الوضع الليبي
حكايات الأزمة – 2 (الكـهرباء)
حكايات ليبية
1
نعم، الكهرباء حياتنا، إيدينا ورجلينا، وحتى دماغنا.
الكهرباء الأزمة الكبرى التي يعيشها المواطن الليبي منذ أكثر من شهرين، تتفاقم في كل يوم، فبعد الساعتين، صار انقطاع الكهرباء يستمر لأكثر من 12 ساعة، وإلى اليوم واليومين، وأكثر.
أذكر قديماً، أن مشكلة انقطاع الكهرباء كانت تظهر بشكل كبير في فصل الشتاء، حيث يحدث كثيراً أن يسقط أحد خطوط الكهرباء المعلقة، فتنقطع الكهرباء عن الحي، أو أن تتسلل المياه لأحد الغرف، فنسمع صوت شقشقة يتبعها انقطاع للتيار الكهربائي، وكالعادة، إما اتصلنا أو يكون أحد الجيران سبقنا للاتصال بوحدة الصيانة السريعة للكهرباء لإصلاح العطب. وللأمانة، كان المعتاد أن يستجيب فنيو الصيانة.
وما زلت أذكر أطوف فترة قضيناها بدون كهرباء، وكانت في الثمانينيات.
كان الحي هادئاً، بعد أن سكن الجميع بيوتهم، هرباً من العاصفة التي كانت قوية بالخارج، وعند صلاة العشاء سمعنا صوت انفجار قوي، انقطعت على أثره الكهرباء، تبعه صوت يشبه الرشاش، خرج الجميع لنكتشف أن صندوق الكهرباء الموجود في أحد المزارع محترف ومتفحم، واكتشف جارنا صاحب المزرعة، إنه نتيجة لهذا الحادث قد فقد العديد من الدجاجات.
ولحوالي ثلاثة أيام كاملة، كنا فيها بلا كهرباء، وكانت فنيو الكهرباء يعملون بجد وكد، حتى تكون في مثلث الحي مكعب حديدي، حالما انتهى عادت الكهرباء إلى الحي.
وفي التسعينات عندما بدأ مشروع الكوابل الكهربائية، تم بناء غرفة خاصة لهذا المكعب المعدني والتي لازالت حتى اللحظة.
الانقطاع الكبير الذي عرفته طرابلس حسبما اذكر حدث في العام 2000 وتقريباً في شهر يونيو، حيث اقطع التيار الكهربائي لليلة تامة شمل طرابلس وضواحيها على ما أذكر، ولحظتها انتشرت الكثير من الشائعات كالعادة، ولكن تصادف أنه في تلك الليلة عرض أحد حلقات برنامج (قناديل في الظلام) للشاعر “محي الدين اللاذقاني” وكانت عن ليبيا، على قناة (ANN)، ومن ضيوف الحلقة السيد “محمد الرضا السنوسي”، والسيد “عاشور الشامس”. ولقد أثارت هذه الحلقة الكثير من القضايا حول نظام القذافي، وكانت شغل الشارع الليبي لفترة، فالليبيون كانوا حديثي عهد بالفضائيات، وكانت تبحث عن مواضيع مثيرة، فلم تجد بعضها أفضل من ليبيا المسكوت عنها.
يخطر على بالي الآن، قصة التحول من نظام الـ110 فولت إلى الـ220 فولت، وكيف سبقته ضجة، وحملات وتوعيات، بضرورة أخذ الحيطة من ضرورة تحويل الآلات الكهربائية إلى النظام الجديد، فاشترى والدي محولين لهذا الغرض، وبعد فترة لم يعد لهذين المحولين من حاجة، حتى قمت باستخراج احدهما واستعماله لسخان ماء قديم بالبيت.
2
كما أسلفت، نعيش في ليبيا هذه الأيام أزمة كهرباء كبيرة وعويصة، وماليهاش حل. انقطاع بدأ بساعتين وتطور إلى أيام. ولأن مشكلة الكهرباء بدأت مع أحداث ثورة 17 فبراير ورافقتها حتى اليوم، فإن خبرة ثلاث سنوات مع هذه المشكلة أعطت الليبيين الكثير من الأفكار للتغلب عن هذه المشكلة، إذ استخدام الشمع لم يعد مجدٍ وفعال. وموازاة، صار الليبيون على دراية بالكثير من المصطلحات الفنية الكهربائية، خاصة مسألة مصطلح (الطرح اليدوي)، التي تفضل جارنا بشرحها وتفسيرها لي. وأيضاً أسماء المحطات وأنواعها الفرق بين المحطة البخارية والغازية.
أولى الحلول، وأوفرها، كانت المصابيح القابلة للشحن، وكانت جيدة وفعالة خاصة وإن الكهرباء كانت لا تنقطع لفترات طويلة، لكن السحب عليها، جعل سعرها يقفز أضافاً مضاعفة، خاصة في عدم وجودها بشكل كبير. وكالعادة، بعد الشح توفرت هذه المصابيح بأشكال وأحجام مختلفة، وصارت متوفرة للدرجة التي تجد أشخاص يتخذون من الدوّارات والساحات وجوانب الطرق أماكن لبيع هذه السلعة.
الحل الثاني، كان من خلال اقتناء مولد لتغطية فترة انقطاع الكهرباء، بعد أن صار الانقطاع مستمراً وطويلاً، ومخافة فساد ما تحتويه الثلاجات والمجمدات.
