التعذيب

التعذيب

التعذيب ملف كبير.. لن يكون من السهل على الدولة الليبية التعامل معه بسهولة. فالكثير من الانتهاكات ارتكبت خلال الفنرة الماضية من بعد التحرير.

هذا الملف يأتينا كل يوم بقصة جديدة، ومختلفة، والقاسم المشترك بينها هي القسوة والعدوان، وابتداع أساليب تعذيب جديدة. وصار الموت تحت التعذيب أمراً اعتيادياً ومقبولاً، ولا حول ولا قوة لأهل المعذب إلا الصبر، حتى يقضى الله أمره.

إن عدد من تم خطفهم وتعذيبهم وسجنهم في فترة ما بعد التحرير وحتى اليوم، أكثر مما حبسه نظام القذافي، وقياساُ بمستوى التعذيب فنظام القذافي يعتبر رحيماً، أمام ما نراه ونسمع به.

على الدولة الليبية أن تقف وقفة حازمة، وأن تنتصر لمن ظلم.

حفظ الله ليبيا.

ليل طرابلس الصاخب

ليل طرابلس1

الليل في طرابلس قصة غريبة وعجيبة. فهو يبدو هادئاً ووادعاً.. لكن ما إن يتقدم حتى يصخب ويزعق.. افعاً عن نفسه صفة السكينة إلى الترقب.. حتى تطمئن.

فأصوات الألعاب النارية لا موعد ثابت لها، فهي تنطلق في أي وقت، دون تحذيرٍ مسبق، أو تنبيه. فتصفر حتى يفزعك صوت انفجارها ليقفز بك من سريرك. هارعاً إلى النافذة متصنتاً. حتى تتأكد أن ما سمعته لا يعدو كونه (ألعاب نارية) مصدرها عرس أو مجموعة مبتهجة.

بالقرب من بيتي منصة إطلاق ألعاب نارية تبدأ مهرجانها من بعد المغرب ولا موعد ثابت لانتهائها.

*

وفي الليل أيضاً رصاص.. وبالخبرة صرنا نعرف نوعية السلاح الذي تطلق منه.. وصوتها مميز.. ويكسر نومك بطريقة مختلفة، فهو يتسرب بهدوء حتى يؤكد (أنا رشاش، لاحظ صوتي المتصل، واختلاطه بأصوات أخرى هي رد للأولى). الجميل في مسألة السلاح إنك بعد قيامك عن الفرش، تحديد موقع الصوت ودرجة بعده.. وعندما تطئمن لإحداثياته.. تعود لفراشك.

ما بعدكم يا جماعة طرابلس.. كيف تجيكم النوم في هالتقربيع كل ليلة (صديق من أحد المدن).

*

ليل طرابلس2

في ساعات الليل الأولى، يرتفع صوت الدراجات النارية. فعندما تخف الحركة في الشارع الرئيسي.. يكون الور قد حان لراكبي الدراجات لممارسة استعراضاتهم، زاعقين بقوة.. وبين الفترة والأخرى، تدخل أحد السيارات الحلبة صارة بعجلاتها على الأرض في حركات دائرية وهرج.

ليل طرابلس3

اكتشفت في أحد الصباحات إن جاريّ يملكان دراجات نارية.

*

وليل طرابلس يحكي الكثير.. أكثر مما نتوقع.

آه يا بنغازي

أحداث بنغازي

في بداية احداث ثورة 17 فبراير المجيدة.. هتفت طرابلس لبنغازي.. وها هي تهتف لها وتحزن لحزنها. الكل في طرابلس يحاول الإجابة عن سؤال يقلقه: ما الذي يحدث في بنغازي؟

فما تكاد تهدأ الأمور في بنغازي حتى تعود ناشطة من جديد.. رصاص.. ونار.

وبعيداً عن نظرية المؤامرة، أقول إن بنغازي مستهدفة، للكثير من الأسباب؛ أولها إنها قلب ليبيا النابض بالثورة، فلو تم السيطة على بنغازي من قبل المجموعات المسلحة أو من يحركها من تيارات واتجاهات، فهذا يعني سيطرتها على ليبيا.

