متناقضات

تعليق

#أنا_أدون

لا يمكن لأي متبع للمشهد الليبي، إلا الخروج بنتيجة؛ أن المجتمع الليبي، هو مجتمع المتناقضات. وأن هذا المبدأ هو وحدة أساسية في العقلية الليبية.

ولعل المواقف التي ظهرت بعد إعلان #حكومة_الوفاق_الوطني الإثبات الواضح لهذه الحالة.

في كل زينة لولة، ولولة الغزال، ساقه نحيل ورقبة مسلولة.

فمن كان يتنظر هذه الحكومة، ويراها المخرج للأزمة الليبية، بعد ما شهدته البلاد من تجاذبات وصراعات ودم، يتحول إلى معارضٍ لها، ومستهجن للتدخل الدولي في الشأن الليبي، فأين كان صاحبنا هذا عندما بدأ الحوار قبل عام.

ما يثير الاهتمام، إن غالبية من اعترض تركز اعتراضه على الأسماء، وكأنه كان ينتظر أسماء يعلمها، أو ما تم تداوله من تسريبات.

وما يثير الاهتمام أكثر، حجم البحث في الشخصيات التي تم عرضها، وتشريحها، ونشر كل ما يتعلق بها من معلومات على الشبكة، ودون مراعاة لا لأخلاق أو حرمات. حتى ذهب البعض في البحث في علاقات النسب والزواج.

من غلاه.. نسيت سماه.

مبدأ التناقض الليبي الذي يقبلك، ويرفضك في ذات الوقت، أو يقف على حافة الرجحان، بين بين، فهو في اللحظة التي يعلن فيها قبولك، أو نصرتك، يتحول إلى رافضٍ لك، ومنكرك.

هذه الميزة الهوائية، مازالت منذ القديم تتحكم بسياسات ليبيا، وتطبعها، وراجعوا تاريخنا الليبي لتجدوه حافلاً بالكثير من القصص والحوادث.

في تعليق على #حوار_الصخيرات شبحت ما يحدث بلعبة شد الياستيك، فكلما شد طرف، بعد عن الآخر، حد الوصول للحظة التي يفقد فيها الياستيك (المطاط) مرونته، ويكون على وشك الانقطاع، ومخافة الارتداد ولسعة الياستيك، يرخي الطرفان، من مبدأ التواطؤ، ولك سرعان (تلعب الريح) ويغير أحدهم رأيه، ويعاود الشد.

تتعارك الأرياح.. ويجي الكيد عالصاري.

والمواطن البسيط هو من يتحمل هذا التناقض، وعليه دفع ضريبة اللعب بالوطنية، والعبث بمقدرات البلاد.

*

حفظ الله ليبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.