العلاقة مع المولدات بدأت بالحاجة لتشغيل مصباح أو مجموعة مصابيح، ثم بدأت الحاجة تتعدى مجردالنور، الأمر الذي جعل من الموان الليبي، يعيد دروس الفيزياء لحساب مقدار الطاقة المستهلكة في بيته، لشراء المولد المناسب، لتشغيل أنوار البيت والتلفزيون والأقمار الاصطناعية، ومكيف والثلاجة. مع الخبرة صار بإمكان هذا المواطن إدارة الأمر بذكاء لاستغلال كل الطاقة التي يمكن للمولد إخراجها. وعلى ذات الجانب صار خبيراً في أمور المولدات، ويتبرع بإعطاء النصائح لمن يرغب؛
- مولد البنزينة رخيص، لكن النافطة أحسن ويمشي أكتر.
- تبي مولد، ما تشريش أقل من 6 كيلو واط.
- فكك مالصيني، أدفع فلوس في حاجة باهية تقعد وتستفيد ومعاش تصين طول الوقت.
الحل الثالث، استخدام العاكس أو الانفيرتر، وهو يشبع المولد في عمله، لكنه يحتاج إلى بطارية أو مصدر تيار ثبات ليحوله إلى تيار متردد 220 فولت، وبطاقة استهلاك تختلف بحسب الحاجة، وهذا احتاج إلى تعمق أكثر في دروس الفيزياء، كون الأمر يختلف قليلاً في مبدأ العمل.
وبالرغم من نظافة هذا الحل، وعدم الحاجة للبحث عن وقود لتشغيله في ظل أزمة الوقود التي تعيشها البلاد، إلا أن المشكلة الأساسية كانت في طريقة شحن البطارية التي سيعمل عليها الأنفيرتر، فكان البعض يقوم بتوصيله ببطارية السيارة، وبعد مرور وقت معين، يحسب بالخبرة، يعمد لتشغيل السيارة لشحن البطارية. أو شراء جهاز شحن لشحن البطارية، لكن المشكلة كما أثيرت على الفيس تتوقف على سعة البطارية وزمن الشحن اللازم، والذي قد لا يسعفك به التيار الكهربائي.
أحد الأصدقاء أخبرني عن مشروعه المقبل، والذي سيبدأ به حالما تهدأ الأمور في البلاد، والمتمثل في تركيبه لمجموعة ألواح شمسية للتزود بالطاقة الكهربائية، وإجراء دراسة عن إمكانية الاستفادة من هذا التطبيق في مدن الشمال الليبي.
صديق آخر ، طلب مساعدتي في تصميم مروحة (أو عنفة) للاستفادة من طاقة الرياح، فقدمت له بعض التوجيهات والمراجع.
لكني حقيقة في انتظار مشروع الطاقة الشمسية، لاعتقادي بأنه أقدر على دعم شبكة الكهرباء المحلية في ليبيا، ورفع بعض الحمل عنها.
3
الكهرباء حياة.
نعم، فلقد أثر الانقطاع اليومي والطويل والمستمر للكهرباء على طبيعة الحياة ونمطها، ففي طرابلس على سبيل المثال، الكثير من المحال كانت تعمل نهاراً وتقفل أبوابها بحلوب الغروب.
محال بيع المواد الغذائية، اعتمدت بشكل كبير على المولدات، ولأن تزويد محل يحتوي على 8 ثلاجات ومكيفان وإضاءة، يحتاج مولداً بمواصفات معينة، كما هو حال المحل القريب من البيت، فإن صاحبه، يعمد إلى تشغيل مكيفٍ واحد، ونصف عدد الثلاجات ونصف مصابيح الإضاءة. أما المقهى القريب من البيت، فقد أغلق أبوابه، جاره بعد شهر من الإغلاق عمد إلى شراء مولد:
- وقف حالنا يا خوي!!!
أغلب المصالح والجهات والشركات عمدت إلى تركيب مولدات، لتسيير أعمالها والنظر في مصالح المراجعين، والشركة حيث أعمل، اتخذت ذات الإجراء، الطريف إن بعض الموظفين كانوا بعد توقيعهم للانصراف يعودون إلى مكاتبهم:
- شنو، ماكمش مروحين!!!
- لا لا لا.. الحوش مافيه ضي، خلليني في المكيف خير!!!؟؟؟
أما الإشكال الأكبر في رأيي، الإشارات الضوئية، فمع عدم احترام أغلبية السائقين للإشارة الضوئية، زاد انقطاع الكهرباء الوضع سوءً. فتنطلق السيارات بدون مراعاة، أو تتعانق وتتعاشق في التقاطعات، ولا حول ولا قوة لرجل المرور الذي يحاول، ولا الشباب الذين يجتهدون.
وعلى هامش ازدهار تجارة المولدات، نشأت مصلحة تصليح المولدات، وتركيبها، واختراع حلول (موديفيكات) للمشاكل التي تحدث، كمسألة المحول (القلاب) التي وجد لها البعض حلاً، أو صغر حجم الخزان، أو طريقة التوصيل، والتغلب على الضجيج، إذ أطلعني أحدهم على طريقة قاموا بها كأخوة للتغلب على ضجيج المولد الذي يزود البيوت الأربع، بحيث تم وضع المولد في غرفة تحت الأرض، مزودة بفتحتي دخول وتهوية.
هناك أيضاً من يقوم بسرقة خطوط تمديد من مولدات الجهات، خاصة البيوت القريبة والتي تشترك في الحدود معها. وبمناسبة الحديث عن السرقات، لابد من ذكر ما تعرضت له بعض المحطات والمخازن التابعة لوزارة الكهرباء من سرقات واقتحام، أو سرقة كوابل خطوط الكهرباء من أجل الحصول على النحاس.
