أصوات 2: حبيت نفسي بيك

أصوات في ذاكرة مازالت تطربني!!!

الفنان عبداللطيف احويل في شبابه (الصورة: عن الشبطة)

تعود علاقتي بهذا الصوت لفترة قديمة، من خلال الراديو وتحديدا لأغنية بعينها حفظتها وما زلت أرددها بشكل دائم، ربما بسبب كلماتها البسيطة، والقريبة من القلب. تقول كلمات الأغنية:
جارة يا جارة
ارحلتي يا جارة
واسكنتي بعيد علي الحارة
غير كيف تببني نلقاك
دليني حتى بامارة
من شوقي نسكن بحداك.

بدون شك عرفتم الفنان، نعم إنه الفنان الكبير “عبداللطيف احويل”، الفنان المميز في أغانيه وأدائه المميز الذي يمثل الأغنية الليبية في أفضل صورها.
لكن حديثي هنا لا يتصل بهذه الأغنية، بل بأغنية أخرى، كان التلفزيون الليبي يخصص سهرة الخميس في الغالب لبثها، وأحيانا لا يبثها كاملة بسبب طولها النسبي، وهي بث قديم من حفل شارك فيه مجموعة من الفنانين الليبيين صحبة فنانين منتصف سبعينيات القرن الماضي.


الأغنية التي سأتوقف عندها هي (حبيت نفسي بيك)، وهي في ظني أجمل أغاني الفنان “عبداللطيف احويل”، والتي استطاع أن يظهر فيها إمكانياته الصوتية بشكل كبير ومميز، وبالرغم من حداثة سني وقتها، إلا إنني مع الوقت تعلقت بها أكثر خاصة بعد فهمي لكلماتها وتتبعي لحركاتها الموسيقية وهي تصور حال المحب المعذب.

الفنان: عبداللطيف احويل

قبل الدخول إلى الأغنية، سنتوقف مع سيرة الفنان “عبداللطيف احويل”.
الفنان “عبداللطيف محمد الهوني” أو “عبدالطيف حويل”، ولد بمدينة طرابلس العام 1929م، عاش و ترعرع بالمدينة القديمة، زنقة قوس المفتي.

بدء الغناء وهو طفل حينما كان يغني لأصدقائه من الأطفال. بعد أن أنهى دراسته الابتدائية، دخل مجال العمل لمساعدة أسرته فاشتغل في الدباغة ثم النسيج أو النول. ثم بدء احترافه للغناء، من خلال الغناء في الأفراح وبدون علم أهله.

تعتبر سينما الغرفة بسوق الترك، هي المدرسة الأولى للفنان “عبداللطيف احويل”، من خلال الأفلام التي كانت تقدمها لكبار المطربين كفريد الأطرش وعبدالوهاب وليلى مراد وغيرهم. قبل أن انضمامه لمجموعة من الفنانين في ملتقاهم بفندق سيالة، حيث يجتمع الكتاب والملحنون والنقاد في الفندق ويعرضون أعمالهم ويتناقشون فيها.

الفنان عبداللطيف احويل صحبة الفنان محمد الجزيري في أحد الجلسات الفنية (الصورة: عن الشبكة)

انضم فناننا للإذاعة في 1957م، صحبة مجموعة من الأصوات الليبية المميزة كـ: سلام قدري ومحمود الشريف ومحمد أبوقرين. وكان أول أعماله المسجلة أغنية (يا مشكاي)، لحن “محمد مرشان” وكلمات “علي السني”. لتستمر من بعد رحلة عطائه بتقديم مئات الأغاني.
في سبعينيات القرن الماضي دخل تجربة التلحين، فقدم بعض الألحان لغيره من الفنانين مثل: (يصبح عليك الورد) للفنان “نوري كمال” و(راحلة) للفنان “علي القبرون”، وغنى من ألحانه 50 لحنا تقريباً. إضافة لذلك كان عضوا بفرقة المالوف و الموشحات بفرقة الإذاعة، ومن بعد عضوا مؤسسا لفرقة الشروق للمالوف والموشحات.

وهو لازال يمارس نشاطه الفني له كمطرب وملحن، وأستاذ لمادة المالوف والموشحات بمعهد جمال الدين الميلادي للموسيقى

أغنية حبيت نفسي بيك

يعود تاريخ هذه الأغنية للعام 1976م، وهو تاريخ تسجيلها في طرابلس، في حفل الفنانة الراحلة “فائزة أحمد”، ويظهر التسجيل المصور فرقة الإذاعة الموسيقية الليبية، وهي مطعمة بأعضاء من الفرقة الماسية.

هذه الأغنية من كلمات الشاعر “بشير أحمد” وألحان الموسيقار “عطية محمد”. وهي أغنية عاطفية رومانسية بامتياز، وفي ظني هي أفضل أغاني الفنان “عبداللطيف احويل”، حيث استطاع الملحن الاستفادة من جميع مساحات صوت الفنان بشكل مميز ويدل على حرفية وفهم عالي خاصة وإنه عمد في كل مقطع إلى تغيير الجملة اللحنية لموافقة الحالة الشعرية للنص بالاعتماد على صوت المغني لنقلها.

للأسف هذه الأغنية غير مسجلة في أستوديو لنستمتع بها بشكل واضح، فالتسجيل الوحيد لها هو تسجيل التلفزيون الليبي لها. وفي العام 2019، أصدر الكاتب “أحمد عزيز” كتابا يتناول فيه سيرة الفنان “احويل” الحياتية والفنية بعنوان (عبداللطيف حويل.. عميد الطرب).

كتاب عبداللطيف حويل عميد الطرب للكاتب أحمد عزيز

حبيت نفسي بيك

كلمات: بشير احمد
لحن: عطية محمد
غناء: عبداللطيف حويل

حبيت نفسي بيك أكثر وأكثر
والليل علمني السهر ونسهر
وحبك الغالي دوم بين عيوني
من غير حبك ما قدرت نفكر

نبي نشيله
من وسط قلبي ما لقيتش حيله
وعايش معاه بقلبي نشكيله
ننساه نلقى الود أكبر وأكبر
والليل علمني السهر ونسهر
وحبك الغالي دوم بين عيوني
من غير حبك ما عرفت نفكر

كيف ينسى حياته
إيه والله كيف ينسى حياته
وانت حياة القلب في دقاته
حتى إنكان محبتك شقاته
والحب علمني الوفا ما نغدر
ننساه نلقى الود أكبر وأكبر
والليل علمني السهر ونسهر
وحبك الغالي دوم بين عيوني
من غير حبك ما عرفت نفكر

حبيت بيك أيامي
حبيت حتى حيرتي وأوهامي
وكل ما شغلني في ليل احلامي
حكاية حنينك يا ربيعي الآخضر
يا ورد فحياتي يفوح معطر
ننساه نلقى الود أكبر وأكبر
والليل علمني السهر ونسهر
وحبك الغالي دوم بين عيوني
من غير حبك ما عرفت نفكر

رأيان على ”أصوات 2: حبيت نفسي بيك

  1. زهرة بالقاسم يقول:

    تدوينة رائعة في حق الفنان الكبير عبد اللطيف حويل القامة الإبداعية في الفن الليبي
    وهذه الأغنية هي من اجمل ما غناه الفنان إضافة إلى مجموعة من الأغاني الأخرى
    أمد الله الفنان عبد اللطيف حويل بالصحة ومتعه بالعافية
    وشكرا للمدون هذه اللفتة الكريمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.