الوضع الليبي
ليبيا بهية فاتنة
صوت الحقيقة لا ينتهي
إنهم يستكون صوت الحقيقة.
إنهم يخافون النظر في المرآة.
إنهم يخشون النور، يكرهون الشمس.
ها هو صوت آخر يغتال اليوم، بدم بارد وتحت تأثير نشوة الخطيئة، ثلاث رصاصات تغتال حُلم. ثلاث رصاصات رخيصة، كانت كافية لإطفاء سراج غال.
مرآة أخرى تنكسر، فلا يعود من الممكن رؤية وجوهنا، وما خلفنا.
مصباح آخر يتم إطفاؤه، حتى يستمر الظلام، والظلاميون.
لكن (لابد من ليبيا وإن طال النضال)
إلى جنة الخلد أيها الصديق “مفتاح أبوزيد”.
ليبيا بين مطرقة الذات وسندان المصالح
ليبيات 35
1
تثبت الوقائع والحقائق، أن الإنسان عدو نفسه، وأن هذه العداوة تتناسب تناسباً طرديا مع مصلحته. وكنتيجة مباشرة، كما زادت عداوة الإنسان لنفسه، زادت عداوته للآخر، والسبب اتساع دائرة مصلحته الشخصية، والتي ستتقاطع ضرورة واضطراراً مع دائرة مصلحة الآخر. وطبقاً لدرجة عداوته لذاته، ستكون ردة فعل حمايته لدائرته.
وربما هذا الرأي -الشخصي- يفسر كيف يقوم إنسان، بقتل أخيه الإنسان؟، وفي الجانب الآخر، لماذا تركز الأديان على مسألة التسامح والتصالح مع الذات، وما الصلاوات إلا رحلة في النفس، والصوم مجاهدة لرغباتها، والزكاة مغالبة، والحج رحلة لله.
المحن والابتلاءات، تكشف الإنسان، وتضعه في مواجهة نفسه، ومقدرته على تجاوزها بتجاوز حواجزه الداخلية، أو وتقليص دائرته وقبول الآخر.
2
في ليبيا، كشفت الأحداث -ما بعد ثورة 17 فبراير-، مقدار ما يحمله الليبي من عداوة لنفسه، ولا أعمم، إنما الغالب أو الظاهر في المشهد من حولنا، إن ثمة عداولة الليبي لنفسه، في أعلى مستوياتها، ودرجاتها، الأمر الذي إن لم يجعل البلاد تراوح في مكانها، أرجعها للخلف.
إذ وبكل وضوح، نلمس بشكل مباشر، اتساع دوائر المصالح الشخصية، وغزوها للدوائر الأخرى، وصار من السهل -كما نسمع ونعايش-، السلب والنهب والقتل، من أجل أن يدخل جزء من دائرة الآخر ضمن دائرته، وتمّلكه.
وفي عدم وجود مؤسسة لحماية القانون، وفي وجود السلاح، فإنه سيكون من الصعب على المجموعات المسلحة، التخلي عما وصلت إليه، بالرغم من شكلها الشرعية -المغتصب-، فدائرتة مصلحتها أكبر مما تتوقع، بالتالي فهي لن تتوانى في إطلاق الرصاص دفاعاً لكسب مساحات لدائرتها.
3
كنا نقول إن ليبيا -كبلد- تختلف عن مثيلاتها العربيات، وإنها وحدة واحدة، وأنها لن تكون يوماً كلبنان أو العراق، والسبب؛ أننا بلد/مجتمع إسلامي سني وسطي، لا طوائف ولا ملل ولا مذاهب.
لكن على الأرض، فإنه لا ضرورة للمذاهب أو الطوائف أو الملل، ولا حتى المذاهب، لنشوء مواجهات مسلحة بين المجموعات المسلحة، على أسس قبلية، ومناطقية، واعتقادي، وتكتليّة. وكلها دوائر تتسع بمقدار اتساع المصالح. ورأينا مقدار العداوة للذات، متمثلاً في قسوة المواجهات، واحتدام الصراع، واستحلال الحرمات.
4
إن واقعنا، يكشف وصولنا لدرجة عالية من عداوة الذات، الأمر الذي يتمثل بشكل صريح في عدم تعاطينا لمبدأ الحوار، أو التواطوء بغية الوصول لمنطقة وسط، فالمبدأ القائم الآن هو؛ إن لم تكن معي، فأنت ضدي!!!. وهندسياً، يعني هذا: خطان متوازيان، سوف لن يلتقيا، إلا لو غصبا.
*
حفظ الله ليبيا
تعليق حول ما حدث في طرابلس 18-5-2014
ما حدث في طرابلس أمس، لا يمكن ربطه بما يحدث من حراك في شرق البلاد، تحت مسمى “كرامة ليبيا”، لوجود الكثير من أوجه الاختلاف الفكرية والتطبيقية.
فما قام به اللواء ركن “خليفة حفتر”، هو عمل موجه ومركز صوب وجهة واحدة، وهي المراكز والتجمعات التابعة للمجموعات المسلحة ذات التوجه الديني –الإسلامي-، وهو ما أكسبه تأييد قطاع كبير من مواطني المنطقة الشرقية، وانضمام الكثير من التشكيلات والمجموعات المسلحة التابعة التي تستظل بمظلة الشرعية، باستثناء (الصاعقة).
أما الحراك الذي قادته (الصواعق، والقعقاع، والمدني) فكان موجهاً بشكل مباشر إلى (المؤتمر الوطني العام)، الذي بالرغم من اعتراضنا على أدائه، فهو لن يكون السبيل لـ(كرامة ليبيا)، خاصة وإن الهجوم كان لحظة المصادقة على السيد “أحمد معيتيق” رئيساً للحكومة الليبية. وهو ما لا يجعل هذا الحراك بريئاً.
إن طريقة وشكل الهجوم، وكثافة النيران، وحجم الأضرار لا يتوافق مع الهدف المعلن، والذي كشف عنه البيان الذي تلي ليلاً، والذي وإن حمل نقاطاً يتوافق عليها الجميع، إلا إن الشكل وإدراك سكان مدينة طرابلس بالنوايا، جعلهم لا ينضمون لهذا الحراك، والذي كان واضحاً إنه لخدمة مصالح خاصة.
*
حفظ الله ليبيا