في هذه اللحظة التي أنهي فيها كتابة هذه التدوينة، أثني على جهود رجال الكهرباء الذين يبذلون ما أمكنهم لحل الكثير من المعضلات والمشاكل، وحيث خفت كثيراً فترات انقطاع الكهرباء، فشكراً لهم.
حكايات الأزمة – 1 (الزحمة والطابور)
حكايات ليبية
الأزمات والحوادث، تغير البعض/الكثير من عادات المجتمع وأنماطه الحياتية. فالظرف الذي تخلق الأزمة يجبر المجتمع على إيجاد وسيلة للتعامل معها، أو طريق لحلها أو للتغلب عليها، ويكون هذا التغير على مستويين؛ مستوى عام: شعبي، مجتمعي يكون في شكل تصرف أو سلوك عام. ومستوى خاص: يخص الفرد في ذاته أو من تضعف دفاعاته، أو من تعينه على التغلب عليها بطرقه الخاصة.
وللأزمة بعدين؛ أول يعود سلباً على المجتمع، فقد يفككه، ويضر بعلاقاته الاجتماعية، وثاني إيجابي، قد يزيد من ترابطه وتعاونه، لتجاوز المحنة.
الزحمة والطابور
أذكر إني عرفت الزحام والطوابير، بشكلٍ مبكر، فمنذ الثمانينات كان كل شيء بالطابور، فوقفت في طوابير الخبز (عالكوشة) في راس حسن، وفشلوم، وسوق بن عاشور. وطوابير الأسواق المجمعة، والجمعيات، والمنشآت، خاصة منشأة الألبان التي كان أحد مراكز توزيعها في نهاية الشارع حيث نسكن. أما أجمل الطوابير والتي لم أتأفف مرة في الوقوف فيها طابور منشأة الألعاب، فكان علي الوقوف في الطابور لشراء بدلة رياضية (توته)، أو لشراء مضرب كرة تنس، أو لشراء سيارة تتحرك بجهاز تحكم، أو محاولة الحصول على طائرة.
وأعتقد إن وصلنا لدرجة من النظام، أنه يتم كتابة قائمة بأسماء الموجودين بالطابور بترتيب الأسبقية، في بعض الحالات، كما حدث معي مثلاً في لجنة الكشف بغرور، حيث عند الخامسة صباحاً وجدت أمامي حشداً، سحبني منه صوت أحدهم:
- سجل اسمك هني!!!
ومد لي قطعة كرتون، تعود لصندوق، رأيت بقيته يستعملها صاحب الصوت فرشاً للجلوس على الرصيف.
أكثر الطوابير كانت على الأسواق المجمعة، فبعد بدايتها المبشرة، والتي كانت فيها المواد موزعة ومصطفة في أقسام وعلى الرفوف، خلت فجأة، وتحول إلى مجرد باب يفتح عند التاسعة صباحاً، يتداعك (يتزاحم) عنده الليبيون في محاولة للحصول على حصتهم من الشكاير (الأكياس)، وأنت ونصيبك، فأنت تقف منذ الصباح، محتملاً الزحام والتدافع والروائح من أجل كيس مجهول المحتوى، على سؤال:
- زعمة شن بيوزعوا اليوم؟؟؟!!!
ومن المعتاد، أن يتحول الطابور إلى دعاك (زحمة) في أقل مما يمكن للعقل استيعابه لحظتها، فيكفي اختراقٌ مّا أو رغبة جامحة من أحدهم، ليتكدس الطابور عند الشباك أو الباب، وهذا ما كان يحدث في طابور المقصف بالثانوية، أو عندما تريد قضاء مصلحة ما في جهة ما.
ويطرق باب ذاكرتي اللحظة، طابور (بار حفرة) بشارع (بن عاشور) مقابل جامع (سيدي عبدالغني)، حيث تنزل الدرجات الخمس وتنتظر دورك للوصول للباب الضيق، حيث تشاهد بوضوح ليان التن (حوض)، الذي اختلط فيه التن بالطماطم بالهريسة، والخبز المشقوق المرصوص على الرخامة. وكيف تتحرك يدي عمي “الدهماني” بسرعة ورشاقة. تأخذ فردتك (شطيرتك) وتنطلق صاعداً الدرجات، لتتكئ على القرقطون (الحاجز الحديدي) متلذذاً بمذاق أشهى نص تن (شطيرة تن) في طرابلس.
كما خطر اللحظة، وقوفي في طابور طويل بمنطقة (ميزران) بوسط المدينة رفقة الوالد، للحصول من أحد المعامل على قلوني رمان، وقلوني روزاطة، وأظنه كان في رمضان.
في هذه الأيام، ومنذ أحداث ووقائع 17 فبراير، عرفنا في طوابير البنزينة. طرابلس بشكل خاص عاشت ومازالت تعيش أزمة أسمها البنزين، حيث تصطف السيارات عند الشيلات (محطات الوقود)، واحدة وراء الأخرى، ساكنة وادعة، وحيدة، فأصحابها في العادة يجتمعون في جروبات (مجموعات)، للهدرزة (الحديث) والتقصقيص (السؤال). ولأن وقت الانتظار غير مقدر، يطولا ولا يقصر، فإن المكياطا (القهوة المضغوطة) لا تجدي ولا تغني من عوز البطن، فيتحول كوفِنو (الصندوق الخلفي) لأحد السيارات، إلى مطبخ لطهي صنجرة مكرونة مبكبكة، أو عمل شرمولة.
