونيستا” على أمل الحصول على حمامٍ دافئ سريع وقسط من الراحة، نخرج من بعده في جولة بالمكان استعدادً لزيارة المعرض في اليوم التالي، خاصة وأني أمضيت ساعتي التحليق في مراجعة الورقة الخاصة بالتجربة الشعرية الجديدة، بينما زوجتي كانت قد استعدت باكراً للأمسية القصصية بقصة جديدة خصت بها المعرض.
وصلنا الفندق، واتجهت من فوري إلى الاستقبال للحصول على الحجرة، لكن قبل وصولي أوفقني الأستاذ “عبدالفتاح البشتي”: راهو ما فيش حجز.
استغربت الأمر بداية، لكن حالة الاستغراب تحولت إلى حالة غضب (شياط وعياط)، فوزارة الثقافة قامت –عن طريق اللجنة- بإبلاغي أنه ثمة حجز لمدة ثلاثة أيام لي، وأخرى لزوجتي. طبقاً للبرنامج المعد لفاعليات المشاركة الليبية كضيف شرف لهذه الدورة. لكن الواقع يقول إنه لا حجز وعلينا تدبر أمرنا، وعلينا انتظار المفوض المالي حتى الحصول على الـ1200 دولار اً مخصاصتنا عن مشاركتنا ضمن فعاليات ضيف الشرف. وبعد أكثر من ساعتين من الانتظار ببهو الفندق، همس في أذني أحد المشرفين: بالشوية، أركب للدور التامن حجرة (811) باش تاخد البوكت موني بتاعك.
وبالفعل استلمت مخصاصتي وزوجتي وبدأنا التفكير في كيفية السكن، ففكرة السكن بالفندق بسعر 250 دولاراً لليلة رهيبة وأكبر من امكانياتنا خاصة وإن موعد عودتنا المفترض –الصادر عن أحد المكاتب المكلفة من قبل وزارة الثقافة- هو 7 فبراير.
باختصار ذلك اليوم (الأحد 27-1-2013) الذي ابتدأ الساعة 4 صباحاً في طرابلس انتهى عند الساعة العاشرة ليلاً بتوقيت القاهرة بعد حصولنا على فندق معقول للمبيت غير أنه بعيدٌ جداً عن المعرض. وهكذا كنت مرهقاً ومتعباً ولم أقدر على المشاركة أنا أو زوجتي.
وقائع
– علمت بمشاركتي وزوجتي في المعرض بطريق المصادفة، وكنت محرجاً من السؤال، وعندما اتصلت قيل لي: وينك.. جيب جوازك وجواز الأستاذة وتعالى توه.
– لم نبلغ بشكل رسمي بمشاركتنا وطبيعتها. وجدت اسمي في برنامج نشر على الفيسبوك في ندوتين، واسم زوجتي في أمسية قصصية.
– اقترحت على اللجنة أن يتم اختصار مشاركتنا في يومين بحيث تكون فترة إقامتنا في القاهرة خمسة أيام على أبعد تقدير. لكن حتى لحظة كتابتي هذه الأسطر لم أتمكن من تقديم موعد الرجوع عن الموعد المسجل بالتذكرة (7-2-2013).
– لم أكن وحدي الذي وقع بمقلب وزارة الثقافة، لكن أسماء مهمة كانت ضحية هذا التنظيم المميز للمقلب. بالمناسبة ثمة من كان على علم بهذا الأمر وقام بتنسيق أمور إقامته.
– مما اكتشفته؛ إن ثمة تمييز بين المشاركين، وهذا التمييز يختلف من مجموعة لمجموعة، فجماعة الصحافة تمتعت بالحجز الفندقي، وجماعة مجلس الثقافة نالوا أكبر مخصص مالي، أما جماعة وزارة الثقافة فكان التمييز يختلف من شخص إلى آخر في المخصص المالي والإقامة. كما إن ثمة من يتمتع بالإقامة الفندقية (خمس نجوم) والمخصص المالي وهو ليس من أهل الثقافة (إداريون، سكرتيرات، عاملوا مقهي،….).
– زيارة بسيطة لجناح ليبيا –ضيف الشرف- يكشف فقر المشاركة وبساطتها بالمقارنة مع ما قدمته بعض دور النشر العربية المشاركة أو الهيئات.
-استغربت أن الحضور في المناشط كان ليبياً (زيتنا في دقيقنا). وحدهم الصحفيون المصريون من يزور الجناح لإجراء الحوارات وأخذ التصريحات.

