كُتَّاب وشعراء: غياب مريع للمثقف الليبي ومشهد تسوده الشللية
قبل يومين جمعتني الصدفة بصديق، فأخذنا الحديث إلى شجونه وأبعد، حتى حط بنا الرحال عند الكتب والقراءة، فوجدته يقول لي:
– أتعرف، منذ أكثر من عامين لم أفتح كتاباً، ولم أتصفح أي مطبوعة ورقية؟
فرددت عليه:
– هل تقصد إنك توجهت للكتب الإلكترونية؟
فأجاب:
– لا!!!
– ؟؟؟
– ببساطة، صرت من متابعي ملخصات الكتب، على اليوتيوب! فعن طريق هاتفي، وخلال تنقلي أو جلوسي للهمل أقوم بتشغيل أحد قنوات اليوتيوب الخاصة بذلك، وأستمع إلى ملخص الكتاب والذي في العادة لا يتجاوز النصف ساعة على أقصى تقدير.
فأردفت:
– بعض القنوات تقدم كتباً مسموعة!
– أعرف، لكني أفضل الملخصات كونها قصيرة، ومركزة، وتوصلني إلى ما أريد بسرعة.
متابعة القراءة
الوطن يحضن الجميع، لكن المصالح تجعل منه ساحة ضيقة لا تسع إلا واحداً فرداً، والآخرون لا شيء، ولابد لهم من ترك الساحة، أو لا بد له من ترك الساحة؛ لهم. وقد يكون فريقاً صغيراً (المهمك يا أني يا إنت).
هذه الحقيقة التي عشناها، ونعيشها ونعايشها، هي أحد المكونات الثقافية الليبية الأصيلة، ولا أريد لأحد أن يخرج بي خارج الحدود الجغرافية لليبيا، محاولاً التبرير أو التعليل.
أنا أتحدث عن ليبيا، وفي هذا الشأن الكل سواء، ولم يرحم ربي أحداً، إلا بدرجة أو درجتين، فالخطاب الذي تكشفه منصات التواصل الاجتماعي (وعلى ذات المستوى الإعلام بمختلف قنواته وأشكاله)؛ فقد أفلحت في رفع الغطاء، وكانت كافية لإثبات هذه الحقيقة، أننا مالاخير (حزمة كرناف)!
متابعة القراءة
وجوه.. سلسلة من التدوينات حول وجوه مرت بذاكرتي، وتشرق أحياناً…
في ثمانينات القرن الماضي، كانت ضمن توجهات التلفزيون الليبي، التركيز على عرض المسلسلات الأردنية، البدوية منها والقروية، إلى المدينية، للدرجة التي درج فيها على لسان الليبيين التعليق باللهجة البدوية الأردنية، حتى أن استخدمها الفنان الكبير “محمد الكور” في أحد المشاهد الفكاهية في برنامجه الرمضاني (حنان وحنة) صحية الراحل “عبدالرزاق بن نعسان” و”خالد كافو”.
من المسلسلات التي عرضت في تلك الفترة مسلسل (جبل الصوان)، والذي عرض كمسلسل سهرة، ثم كالعادة تم إعادة بثه في المساء، ولقد تابعت هذا المسلسل كونه يتكئ على التاريخ، وباللغة العربية الفصحى، ولحكايته وخطه الدرامي المميز.
متابعة القراءة
أصوات في ذاكرة مازالت تطربني!!!
تعود علاقتي بهذا الصوت لفترة قديمة، من خلال الراديو وتحديدا لأغنية بعينها حفظتها وما زلت أرددها بشكل دائم، ربما بسبب كلماتها البسيطة، والقريبة من القلب. تقول كلمات الأغنية:
جارة يا جارة
ارحلتي يا جارة
واسكنتي بعيد علي الحارة
غير كيف تببني نلقاك
دليني حتى بامارة
من شوقي نسكن بحداك.
بدون شك عرفتم الفنان، نعم إنه الفنان الكبير “عبداللطيف احويل”، الفنان المميز في أغانيه وأدائه المميز الذي يمثل الأغنية الليبية في أفضل صورها.
لكن حديثي هنا لا يتصل بهذه الأغنية، بل بأغنية أخرى، كان التلفزيون الليبي يخصص سهرة الخميس في الغالب لبثها، وأحيانا لا يبثها كاملة بسبب طولها النسبي، وهي بث قديم من حفل شارك فيه مجموعة من الفنانين الليبيين صحبة فنانين منتصف سبعينيات القرن الماضي.