إبان فترة الأحداث، كانت طوابير البنزينة تستمر لأسبوع، وكان التنسيق أن يغادر البعض على أن يترك السيارات في عهدة من يتطوع بالبقاء، على أن يتم التناوب فيما بينهم، أو أن يتم التناوب على السيارة بين أخوين أو صديقين.
في هذه الأيام، الأمور تحسنت، ففترة الانتظار أقلها ساعتين، وأكثرها ست ساعات، وتختلف من موقع لآخر. وبمدى قوة السيطرة على محطة التزود.
على ذات المستوى، تأتي طوابير المصارف، فعن نفسي، حتى تاريخ كتابتي لهذه الأسطر، لم أقم بالسحب من الأول من أغسطس، فعادتي أن أسحب المرتب بعد يوم 20 حيث تكون المصارف أقل ازدحاماً، لكن الأحداث الأخيرة جعلت من المصارف حالة لا يمكن وصفها، ففي المصرف الذي أتبعه، الطابور يمتد خارج المصرف لأكثر من 20 متر، ومن المتوقع أنه بعد انتظار الساعات أن تفاجأ بأن المنظومة توقفت، أو أنه لا سيولة، أو أن يحدث شجار قد يدفع إدارة المصرف إلى إقفال الأبواب.
الشيء الجميل في حكاية الطابور الليبية، أنه ثمة طابور تريس (رجال) وطابور نساوين (نساء)، ولم أشاهد أي حالة من حالات التعدي على هذه الخصوصية الجنسية طيلة حياتي الطابورية. الأمر الآخر، هو احترام كبار السن والمرضى والمعوقين، بمنحهم الأسبقية في قضاء حوائجهم.
ولأنها ليبيا، ولأنه شعب ليبي، ستجدني أفتح حواراً مع جيراني في الطابور، لعلمي أنه حالما بدأنا، لن تكون هناك كلفة، وسينساب الحديث دون حدود أو سقف. وستفرش كل الأوراق.
مركز “حصن” يستنكر كافة الممارسات القامعة لحرية الرأي والتعبير في ليبيا
تقرير خاص بالإنتهاكات التي حدثت في شهري يوليو وأغسطس 2014 ضد الإعلام والإعلاميين في مدينة طرابلس وضواحيها
الكتائب والمليشيات والمجموعات المسلحة في ليبيا تواصل انتهاك حرية الصحافة والإعلام عن طريق تهديد الصحفيين والإعلاميين والمدونيين وخطفهم والاعتداء عليهم جسديا ومعنويا حتى وصل الأمر الى قتلهم.
يعرب مركز “حصن” للدفاع عن حرية الصحفيين (والذي يقع مقره في مدينة طرابلس) عن إدانته الشديدة لحوادث ترهيب الاعلاميين والمدونيين من خلال التهديدات المتكررة والاختطافات التي طالت عددا منهم ، كما يعرب عن رفضه التام لحملات التحريض على استعمال العنف بغض النظر عن الجهة التي مارست هذا التحريض.
وفيما يلي بعض الممارسات المستهجنة والغير قانونية التي تم رصدها منذ بداية أحداث طرابلس في يوليو 2014 *:
- التاريخ: 13 يوليو 2014
- المصدر: مكالمة هاتفية من المراسل “صفوان ابو سهمين”
شخص يطلق على نفسه اسم “أحمد الزنتاني” يرسل تهديدا بالقتل عبر الهاتف من خلال رسالة نصية لمراسل قناة النبأ السيد صفوان ابو سهمين بسبب مداخلة له على قناة النبأ.
- التاريخ:25 يوليو 2014
- المصدر: مصادر متعددة، تقارير إعلامية ووكالات الأنباء
اختطاف الناشط والمدون عبد المعز بانون على خلفية تدوينات له على الفيس بوك انتقد فيها قوات ” فجر ليبيا” واتهامه بأنه ضالع في محاولة “الانقلاب على الثورة” وبأنه من “أزلام معمر القذافي”.
- التاريخ: 27 يوليو 2014
- المصدر: مصادر مطلعة
تداول (قائمة سوداء) على صفحات التواصل الإجتماعي، تتبناها مجموعة تطلق على نفسها اسم (الجيش الإلكتروني)، أدرج بها أسماء العديد من النشطاء والصحفيين والمدونين المعارضين للحرب الدائرة في طرابلس
- التاريخ:27 يوليو 2014
- المصدر: المدون رامز النويصري
رسالة تحذير وتهديد تصل للمدون والكاتب رامز النويصري بسبب تدوينات له يعترض فيها على الحرب الدائر رحاها في طرابلس وضواحيها.
- التاريخ : 1 اغسطس 2014
- المصدر: الإعلامي سليمان الباروني
o الإعلامي سليمان الباروني وعائلته يتلقى عدة رسائل تهديد بالخطف والقتل على خلفية عمله كمقدم نشرات أخبار في قناة العاصمة
o سيارة بها مسلحون تعترض طريقه أثناء خروجه من مقر عمله حيث أوقفوه وهددوه بالقتل إن لم يقدم استقالته من القناة ويعلن موالاته للعملية العسكرية الجارية في طرابلس ثم قاموا بإطلاق النيران حوله وعلى إطارات سيارته ولاذوا بالفرار.
- إتهام أهل مدينة جادو، سليمان الباروني التي ينتمي اليها بالخيانه على خلفية عدم مناصرته لطرف بعينه في الحرب الدائرة في طرابلس.
