لسبب ما، أقول أجهله، تعلقت بهذا الأغنية، ولأن الإذاعة الليبية وقتها، من عادتها تكرار الأغاني، حد الفدد، كانت هذه الأغنية بالذات متعة خاصة، وحتى اللحظة، مازالت هذه الأغنية المفضلة لدي، وتقفز إلى لساني في حالات الانسجام.

زادت علاقتي بهذه الأغنية، عندما بدأت التعاون مع صحيفة الشط، عندما توليت مسؤولية (منسق التحرير) والملف الثقافي، وكان مقر الصحيفة، بالقبة الفلكية وقتها، محج للأدباء والكتاب، والفنانين. وممن كان يداوم على زيارة الصحيفة، الفنان الكبير “كاظم نديم” رحمه الله.

أذكر في أحد اللقاءات الأولى، أني سألته عن هذه الأغنية، مبدياً إعجابي بها، كلماتٍ ولحناً: فوجدته يبتسم، وهو يشكرني، وهو يقول:

– أول ما سمعت كلمات الأغنية شدتني، وهي لشاعر من بنغازي –للأسف نسيت اسمه-، فطلبت منه الأغنية، وكان المقطع الأول منها على هذا الشكل:

جابوا أصحابي سيرتك من تاني

اشتاق خاطري لقربك بعد نسياني

يعلق الراحل “كاظم نديم” متابعاً:

حسيت وكأن الكلمات أقرب للهجة المصرية، منها لليبية، فقلت للشاعر شن رايك نغيروا شوية في الكلمات، فبدلنا وحورنا، حتى وصلنا للمقطع اللي غناه الجيلاني:

جابوا أصحابي سيرتك قدامي

اشتاق خاطري معاهم بعتت سلامي.

سبب كتابتي لهذه التدوينة، كوني عرفت أخيراً صاحب الكلمات، عن طريق منشور للقاص “محمد العنيزي” قبل أيام، يتحدث فيه عن الشاعر “يوسف بن صريتي”، وهكذا اكتمل مثلث أغنية (جابوا اصحابي):

كلمات: يوسف بن صريتي.

ألحان: كاظم نديم.

غناء: حسين الجيلاني.

وللأسف لم أجد لهذه الأغنية تسجيلاً مسموعاً ومرئياً، إلا ذاكرتي، التي مازالت تحتفي بها.

________________________

الشكر للسيد “محمود بن موسى” التي تفضل علينا في التعليق بتسجيل لهذه الأغنية، فله كل التحية والشكر!!