الدستور مسؤوليتك فلا تتخل عنه

يقول المولى عز وجل (إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) سورة الأحزاب – الآية 72.

عن موقع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات

عن موقع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات

الكل يعلم إنا مقبلون على خطوة جديدة باتجاه ليبيا الجديدة، تتمثل في انتخاب لجنة الستين، المنوط بها –بإذن الله تعالى- صياغة الدستور الليبي، وعرضه على الاستفتاء، وبعيداً عما يصاحب هذا الاستحقاق من إجراءات، أود التنبيه على مجموعة من الأمور المهمة.

– سيكون الـ20-2-2014 موعد الاقتراع لانتخاب الهيئة التأسيسية للدستور.

– كل مواطن ليبي بالغ راشد، مسئول مسؤولية تامة عن هذا الاستحقاق، ومن واجبه اتخاذ ما يلزم من إجراءات للمشاركة في انتخاب هذه الهيئة الدستورية. فهذا الدستور هو للنهوض بالبلاد، ووضع الأساس الكفيلة بوضع الخطوط الرئيسية لإقامة دولة مواطنة، لا إنسان فيها فوق القانون.

– كن إيجابياً ولا تستمع لمن يحاول تثبيط الهمم، فهذا الاستحقاق لليبيا والليبيين، وليس لفرد أو حزب، أو جماعة.

– كن واعياً، ولا تستمع لما يقال. ابحث عن المعلومة ولا تترك أذنك للقيل والقال والإشاعات.

– كن مدركاً للعملية الانتخاب، وآليتها، والأسماء التي تترشح عن دائرتك؛

1- تأكد من مكان مركز الاقتراع المسجل به (لمعرفة مركزك الانتخابي اضغط هـــنـــا).

2- تأكد من الأسماء التي تترشح عن دائرتك قبل تاريخ الانتخاب (قوائم المترشحين).

2- اجمع ما تستطيع من معلومات عن مترشحي دائرتك: سيرهم الذاتية، مؤهلاتهم، توجهاتهم، خططهم، بياناتهم. حتى تكون على ثقة ورضى باختيارك. وتمنحك الشبكة (الإنترنت) فرصة كبيرة لجمع ما تريد من معلومات.

3- في العمل، في جلساتك، اطرح موضوع الاستحقاق الدستوري لانتخاب لجنة الستين للنقاش، وتبادل ما لديك من معلومات مع أصحابك وزملائك، وحاول ان تكون منفتح الرؤى، وأن يكون الحوار إيجابياً.

– راع في اختيارك للمترشح، أن يكون ولائه للوطن، وألا يكون منتمياً لأي حزب، أو جماعة، أو مدعوماً من أي جهة، حتى يكون ولاءه لليبيا، بعيداً عن أي ضغط، أو أجندة معدة سلفاً. حتى يكون الدستور دستوراً خالياً من أي أغراض أو توجهات تخدم مجموعة بعينها.

– في حال وجود أي مخالفة أو إجراء غير قانوني، أو ما يريب، لا تتأخر بالإبلاغ عنه (المفوضية الوطنية العليا للانتخابات).

هذا الاستحقاق من أجلك، ومن أجل أولادك، ومن أجل غدٍ أكثر إشراقاً.

*

حفظ الله ليبيا

القيامة يوم 2-7

ليبيات 29

لا للتمديد

الليبيون اختاروا أن يكون 7-2-2014 تاريخاً غير عادي. فهو اليوم الذي حدد لإنهاء صلاحية المؤتمر الوطني العام. الشارع الليبي يشهد حراكاً سياسياً واجتماعياً باتجاه هذه الغاية وتحقيقها. وكان أطرف شكلٍ لهذا الحراك هو رفع المكانس أمام مقر المؤتمر تعبيراً عن هذه الرغبة.

ما ﻻ يمكن نكرانه هو أداء المؤتمر الضعيف في القيام بواجباته المنوطة به. اﻷمر الذي انعكس على أداء الحكومة المؤقتة، إذ ﻻ يوجد إنجاز ظاهر للعيان لمسه المواطن العادي في الشارع، الذي فقده الشعور باﻷمان والطمأنينة، فيما أعضاء المؤتمر يتصارعون فيما بينهم، ويعري بعضهم بعضا.

*

حالة طوارئ

بالرغم من مطالبة بعض التكتلات السياسية بضرورة الخروج، إﻻ أن المواطن يدرك أنه مالم يتم انتخاب لجنة الدستور، ستعاني البلاد من حال فراغ تشريعي، ومن الضروري وضع خارطة للطريق للخروج من هذا المأزق. وتحت هذا الضغط والحراك، ثمة حالة من الترقب والخوف.

– القلوني اللي كان بي 7 توه بي 12 … كلها تخزن في البنزينة.

– وين يا خونا.. 7-2 البلاد بتخش بعضها.

– شد روحك يوم 7-2 كانا عندك طرف سلاح وتيه.

– دس تموينك من توه.. ما تندريش عليها من ماشيه يوم 7-2.