- التاريخ:1 اغسطس 2014
- المصدر: قناة العاصمة ووكالات الأنباء
اختطاف طاقم قناة العاصمة من ميدان الشهداء أثناء تغطيته لمظاهرة ضد الحرب في طرابلس وبنغازي وهم المصور أحمد العلواني والمراسل محمد حبيب. تم اطلاق سراحهم يوم 6 أغسطس 2014 بعد تعرضهم الى سوء المعاملة والضرب والتعذيب.
- التاريخ:1 أغسطس 2014
- المصدر: المذيع مؤيد المقطف وقناة العاصمة
نجاة مذيع قناة العاصمة مؤيد خليفة المقطف بعد محاولة إغتياله بإطلاق وابل من الرصاص عليه من قبل مجهولين بمنطقة “أبي سليم” بطرابلس.
- التاريخ: 3 أغسطس 2014
- المصدر: قناة ليبيا الدولية
محاولة اختطاف مذيع قناة ليبيا الدولية محمد الطياري أثناء رجوعه إلى بيته في منطقة جنزور بسبب عمله في القناة.
- التاريخ: 17 اغسطس 2014
- المصدر: مصادر مطلعة وموثوقة
العثور على تسجيلات صوتية ومرئية تحتوي على تحريض مباشر من قبل أطراف متعددة بالتعدي على الكثير من الاعلاميين والاعلاميات والمؤسسات الاعلامية.
- التاريخ: 18 أغسطس 2014
- المصدر: تقارير إخبارية وموظفين عاملين بقناة الوطنية
o قوة الردع الخاصة بطرابلس تقتحم قناة ليبيا الوطنية وتمنع المدير التنفيذي للقناة السيد طارق الهوني ونائبه السيد يوسف شلتوت من الدخول اليها
o تهديد عدد من الإعلاميين والموظفين في القناة بضرورة الإنصياع للأوامر الصادرة من الإدارة الجديدة.
- التاريخ 18 أغسطس 2014
- المصدر: شاهد عيان
o خطف المخرج التليفزيوني أسامة راشد من قبل مسلحين وهو في طريق عودته إلى منزله في منطقة جنزور. يعمل السيد أسامة مخرجا تليفزيونيا بقناتي «ليبيا الرياضية» و«ليبيا الدولية».
o أطلق سراح السيد أسامة راشد بعد أيام من اختطافه بعد تعرضه للضرب والتعذيب ومصادرة كافة الأجهزة والكاميرات التي كانت بحوزته.
- التاريخ: 24 أغسطس 2014
- المصدر: وكالات الأنباء
اقتحام مبنى قناة العاصمة بقرجي ونهب محتوياته وحرقه وخطف طاقم المناوبة الليلي المكون من فنيين ليبيين ومهندسين من دولة الفيلبين ومهندس ارسال من دولة مصر وغفر حراسة من دولة مالي .
- التاريخ:25 أغسطس 2014
- المصدر: مصادر متعددة، تقارير إعلامية ووكالات الأنباء
نهب وحرق وتدمير منازل كل من:
o الإعلامي حسام الدين التائب، مذيع بقناة العاصمة – طرابلس.
o الصحفي محمود المصراتي، رئيس تحرير صحيفة ليبيا الجديدة – طرابلس.
o السيد جمعة الأسطى، مدير قناة العاصمة – طرابلس.
o الصحفي محمود الفرجاني، مراسل قناة العربية – طرابلس
- التاريخ 25 أغسطس 2014
- المصدر: تقارير إعلامية موثوقة
قوات تابعة الى عملية “فجر ليبيا” تعلن بأنها سوف تقتحم أي قناة تعارض “عملية فجر ليبيا” وستقوم باعتقال كافة موظفيها.
- التاريخ 25 أغسطس 2014
- المصدر: تقارير إعلامية ووكالات الأنباء
اقتحام مبنى قناة ليبيا الدولية الكائن بطريق المطار “طرابلس” ونهب محتوياته واحتلاله من قبل مجموعة تتبع عملية “فجر ليبيا”
- التاريخ 26 أغسطس 2014
- المصدر: قناة العاصمة ومصادر أخرى مطلعة
اختطاف المهندس طارق الدرسي احد العاملين بقناة العاصمة بالإضافة الى زميليه سعد زاقوب و حسام الدين محمد المصري من قبل مجهولين
- التاريخ 26 أغسطس 2014
- المصدر: مصادر مطلعة متعددة
إنتشار قوائم تحوي أسماء صحفيين وإعلاميين بدعوى القبض عليهم من قبل بعض المجموعات المسلحة ثبت أنها مختلقة وغير حقيقية، حيث قامت “حصن” بالاتصال بمن هم في القائمة وتبين أنهم بخير ويتمتعون بحريتهم.
____________________________________________________________
يود مركز “حصن” من خلال إصدار هذا التقرير التأكيد على دوره في رصد وتوثيق هذه الانتهاكات وعلى تبيان خطورتها على سلامة وحياة العاملين في مجال الاعلام وسلامة عائلاتهم، الأمر الذي يستوجب من جميع الشرائح المعنية من مؤسساتٍ حقوقية وقانونية وإعلامية، بل ومن الرأي العام، التحرك الفعلي والجاد والفوري لإيقاف هذه التجاوزات.
يعتبر مركز “حصن” هذه الوقائع وأمثالها مما لم يصلنا (أو وقع ولم نتمكن من التثبت منه) إرهاباً فكريا ومعنويا وانتهاكا صارخا لحرية الرأي والتعبير والاعلام الذي قامت ثورة 17 فبراير من أجل تحقيقه للوصول الى الديمقراطية والرفاهية والعيش الكريم لكافة أبناء هذا الوطن.
