مأساة عمارة شوقي التي راح ضحيتها صبيان يوم الأمس ليست الأولى، ونتمنى أن تكون الأخيرة. التي تثبت كم هو مترهل قلب طرابلس -العاصمة-، وضعيف.
لا أستطيع أن أحمل مسؤولية ما حدث لجهة بعينها، فالكل شركاء فيما حدث، بداية من الدولة وأجهزتها ومؤسساتها، إلى المواطن.
الدولة الليبية، لم تقم بدورها الحقيقي، فإن اعتبرنا أن الدولة الليبية ما بعد الاستقلال هي دولة مرحلة التأسيس، فإن من جاء بعدها لم يكمل المسيرة، بل استكمل المشاريع والخطط الخمسية التي كانت، وأوقف بعضها، لتعيش الدولة فراغا عمرانيا كبيرا؛ دولة بلا وزارة للإسكان، أو العمران.
فتحولت مسؤولية السكن والإسكان للمواطن البسيط، الذي أوجد لنفسه الحلول، دون أن ننسى إقصاء دور الخواص، الذي كان يمكنه عمل الكثير، تحت ما يعرف بـ(البيت لساكنه).
عمارة شوقي، تكشف ضعف الدولة الليبية، وضعفنا كمواطنين لم نعرف كيف ندافع عن حقنا في الحياة الكريمة، وكم رخيص دم المواطن الليبي، فكل الحكومات الليبية ما بعد الاستقلال كانت تراعي مصالحها الشخصية، وما يمكنها اكتسابه باسمه وبه.
عمارة شوقي، لم تسقط لأنها قديمة، ولم يكن سقوطها قضاء وقدرا. بل أسقطت مع سبق الإصرار والترصد، والمدان في هذه القضية كلنا جميعا، الشركاء في هذا الوطن.
كلنا شركاء في هذه الجريمة، ونحن الليبيون البسطاء نتحمل جزء من هذه الجريمة، بسبب خوفنا سابقا، والآن، فتحولنا إلى مطية يستخدمها الظالم للوصول إلى مآربه، ويحقق بها غاياته على حساب راحتنا، وقودها دمنا الرخيص.
عمارة شوقي، تكشف إن انحنائنا حتى تمر العاصفة؛ كما توهمنا، تحول إلى عاهة مستديمة، صار من الصعب علينا النظر إلى أعلى لمعرفة من يعتلى ظهورنا.
آن أن نستفيق، وأن نقف كليبيين جميعا في وجه الظالم، وألا نخافه.