الأمر الثاني؛ هو إعلان الحكومة ضرورة حل المجموعات المسلحة وانضمامها للجيش الليبي، وهو ما لا تريده، لا المجموعات ذاتها، لأنها ستفقد قوتها وما تملكه، ومالا تريده التيارات التي تنضوي تحتها، لأنها ستفقد يدها الضاربة.

إن ما يحدث في بنغازي وغيرها من المدن في ليبيا، أشبه برقصة الديك المذبوح، الذي ينتفض هنا وهناك، قافزاً حاطاً، ناثراً الدم في كل مكان، لكنه ما يلبث أن يهداً.

وهكذا سينضم أفراد المجموعات المسلحة فرادى إلى الجيش والشرطة، وسيذوبون في نسيجه. وبإذن الله سيعود الاستقرار لليبيا.

حفظ الله ليبيا

منتخب ليبيا ينجح فيما فشلت فيه السياسة

المنتخب الليبي

بكل اقتدار استطاع المنتخب الوطني النجاح فيما فشت فيه السياسة من جمع الليبيين حول هدف واحد.. الكل هتف باسم ليبيا .. وهتف لبنغازي الجميلة (بالروح بالدم نفديك يا بنغازي) ضجت بها مدرجات الملعب الذي شهد حضوراً ملفتاً لم يعهده من قبل. ليتوج هذا الحضور بفوز مستحق لأبطالنا.

فالف مبروك لليبيا.

وكلنا أن يجتمع الليبيون من أجل بناء ليبيا.

حفظ الله ليبيا

اعتصام

ظاهرة جديدة يعرفها المجتمع الليبي هي (الاعتصام).

اعتصام 2

وككل شيء جديد يدخل المجتمع الليبي، ويصطبغ به، تحول الاعتصام من وسيلة ديمقراطية للتعبير عن الرفض، إلى وسيلة للضغط ولي اليد لفرض الرأي والطلبات.

ففي كل يوم نسمع عن حقل نفطي تم إيقافه، والسبب الاعتصام، ولكن من الذي يعتصم؟

الواقع يكشف إن العاملين في الحقول النفطية ليس من يعتصم، لأن اعتصاماتهم في العادة تكون بالتدريج، بمعنى تقليل ساعات العمل الأمر اذي يجر لتقليل لإنتاج الحقل النفطي.

الأهالي هم من يعتصمون!!!.. نعم الأهالي، أهالي المناطق القريبة والقرى والمدن القريبة من هذه الحقول هم من يعتصمون ويوقفون العمل بهذه الحقول، في محاولة منهم للضغط على الحكومة للنظر إلى مطالبهم، التي يتلخص أهمها في:

– إيجاد مواطن شغل لمواطني المنطقة.

– تعمير المناطق القريبة من هذه الحقول.

– ضرورة أن تكون إدارات الشركات بهذه المدن.

– بعض المطالب كانت بأن يكون الموقع بالكامل للمدينة أو المنطقة، وأن يرجع العاملين فيه من المدن الأخرى.

جانب آخر، يتم فيه استغلال الحق النفطي، خاصة الحقول الكبيرة، لتكون وسيلة ضغط على الحكومة لا أكثر.

إن هذه الموجة من الاعتصامات، تربك الحكومة أكثر مما هي وسيلة للضغط، وهي أيضاً ترهق كاهل الدولة لأنها تضطر لتقديم وعود حتى يتم فتح هذه الحقول للضخ، ومن بعد ما يترتب على هذه الوعود من التزامات مالية وغيرها. ومن تجربة خاصة، أوجدتها طبيعة عملي، علمت من أحد المشرفين العاملين في أحد المواقع المفطية، أنه لم تم تنفيذ مطلب التعيينات فإنهم سيحتاجون لبناء ثلاث مرات عدد المباني، وهو أمر لا يمكن عقله منطقياً واقتصادياً.

لندع للحكومة فترة حتى ترتب بيتها الداخلي، ومن بعد لتكن اعتصاماتنا حضارية.

حفظ الله ليبيا.