وبهذه المناسبة يدعو مركز “حصن” من كافة المجموعات المسلحة الكف عن تهديد الإعلاميين والمؤسسات الاعلامية كما يطالب كافة السلطات المعنية بالعمل الجاد والسريع لوضع حد لمثل هذه الاعتداءات المتكررة على الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية العامة منها والخاصة، ويطالب بسرعة فتح التحقيقات للنظر في هذه الانتهاكات المخالفة للقوانين المحلية والدولية وتقديم المسؤولين عنها للعدالة في أسرع وقت ممكن.
كما يود مركز “حصن” أن يؤكد على أن الشكاوى ضد الإعلاميين والمؤسسات الاعلامية في حالة عدم قيامها بواجباتها الإعلامية بمهنية وموضوعية فى نقل الأحداث والحقائق للرأي العام الليبي والدولي أو وقوع تجاوزات من طرفها مثل الإخلال بالمعايير المتعارف عليها أو حادت عن المصداقية أو حابت دون وجه حق طرف على طرف آخر في النزاع الدائر حاليا في ليبيا أو قامت بإرتكاب جرائم صحفية يعاقب عليها القانون مثل التحريض على العنف أو الإنتقام أو التمييز العنصري أو الدعوة إلى الحرب والإقتتال أو نشر أخبار مضللة الهدف منها تأجيج الصراع وتأليب طرف على طرف أخر، يكون باللجوء الى نيابة الصحافة التي شكلت خصيصا للنظر في كافة القضايا التي تتعلق بقطاع الاعلام والعاملين.
كما يدعو المركز كافة العاملين بالمؤسسات الاعلامية بأن يحرصوا كل الحرص على القيام بعملهم بمهنية وشفافية ومصداقية عالية وأن يتنبهوا للمخاطر التي قد تنجم عن دعوات التمييز والتفرقة والكراهية والتي قد تكون مبنية على أساس العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الجنسية أو الأصل الاجتماعي أو المعتقدات السياسية. كما يشدد “حصن” على ضرورة إلتزام كافة الصحفيين والإعلاميين بضرورة التحري التام والتثبت قبل نشر الأخبار وإذاعتها وبضرورة التفريق بين الخبر والرأي والتعليق الشخصي وعدم الخلط بينهما.
ويذكر مركز “حصن” بأن المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية تحظر قانونيا الدعاية للحرب كما تحظر دعاوي الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية أو تلك التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف. هذا وقد تضمنت المادة 2 من الإعلان الذي أصدره المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في دورته العشرين في 28 نوفمبر 1978 المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام والتفاهم الدولي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض علي الحرب.
كما أن الدولة بكافة مؤسساتها المختصة ملزمة بتوفير الأجواء الملائمة التي تتيح مناخا آمنا ومناسبا لحرية الإعلام والصحافة ترجمةً لالتزامها باحترام الإعلان الدستوري وبالمواثيق والعهود الدولية ذات العلاقة وتعزيزاً لحق الإعلام الحر في الحصول على المعلومة بحرية الذي يستلزم توفير غطاءٍ شرعي وقانوني للعاملين في مجال الصحافة أثناء تغطية الأحداث اليومية حماية لحقوقهم وحفاظاً على حياتهم وسلامتهم.
وختاما، يود مركز “حصن” تذكير المؤسسات التشريعية والتنفيذية في الدولة بأنه وفقا للمواثيق والعهود الدولية (وبالذات المادة “19” من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) فإنه لا ينبغي أن يجرم إلا عدد محدود جدا من أشكال التعبير، وهي تلك التي تمثل بوضوح تهديدا وشيكا لسلامة الناس، وسيادة القانون والسلم، أو تلك التي تدعو الى الحرب أو التي تحرض على التمييز والعنف والكراهية.
مركز “حصن” للدفاع عن حرية الصحفيين
صدر في طرابلس في الأول من سبتمبر 2014
_______________________________________________________________________
A special report dealing with the violations that took place in July and August 2014 against media personnel and institutions (including journalists) in Tripoli and its environs
Militias and armed groups in Libya continue to violate the freedom of the press, threatening journalists, media practitioners and bloggers by kidnapping and assaulting them morally and physically, and even murdering them
“HESN” Center for defending the freedom of journalists (which is based in Tripoli), strongly condemns the incidents of intimidation of journalists and bloggers through repeated threats and kidnappings, which affected a number of them, and expresses its complete rejection of the incitement campaigns which sanction and encourage the use of violence, regardless of who exercised the incitement.
The following are some of the illegal and reprehensible practices that have been monitored since the beginning of the current events in Tripoli in July 2014(*):
Date: July 13th 2014
Source: a phone call from news correspondent “ Safwan Abu Sahmain”
Someone called “ Ahmed Al Zintani” sent a death threat via a text message to “ Mr. Safwan Abu Sahmain” because of a contribution he made on to “Al Naba” news channel.
Date: July 25th 2014
Source: multiple sources, media reports and news agencies
Kidnapping of the activist and blogger Abdu Almoaz Banoun based on his blogs and Facebook updates in which he criticized “ Fajir Libya” operation. He was also accused of being involved in an attempted “coup against the revolution,” and that he is a Gaddaffi loyalist.
Date” July 27th 2014
Source: well informed sources
Circulation of a “black list” on the social network sites, adopted by a group called (the electronic army), where many names of activists, journalists and bloggers who oppose the war in Tripoli where listed.
Date: July 27th 2014
Source: The blogger Ramez Al Nuesri
A thretening letter was delivered to the blogger and writer Ramez Al Nuseri because of his blogs against the raging war in Tripoli and its suburbs.
