تقول الحكاية:
إن الشعب الليبي بعد معاناة 42 من حكم الظلم والاستبداد والتحكم في أقداره.. في هبة غضب، ثار الشعب الليبي في حركة مفاجئة للتاريخ وأوقع من علٍ طاغيته، في 17 فبراير، معلناً بداية عهدٍ جديد من الحرية والعدالة.. عاش فيه المواطن الليبي حراً عزيزاً (ارفع راسك فوق إنت ليبي حر)، مصون الدم والكرامة، لا فرق بين شرق أو غرب، شمال أو جنوب (لا شرقية ولا غربية.. ليبيا لحمة وطنية)، ليبيا وطن واحد لكل الليبيين.. وبعد أن نجح المؤتمر الوطني في حل مشاكل وأزمات البلاد، والقضاء على نقاط التوتر، وأعلن رئيس حكومته الجديد، وبدأ في مشاريع الإسكان والمرافق، والرفع من مستوى معيشة المواطن الليبي البسيط، فزاد في مرتبه، وأزال عنه ربى القروض والسلف، وفتح باب المشروعات الصغيرة للشباب.. رأى أن يلتفت لبيته الداخلي.. أن يهتم بنوابه الذين وصلوا الليل بالنهار لحل مشاكل ليبيا العويصة، ولم يرضوا بأن يمتازوا عن الليبي البسيط في شيء.. وكانوا في قمة المسؤولية لتمثيل من انتخبهم.. قرر المؤتمر الوطني صرف سلفة مقدارها 45 ألف ديناراً ليبياً لتغطية نفقات شراء سيارة، على أن تستقطع من البدل النقدي الذي يصرف لكل عضو.. ولما فكل الليبيون الآن يملومن سيارات في ذات المستوى، حتى يقوم المؤتمر بمحاولة مساواة أعضائه الغلبانين بالموطن الذي لم يقبض مرتبه من أربعة أشهر، أو ممن يعول أسرة بمرتب ضماني، أو ممن نزح عن مدينته.
الطريف في الأمر، أن حال قراءتي للقرار، خطر ببالي فيلم “عادل إمام” (بخيت وعديلة) وكيف أنه رشح نفسه وزوجته في الانتخابات للاستفادة مما يمنح للأعضاء، وكان هدفهم الشقة. وأزعم إن الترشح سيكون في المرات القادمة من أجل هذه المنح لا لخدمة البلد والمواطن.
حفظ الله ليبيا.