جعجعة .. تفجير بنغازي

إن ما حدث في بنغازي.. وما صاحبة من ردة فعل قوية، عارمة، وشاملة لكل المدن الليبية. لا يدعو مجالاً للشك من قدرة الوسيلة الإعلامية على بث حالة من الغليان في الشارع الليبي البسيط والساذج.

الحقيقة التي اختفت في الضجيج، إن الحادث عرضي، والقدرة ساءت أن يكون المستشفى شاهداً.

الكل يعلن الحداد على أرواح فاجعة بنغازي.. والحقيقة تقول إن القتلى طفل وراكبي السيارة.

الكل يتحدث عن مؤامرة.. والحقيقة هي إهمال الدولة لواجبها في منع المتاجرة بالمتفجرات.

الكل يتحدث عن إهمال الدولة.. والحقيقة إننا السبب الحقيقي في تأخر قيام الدولة وإجهزتها الأمنية والجيش.

الكل يتحدث.. والحقيقة أنه صوت بلا فعل.

حفظ الله ليبيا

تفجير 13-5-2013

تهجير أربع عائلات من بيوتها في طرابلس

علمت من مصدر موثوق.. إنه في منطقة سوق الجمعة.. قامت أحد العائلات بتهديد سكان أحد العمارات بضوروة إخلاء بيوتهم في موعدٍ أقصاه أسبوع.. وإلا سيتم قتل من سيجدونه.. وكانت هذه العائلة قد دأبت طوال الفترة ما بعد التحرير على إزعاج السكان وقض مضاجعهم بشكل يومي.. وبالرغم من قيام السكان بتبليغ الجهات المعنية لم يهتم أحد بهم.. ولم ينظر إليهم.. وها هم السكان الآن يقومون بحزم أمتعتهم، والخروج من هذه العمارة.. أربع عائلات ستهجر من بيوتها.. إلى أين؟!!!؟.. لهم الله.

وللعلم.. فإن الدولة الليبية كانت قد قامت بتعويض هذه العائلة عن قطعة الأرض التي تم إقامة العمارة عليها. وهي عمارة مكونة من أربع شقق على دورين.

تعليقي حول منحة ليبيا لتونس

منحة ليبية بقيمة 200000000 مليون دولار لتونس.

وأين المشكلة، فهذا الرقم ليس بالرقم الكبير على دولة كليبيا، وتونس دولة شقيقة وسيكون من الأفضل أن تصلها ليبيا بالمعروف.

المشكلة.. هي أن بعض المناطق في ليبيا تحتاج أقل بكثير من هذا المبلغ لبناء مرفقي صحي أو تعليمي، أو إصلاح طريق.. فكان الأولى من حكومتنا أن تبدأ بالبناء والتعمير داخلياً، ومن بعد، يمكنها منح مساعداتها للآخرين.

والله من وراء القصد

ليلة عصيبة .. طريق السور ليلة 04-11-2012

بخصوص أحداث الأمس.. علمت هذا الصباح من مصدر أمني بالمكان.. إنه لم يتم القبض على “محمد الورفلي-كاسبر”.. وأنه مصاب في كتفه .. وأنه هارب.. أو كما قيل لي: طلعت بيه سيارة.



عند حوالي الواحدة بعد منتصف الليل أفقتُ على صوت هرج ومرج في الشارع، وصوت صليات من كلاشنكوف. في البداية لم ألق للأمر بالاً ولم أهم. فبحكم العادة صار صوت الكلاشنكوف من أدبيات ليالي طرابلس. لكن المر الأمر مع محاولة معاودتي النوم تحول إلى اشتباكٍ عنيف وصياح.

نهضت عن سريري وحاولت استجلاء الأمر.

في الشارع كان الكثير من الشباب يقفون عند مفترق طريق السور والذي يؤدي إلى شارع الزاوية، حيث قاموا بإغلاقه واتخذوا حوله أماكن. البعض يقول إن (أولاد الأسود) يطلبون ثأرهم من “محمد الورفلي” آمر كتيبة (السعداوي) المتمركزة في (معسكر الاستخبارات).. ثم جاء آخر ليقول إنه –أي محمد الورفلي- قبض على أحد الشباب، وهم يخافون أن يقتله كما فعل مع (ولد الأسود).

في الداخل، كما عودتنا قنواتنا لا شيء. وعلى النت والفيس أخبار عن سماع لإطلاق رصاص كثيف في شارع الزاوية. وما فيش حد فاهم حاجة.

لذا حاولت من خلال حائطي على الفيس أن أواكب الأحداث ونقل ما يحدث في الشارع مستفيداً من هاتفي واتصال وايرلس.

واستمرت الاشتباكات حتى قبيل صلاة الفجر، وكانت تهدأ في بعض الأوقات، لتعود. قبل الفجر غلبني سلطان النوم، لأفيق على صوت آذان الفجر والرصاص. كانت الاشتباكات مستمرة حتى السابعة صباحاً عندما هدأت.

استغليت الفرصة لنشر ما يمكنني، وكوني كنت قد أخذت إذناً من عملي لتنفيذ بعض أعمال الصيانة، خرجت مع العاشرة لجلب بعض المستلزمات.