Date: August 1st, 2014
Source: AL Assema channel and various news agencies
The kidnapping of Al Assema channel crew from Martyr’s Square during their coverage of a demonstration against the war in Tripoli and Benghazi, camera man Ahmed Al Elwani and reporter Mohamed Habibi. Were released on August 6, 2014 after being subjected to ill treatment, beatings and torture.
Date: August 1st, 2014
Source: Journalist and reporter Suliman Albaruni
Suliman Albaruni and his family receive kidnapping and death threat s based on his profession as a news anchor at Al Assema TV Channel.
Armed group of people intercept Suliman’s car as he was leaving his work and threaten him either to support the ongoing military campaign in Tripoli and resign immediately from Al Assema, or he will be killed. Before they disappear, they shot his car tires puncturing them leaving him stranded in the middle of the road.
Jadu city, where Suliman comes from, accuse him of treason because he refused to support one of the warring factions in Tripoli.
Date: August 1st, 2014
Source: the broadcaster of Al Assema TV Channel Moed Almoqataf
The survival of the broadcaster Moayed Khalifa Almoqatef after a failed assassination attempt. A hail of bullets were fired at him by unknown assailants in Abu Salim area in Tripoli.
Date: August 3rd, 2014
Source: Libya International Channel
Kidnapping attempt of the international channel broadcaster Mohamed Al Taiari while returning to his home in Janzour area because of his work at the channel.
Date: August 17th, 2014
Source: Informed and trusted sources
The discovery of various audio and video recordings containing violent threats by various parties against journalists and media institutions.
Date: August 18th, 2014
Source: News reports and staff of Al Wataniya Channel
o Special Shield forces in Tripoli breaks in Al Wataniya Channel and prevents the executive director Mr. Tarek Al Houni and his deputy Mr. Yusef Shaltot from entering the channel.
o Threats issued to a number of journalists and staff of Al Wataniya Channel to comply with the orders issued by the new administration.
o Date: August 18th, 2014
o Source: Eyewitness
Kidnapping of the television director Ousama Rashed (works at both TV channels “Libya Sports” and “Libya International”) by an armed group on his way to his home in Janzour area and the confiscation all of his equipment. He was released a few days later during which he was mistreated, beaten and tortured.
Date: August 24th, 2014
Source: News Agencies
Breaking in Al Assema Channel in Gurgi area, looting and burning its contents, and kidnapping the night shift staff (Libyan technicians, engineers from Philippine and Egypt, along with night guards from Mali).
Date: August 25th, 2014
Source: Multiple sources, news reports and news agencies
(Among many) the looting, burning and destruction of many houses and residences belonging to:
– Mr. Hossam El Din Al Taieb, broadcaster of Al Assema TV Channel – Tripoli.
– Mr. Mahmoud Misrati, journalist and editor of the New Libya newspaper – Tripoli.
– Mr. Jouma Al Ousta, director of Al Assema TV Channel – Tripoli.
– Mr. Mahmoud Al Ferjani, journalist and reporter for Al-Arabiya – Tripoli
Date: August 25th, 2014
Source: trusted media reports
Fajir Libya forces declare that they will storm into and occupy any radio or TV channel that opposes “ Fajir Libya” operation and will arrest its employees.
Date: August 25th, 2014
Source: Media reports and news agencies
A group belongs to “ Fajir Libya” breaks into Libya international TV channel in Airport road in Tripoli, looting its contents and occupying it.
Date: August 26th, 2014
Source: Al Assema Channel and other informed sources
Kidnapping of engineer Tarek Al Dursi, an employee of Al Assema TV channel along with his colleagues Saad Zaqoub and Hossam El Din Mohamed Al Masri by an unknown group.
Date: August 26th, 2014
Source: Multiple informed sources
The circulation of lists containing the names of journalists and media workers claiming that they have been arrest by some armed groups, which was proven to be fabricated and unreal. “HESN” contacted the names in the list and was ensured of their safety and freedom.
Through the issuance of this report, “HESN” Center would like to emphasize its role in monitoring and documenting these violations and to demonstrate the seriousness of the safety and the lives of workers in the field of media and the safety of their families, which requires from the public and all sections of society including legal, rights and media institutions, to have a serious and an immediate action to stop to these abuses.
“HESN” considers these facts and the like which we haven’t received (or happened but could not be verified) an intellectual and moral terrorism and a flagrant violations to the freedom of opinion, expression and media, which was one of the main objectives of the 17th February revolution to achieve democracy, prosperity and a decent life for all the people of Libya.
“HESN” would like to use this opportunity to call upon all armed groups to desist from threatening journalists and media organizations, and to demand from the concerned authorities to work hard and fast to put an end to these frequent assaults on media workers and media institution, public and private ones. “HESN” considers the requirement to investigate these violations as very urgent and the need to try in a court of the law the perpetrators as top priority.
“HESN” would also like to emphasize that the complaints against media workers and institutions in case they didn’t accomplish their duties with professionalism and objectivity, breach accepted standards, use unfair and biased reporting, support one side against another, in the ongoing conflict in Libya, commit any of the press crimes punishable by law, such as incitement to violence or revenge or racial discrimination or the call to war and fighting, or the publishing of misguided news with the aim of fueling the conflict pitting one party over another; would be to resort to the Press Prosecutor Office which was created specifically to look into all cases relating to the media industry and its workers.
