أول رمضان

عن الشبكة.

عندما بدأتُ الصيام كان صيف النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي، حاراً على غير العادة، ولم يكن مكيف الهواء منتشراً كما هو الآن، فكان الطريقة المتبعة لتلطيف درجة حرارة البيت، تنكيس الأبواب والنوافذ، واستخدام المراوح الكهربائية. وكنت طلباً للبرودة، أتمدد على البلاط.

كانت الحركة تموت في الشوارع مع ارتفاع الشمس، في الضحى، خاصة وإن العطلة الصيفية في بدايتها، وما إن تنزل الشمس عن سمتها، ويؤذن للعصر، حتى نخرج من جحورنا للشارع، الذي يضج بأصواتنا وبأجسادنا التي نكتشف قدرتها على اللعب بكفاءة.

كان رمضان بسيط، وأهم ما فيه الشربة والبوريك والمبطن.

كانت فترة العشية نشطة، ومليئة بالأنشطة، خاصة عندما أذهب بصحبة والدي إلى سوق الخضرة، الذي يعج بالزبائن، وإضافة إلى باعة الخضر والفواكه، هناك باعة البوريك (ورقة بورية.. ورقة طازة)، وفي غالبيتهم أطفال في مثل عمري وأصغر قليلاً، ما أن تطلب من أحدهم (البوريك) حتى يرفع غطاء (جردل الديكسان) ليمد يده ويخرج بلفافة (البوريك) ويستلم منك (الربع دينار).

متابعة القراءة

2016.. بين القراءة، وفائدة الذهاب للمصرف

1

مر عام 2016 سريعاً!!، قد يكون القول مكرراً، أو مكروراً، وربما عبرت به عن سرعة مرور الأيام، تعليقاً على السنة الماضية، أو سنوات مرت. لكن ربما لخصوصية هذه السنة، بما مر فيها من ظروف تمنيت بشكل حقيقي أن تغادر سريعاً.

فكأن الله استجاب دعواتنا؟

سنة 2016 لم تكن سنة اعتيادية، فهي على خلاف ما كان، كان المفترض أن تكون عام الاستقرار، وبداية انطلاق ليبيا الجديدة. لكن التجاذبات السياسية، والحراك المصاحب لها واقعاً، كان له الأثر السلبي على حياة المواطن الليبي، والتي مست أمنه وقوته.

متابعة القراءة

أغنيات في البال

الإهداء: إلى الصديق “نور الدين القبيبي”

بالرغم من الحزن الذي يسكننا، وقسوة الواقع، والصورة القاتمة للغد، ثمة فقاعة ملونة، ترتفع، وتنفجر ناشرة بعضاً من سرور.

قبل أيام، ارتفعت أحد هذه الفقاعات. راقبتها وهي ترتفع، كانت ترقص وتتمايل، وهي تدور صاعدة، حتى عاودت نزولها، فاقتربت منها، مداعباً، فاستقرت على جبيني، ثم انفجرت.

لم يكن انفجارها عادياً. فحال تشظيها، انطلقت موجة موسيقية غمرت المكان، وتملكتني. ورجعت بي لأيامٍ خوالي، كلن فيها صندوق العجائب، التلفزيون، بلا ألوان، لكن موسيقاه ملونة.

لم أدري كم مر من الوقت، وأنا تحبسني هذه الأغنيات إليها، وأرى فيها نفسي صغيراً مشدوداً إلى تلفزيوننا القديم، JVC، الأبيض والأسود.

بدأت الرحلة بحريةً مع الفنان “عادل عبدالمجيد”، السباح الخبير في (بحر الحب)، ثم من بعيد يعلن صوت مميز، لفنان أصيل، يتحسر فيها على حبه الذي ضاع بعد (24 ساعة)، لكن “أبوبكر سالم”، بالرغم من خسرانه يغني مبتسماً، ويصفق.

متابعة القراءة

أغنية في البال: جابوا اصحابي

ثلاثي أغنية_جابوا أصحابي

لسبب ما، أقول أجهله، تعلقت بهذا الأغنية، ولأن الإذاعة الليبية وقتها، من عادتها تكرار الأغاني، حد الفدد، كانت هذه الأغنية بالذات متعة خاصة، وحتى اللحظة، مازالت هذه الأغنية المفضلة لدي، وتقفز إلى لساني في حالات الانسجام.

زادت علاقتي بهذه الأغنية، عندما بدأت التعاون مع صحيفة الشط، عندما توليت مسؤولية (منسق التحرير) والملف الثقافي، وكان مقر الصحيفة، بالقبة الفلكية وقتها، محج للأدباء والكتاب، والفنانين. وممن كان يداوم على زيارة الصحيفة، الفنان الكبير “كاظم نديم” رحمه الله.

متابعة القراءة

العـودة للـ103

 103-1

لحوالي العامين، لم أذهب للعمل في الحقول. الكثير من الظروف، وأولها الوضع الأمني، وحالة لا استقرار، التي عرفتها الكثير من الحقول النفطية، حيث يتم تشغيل طائراتنا، كانت حائلاً.

لكني اليوم أعود، نعم، وتشاء الأقدار أن تكون عودتي لذات الحقل الذي كانت زيارتي الأولى له بعد التحرير، مايو 2012، حيث كانت الشركة تشغل رحلة يومية، وكنت أقوم على متابعة الطائرة فنياً، استقبالاً للمبيت، وتجهيزاً لرحلة العودة صباحاً.

في هذا الحقل، شهدت الكثير من الاحتفالات، فكنت موجوداً في الاحتفال بالذكرى الأولى؛ لعيد التحرير، ويوم الشهيد، وعيد الاستقلال، العمال، ولعل أكبر احتفال، هو حصول المنتخب الليبي على كأس أفريقيا. ففي تلك الليلة، غص نادي الحقل بالعاملين متابعين ومشجعين، وعقب الفوز، خرج الكل رغم الأمطار وبرك المياه، للاحتفال؛ الكل رقص، وغنى وهتف لليبيا، وبليبيا. وأذكر أن أحد العاملين الأجانب، وق مبهوتاً ومشدوهاً ومنبهراً، وهو يشاهد هذا المنظر الاحتفالي، وكان يطلب مني ترجمة ما يقولون، بينما يديه تشتعل تصفيقاً، ثم تركني ليقفز داخل دائرة الراقصين.

متابعة القراءة