الشارع مقفل تماماً، والشارع الرئيسي مغلق والحركة بسيطة، فمشيت على قدمي حتى المحل لأشتري بعض المستلزمات الخاصة بالسباكة.

في طريق الذهاب كان الشباب يقفون بأسلحتهم يتحدثون في عصبية. لأسمع فجأة صوت انفجار قوي وصليات كلاشن. اتصلت بالبيت لأطمئن فأبلغتني زوجتي إن الانفجار كان قريباً.

في طريق العودة كان الاشتباك قد بدأ، وكنت شاهداً على إصابة أحدهم في بوابة البريد الثانية. فأسرعت الخطو نحو البيت. لتشتعل من بعد.

كانت بعض السيارات قد توقفت عن مفترق طريق السور، وهي تسرع بالدخول والمناورة والرمي. واشتدت قوة الاشتباك، الأسلحة التي استخدمت كانت: كلاشنكوف، رشاشات بأنواعها، والأر بي جي.

مع اقتراب الثانية عشر، علمنا أن “محمد الورفلي” ومجموعته التجأوا إلى المدرسة المقابلة لمعسكر الاستخبارات. علل أحدهم: المعكسر واسع وكبير، والمدرسة صغيرة ويقدر يسيطر منها على المنطقة. ويبدو إن صاحبنا يتمتع بشجاعة وقوة وذكاء ليمكنه المكوث من ليل البارحة مقاوماً دون هوادة.

في هذا الوقت بدأت سيارات اللجنة الأمنية العاليا بالدخول للمنطقة، وهي في أخلبها سيارات تحمل رشاشات. وثمة أفراد يحملون أسلحة خفيفة وبعضهم آر بي جي.

سألت: هو قداش عنده من سلاح.

يرد جاري: قول شن ما عنداش.

لتبدأ موجة من الاشتباكات العنيفة، علمنا بعدها إنه غير موجود، وإن من بقي من مجموعته يحتمي بالمدرسة.. وأنها مسألة وقت.

طوال فترة الظهيرة وما بعدها كانت الاشتباكات تزداد حدة وتصمت لدقائق. وكان للأر بي جي دور مهم وهو بين اللحظة والأخرى يعلمنا بوجوده. وتم التأكيد على الدخول معسكر الاستخبارات.

ووصل الجيش، وبدأ دخوله خط المعركة.. في هذا الخضم، صاح أحدهم مكررا ما سمعه على أطراف خط النار.. شدوه شدوه.. كلنا ظننا في البداية أنهم أمسكوا المطلوب لكن ظهر إنهم أمسكوا بأخيه “إبراهيم”.

تجمع الناس عند مفترق الطرق، وهم بين مترقب وبين مشكك. لحظات وأكد خبر القبض على أخ المطلوب ومن بقي معه.

لتنتهي قصة كتيبة السعداوي بشارع الزاوية.

الصورة عن صفحة ثوار طريق السور على الفيس بوك

أما القصة:

هو أنه ليلة 4-11 قام أحد شباب حراسات البريد بإطلاق صليات من سلاحه، وهو في حالة سكر.. فقام السيد “محمد الورفلي-كاسبر” بالقبض عليه، فما كان من مجموعته إلا طلب إطلاق سرحه وعندما لم يستجب. تم تبادل إطلاق النار، وكانت فرصة للبعض حتى يتم تأديبه وإخلاجه من المنطقة. فتنادى شباب طريق السور وسيدي خليفة.

في الصباح، أعلنت اللجنة الأمنية سحب الشرعية من هذه الكتيبة على خلفية مجموعة من التجاوزات، لتتدخل من خلال أفرادها لفرض سيطرتها على الموقع. بعد ان لم تفلح المفاوضات في فض المشكلة

دخل الجيش لدعم اللجنة الأمنية العليا.

***

على الهامش.

– وصول أفراد اللجنة الأمنية والجيش.. صاح بهم أحد الشباب: وينكم من آمس. وينكم لما كان شباب طريق السور وسيدي خليفة في خط النار.. شباب 17 و18 عنده كلاشن ومخزن، وفيه اللي عنده خمس طلقات ولما سمع جيه.. أطلعوا منها وخلوا الشباب تتعامل معاه.

– نقلاً عن أحد القادة من عين المكان: من آمس وعندهم علم.. لكن ما بوش يدخلوا لين اتفقت كل السرايا..

– يقول أحد الشباب: كان منظفها، زي “اغنيوة” بتاع بوسليم.. بس لعبوهاله.

– في تقديري أن يمنح “محمد الورفلي” ومجموعته المتكونة من 12 شخص كما تقول أغلب الروايات، أوسمة الشجاعة لقدرتهم الفائقة على الدفاع والمناورة.

– علم إنه تم القبض على المدعو “محمد الورفلي-كاسبر”. وطريق السور فرحانة .. كلاكسات وسارينات.

– يروي البعض عمليات نهب تمت لمجموعة المحلات التي أقيمت على سور معسكر الاستخبارات.

– لم تتحدث أي قناة ليبية ما يحدث بقدر من المعلومات أو المصداقية.. وتركت للقنوات الآخرى التعليق ووصف ما يحدث وكأنه حرب أهليه.

حفظ الله ليبيا