“HESN” also would like to remind all media people and institutions to take extreme care while carrying out their work, and to do their utmost in sticking to the high standards of their profession, and to heed the risks that might result from calls of discrimination, segregation and hatred, which may be built on the basis of race, sex, language, religion, nationality, social origin or political beliefs.
All journalists and media workers should carry out full investigation and verification before the publication and broadcast of any news or information, and they should differentiate very clearly between news, opinion and commentary and to refrain from mixing between them.
Article 20 of the International Covenant on Civil and Political Rights legally prohibits any propaganda or dissemination of information for the purposes of waging war or that which constitute incitement to discrimination, hostility, violence or racial and religious hatred.
Article 2 of the Declaration by the General Conference of the United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) at its twentieth session on November 28th 1989 , deals with the fundamental principles concerning the contribution of the mass media to strengthening peace and international understanding, to the promotion of human rights and to countering racialism, apartheid and incitement to war.
The Libyan state with all its competent institutions are obliged to make possible the existence of the appropriate atmosphere that allows a safe and appropriate environment for freedom of the press and media, as a reflection of their commitment and adherence to the Constitutional Declaration and to the international covenants and conventions, and to facilitate free access to information, which requires the provision of legitimate and legal cover for the press to be able to cover freely the daily events to guarantee their safety.
In conclusion, “HESN” would like to remind the legislative and executive institutions of the State that, in accordance with international conventions (in particular, article 19 of the Universal Declaration of human rights) should only criminalize a very limited number of forms of expression, namely those which represent very clear an imminent threat to the safety of the people, the rule of law and peace, the call war or those incitements to discrimination, violence and hatred.
“HESN”” center for defending freedom of journalists”
Issued in Tripoli on September 1, 2014
www.lcdhr.org/hesn/September_2014_Report
الشعب الذي أبهر العالم
ليبيات 44
نعم أبهرنا العالم، وعلى مر العصور كنا البلد والشعب الذي تخصص في إبهار العالم، من أول (من ليبيا يأتي كل شيء عجيب)، مروراً بارتدادنا لأكثر من 10 مرات، وصولاً ثورة 17 فبراير المجيدة. ولو تفكرنا قليلاً في أنفسنا، لأبهرنا أنفسنا، دون شك.
ولعل حالة الإبهار التي لازمتنا هذه، جعلتنا ننظر للأمور بشكل مختلف، ومغاير عن الآخرين، الأمر الذي يجعلنا نقف على مسافات مختلفة، ومواقع مغايرة عما يراه الأخرون، ويتفقون حوله. ولنا في التاريخ الكثير من الأمثلة، وليس أقرب للاعتبار من انتفاضة الشعب الليبي، في ثورة شعبية أطاحت بنظام القذافي، دافع فيها الشعب عن حقه وحلمه، وبذل من الدماء الزكية الكثير. وعلى غير المعتاد فشلت كل محاولات القذافي لضرب الليبيين من الداخل وإضعافهم، وتفريقهم، فهو كلما دفع باتجاه التفرقة، كان الشعب أكثر التحاماً، واتحاداً وتضحية، فالشعوب الأصيلة والعميقة ثقافياً، تنزع لا إرادياً للتكافل، والدفاع عن لُحمتها.
وانتصر الشعب، وأُعلن التحرير، وخرج الليبيون إلى الشوارع فرحين مهللين بالنصر، يشكرون الله، والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذه اللحظة التاريخية، التي سوف لن ينساها التاريخ، وستظل في الذاكرة الليبية.
وفي الي الحظة التي ظن فيها العالم إن ليبيا تدخل عهداً جديداً من العدالة والحرية والبناء، بعد ما قدم من دعم ومساندة، فاجأناه بتحولاتنا غير المتوقعة، والتي أكدت إننا لم نكن نقف على ذات المسافة من هدفنا، ولم نكن على ذات الموقع. وما أستطيع قوله، إن الهدف كان من القوة بهيث شغلنا عن قراءة مواقعنا ومعاينة مسافاتنا، لم نراجع، لقد حجّمت الحماسة الكثير من المواقف والأخطاء، التي كانا سنستفيد منها كثيراً لو وقفنا عندها، وسارعنا بحلها، دون تجاوزها.
وما زلنا نبهر العالم.
لقد تحولنا من ليبيا الهدف إلى ليبيا الغنيمة، ليبيا المكسب وما نستطيع الحصول عليها منها.
كنا نقول: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.
فانهزمنا أمام أنفسنا، ورفعنا الراية البيضاء سريعاً وعالياً، وتركناها تقودنا في الوحل وتخوض بنا بركه الآسنة.
كانت ليبيا واحدة، كيفما جئتها تلقاها (ليبيا).
لكننا حولناها إلى ليبيات، ووجهنا السلاح إلى صدورنا، وضغطنا الزناد.
كان هتاف (دم الشهداء.. ما يمشيش هباء)، يرتفع إلى عنان السماء، فيهزها.
صار الدمُ الليبي، أرخص من الرصاصة التي تُهرقه، وصارت (الشهيد) كالبضاعة الصينية، متوفرة ورخية، ولا تعمّرً طويلاً.
كان الانتخاب عرساً رقص فيه الجميع، وتفاخر بأصبعه الأزرق عالياً.
لنكتشف أن اللعبة أكبر منَّا، فجلسنا نتفرج.
في لحظة ما، ضاعت من ذاكرتنا، رأينا ليبيا مختلفة، أكثر بهجة وإشراقاً وبناءاً ونهضة.
وفي لحظة ما، لم تضع بعد، نحنُ على عتبة التمني، بالعودةِ للخلف.
*
الأملُ في الله أكبر
حفظ الله ليبيا