نظرية المؤامرة

7-2 لم يغب عن اﻷحداث. فكان محورها. فأحداث الجنوب صراع قبلي ضخم من أجل تمرير مسألة التمديد للمؤتمر الوطني العام. والأزلام تم إيجادهم من أجل ذات الغاية، والسبب:

– يا خوي هادوا يدوروا في مصلحتهم ومخليين البلاد خايضة.. يلموا في الفلوس وصغارهم يقروا البره. ومادابيهم يمدودوا باش يعبوا أكثر.

*

سأنتظر 7-2 وسأقبله كما هو.

بالمناسية سيكون تاريخ 7-2-2014 يوم جمغة.. إلماحة للتفكر.

*

حفظ الله لي

ليبيا أولاً

ليبيات 28

1

ما يحدث في ليبيا من حراكٍ سياسي بين المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة، أشبهه بتحدي تكسير العظام، والذي يعتمد على المواجهة المباشرة في محاولة لتكسير أكبر قدر من العظام، فكل طرف يحاول الدفاع على مكسبه أو رأيه أو رؤيته، مدافعاً عنها دون محاولة الوصول لمنطقة وسط، أو كلمة سواء، والهدف هو البقاء، لإجبار الطرف المقابل على الاستسلام. والطريف في هذه اللعبة أن يخسر كل الطرفين.

ومن خلال منظورٍ رأسي، أرى المشهد أقرب للحركة في دائرة مغلقة. فالمؤتمر من خلال أعضائه الـ120 يتهم المحكومة بالفشل، والحكومة ترد باتهام المؤتمر بتكبيله وتقييد حركته، وتعطيل مشروعاته، وفي آخر تصريحاته أعلن السيد “علي زيدان” رئيس الحكومة المؤقتة صراحة، أن كتلتي (العدالة والبناء) و(الوفاء لدماء الشهداء) هما من يقف أمام كل مشروع تقدمه الحكومة. وهما يمثلان جماعة الإخوان المسلمون في ليبيا. ويعتبر تصريح “زيدان” بمثابة القنبلة، بعد أن أعلن صراحة أن الإخوان هم من يقف ضد الحكومة، ويحاولون سحب الثقة منها.

2

ولقد عرفت الأشهر الأخيرة من العام الماضي، احتدام هذا الصراع، وسيره في طريق متواز، فالمواطن الليبي يرى بضرورة؛ عدم التمديد للمؤتمر الوطني، وإسقاط حكومة زيدان.

وإن كان المطلب في عمومه غير منطقي في التخلص من شكلي السلطة في البلاد، إلا إن ما طرح من مبادرات، كافٍ لإيجاد خارطة طريق تضمن إخراج البلاد من عنق الزجاجة الذي علقت فيه، بسبب الأداء المتردي للمؤتمر، والشكل الضعيف للحكومة، موجداً حالة من عدم الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة (المؤتمر والحكومة)، مما نتج عنه تعنته –أي المواطن- في الانصياع لمبادرات المصالحة، وتسليم السلاح، وحل المجموعات المسلحة، خالقاً بذلك حالة من الإحباط، هيئة الفرص لضعاف النفوس للعبث بمقدرات الدولة والمواطن، فعرفت 2013 حالة انهيار أمني كبيرة، خاصة مدينة بنغازي التي تعاني من سلسلة اغتيالات وتفجيرات يومية. الأمر الذي نتج عنه استغلال أعوان النظام السابق، لحالة الاحتقان والسوداوية التي يعيشها الليبي، لبث سمومه وأفكاره، وخيالاته، وحلمه بالعودة، لتدخل البلاد حالة النفير، ويشتعل الجنوب والغرب.

3

نعم البلاد تشتعل.. أو كما علق أحدهم: البلاد على صفيح ساخن.

مواجهات في سبها والسرير والكفرة وورشفانة، هذا دون أن ننسى بنغازي التي لا تنام إلا على اغتيال أو تفجير.

المسألة المهمة في ظني، أنه يجب أن ينصب اهتمامنا كليبيين، شعباً وحكومة وهيئات ومؤسسات وأحزاب، على حل الأزمات التي تمر بها ليبيا الآن، مشكلة الجنوب المستباح، ومشكلة ورشفانة و مسألة حبس النفط، وأن نمنح الفرصة –كمواطنين- للمؤتمر والحكومة لبذل ما يمكنهم لرأب الصدع، وإعادة الأمور إلى نصابها. بدل تشتيت جهودهما على أكثر من جبهة، ومشروع.

الأولوية الان للوطن. وللوطن فقط. دون أي اعتبارات قبلية أو جهوية أو سياسية، أو أي انتماء، الانتماء الوحيد، هو الانتماء لليبيا.

ومن بعد نجلس إلى طاولة الحوار أخوة، على ذات المسافة، تاركين وراء ظهورنا، خلافاتنا وخصوماتنا. همنا الخروج بليبيا إلى بر الأمان.

وبعدها يمكن النظر في مسألة التمديد للمؤتمر الوطني العام، وإسقاط حكومة زيدان.

*

حفظ الله ليبيا.