سالمة ديما سالمة

حكايات ليبية

http://www.libya-al-mostakbal.org/upload_new/039/25bf48d02ced247289ca5ad5260630bb.jpg

عن الشبكة

– سمتني أمي سالمة، باش نكون ديما سالمة!!!

هذه إجابتها لكل من يسألها عن اسمها، فهي لا تكتفي بمجرد الاسم، واللقب، بل تتبعه بجملتها التي صارت لقامتها (سالمة، ديما سالمة).

كل سكان الحي يعرفون “سالمة” وقصتها، التي يحفظها الجميل، وتنتقل من جيل إلى جيل، ولا تجد من يخطئ في روايتها، أو سرد أحداثها، لأنه سيجد من يصحح له، لذا لا جدوى من الإضافة أو محاولة تزيينها، فهي حكاية مكتفية.

ولدت “سالمة” في ذات التي الذي تسكنه، ولدتها الملائكة، فعندما استبطأت الجارات، جارتهم “مقبولة”، تواعدن على زيارتها بعد العودة من جلب الماء، وعندما دخلن عليها، وجدنها تحمل بين يديها طلفلتها الصغيرة، وسارعت بقولها:

– سميتها سالمة، باش ديما تكون سالمة!!!.

متابعة القراءة

حكايات ليبية.. حكاية غادية

%d8%ad%d8%a7%d8%a6%d8%b1%d8%a9

آخر مرة رأيتها فيها، كانت قبل أكثر من 20 عاماً، حيث جمعنا النشاط الجامعي في أحد أمسياته، كانت تقرأ كلماتها في هدوء وثقة، قبل أن تضج القاعة بالتصفيق عند آخر كلمة.

لكن هذا اللقاء كان مختلفاً، فلم أرى الـ”غادة” التي عرفت، لم تكن السنين، ولم تكن مصاعب الحياة، إنما: الليبيين!!!.

في ذلك اللقاء العارض، لم يكن سهلاً علي أن أتركها تمضي في حالها، بعد ما رأيت حالة الشقاء البادية على وجهها، فبالرغم من اختلاف توجهاتنا الدراسية، جمعنا النشاط الجامعي، لتبدأ علاقة يجمعنا فيها هم الكتابة، ورغم طلبي منها نشر ما تكتب، إلا إنها لم تستجب أبداً، ولو لمرة واحدة، ظلت تشارك في الأمسيات الجامعية، وتحفظ ما تكتبه في حقيبتها، أو مذكراتها.

متابعة القراءة

الهروب

حكايات ليبية

في أحد تدويناتي طلبت مرة من الشعب الليبي أن ترك البلاد ويخرج، نعم يتركها للعابثين والناهبين والمصلحيين والمتحكمين والراغبين في الكرسي، ويخرج طلباً لحقه في الحياة، والعيش الكريم.

وها هو أبٌ، بحث عن الخلاص والشفاء لابنته في وطنه، ولم يجده، فقرر أن يسلك سبيل الهاربين المهاجرين، عبر البحر. في رحلة (شن جابرك عالمر، غير الأمرْ منه).

نعم “ساجدة” تحرج رفقة أبيها في زورق عابرة (حارقة) البحر الأبيض المتوسط، هرباً من ظلم ذوي القربي، الذين لم يرحموا عزيز قومٍ ذل، وذل الشعب كله.

بدأت الرحلة صباح 28 يونيو 2016 في زورق مطاطي (زوديك)، يقوده المواطن الليبي “عبدالحكيم بشير الشائبي”، صحبة ابنته “ساجدة”. وبعد 30 ساعة من الإبحار في عرض البحر، أوقفت زورقهم الصغير، سفينة حربية إيطالية، حملتهم إلى صقلية، لتدخل “ساجدة” التي أجهدتها الرحلة والسرطان المصحات الإيطالية، وترسل من بعد صورها للوطن وهي تبتسم على سريرها في المصحة.

متابعة القراءة

سامر يحكم ليبيا

حكايات ليبية

#أنا_أدون

سامر شاب في بداية العقد الثاني من عمره، مفعمٌ بالحيوية والنشاط، يسكن وعائلته مدينة طرابلس، وتحديداً وسط المدينة، يعني (ولد بلاد). وبالرغم من حداثة سنه، إلا أن أكثر ما يعجبني فيه هدوءه وسعة صدره، مقارنة بحدة وتسرع أقرانه.

عندما تعرفت إليه، كان حديث عهدٍ بالعمل، وكان لا يكف عن السؤال، محاولة لفهم ما حوله، وتدعيم ثقته بنفسه، ثم تجد ابتسامتهُ المميزة تقول لك: شكراً على مساعدتك.

عن الشبكة

عن الشبكة

قبل أيام، اضطرتنا ظروف العمل للقدوم مبكراً، فكان من ضمن المجموعة المختارة، وكالعادة سألته:

  • أمتى راقد؟
  • والله شن بنقولك.. الساعة 3!!!

وقبل أن أعلق، ابتسم ودخل في نوبة ضحك، لم أفهم كنهها حتى هدأ.

  • خيرك شن في؟
  • والله مش عارف شن بنقول ولا نحكي!!!؟؟؟
  • قول، ولا احكي.. المهم نبي نعرف.. مش تقصقيص!!! لكن اللي يشوفك وانتا تضحك يقول يا مسطول يا زارط!!!
  • عارف وانا نراجي اليوم، صارتلي حاجة مش طبيعي.
  • شنو؟؟؟
  • خدتني نومه بتاع 10 دقايق ربع ساعة.
  • ووين اللي مش طبيعي!!!؟؟؟
  • هادوكا العشر دقايق حلمت فيهم.
  • مسرع، يعني وصلت للحلم في هالدقايق.
  • وهو مش حلم
  • ؟؟؟؟؟؟!!!!!
  • تعرف لتوه حاير في روحي، وفي نفسي.

وعاد للضحك.

متابعة القراءة

حكاية مواطن من!!!

حكايات ليبية

ليبيا الثورة#أنا_أدون

اسمي “علي”، جاء أبي طرابلس في بداية ثمانينات القرن الماضي، بناءً على طلب جدي لأمي، بعد أن حصل له على فرصة عمل في (مصنع المكرونة)، حيث كان يعمل.

سكنّا منطقة (…..)، وهي أحد المناطق الشعبية، ولكوني كنت في سن المدرسة، دخلت المدرسة في طرابلس، وهو أكثر ما حسدني عليه أبناء عمومتي عند مغادرتي لبلدتنا بقولهم: صحة ليك بتقرا في طرابلس.

عشنا حياة هانئة، وسعيدة في وجود جيران كانوا كأهل، تقاسمنا وإياهم الفرح والترح، وكانت الأمور تسير كما قدر لها المولى.

تزوجت أختي أحد أبناء الجيران، وتبعتها أختي الثانية لأحد الأحياء القريبة، وتزوج أخي الأكبر وسكن خارج منطقتنا، في أحد أحياء طرابلس الراقية مقارنة بمنطقتنا. في العام 2006 تزوجت من ابنة عمي، وسكنت معي بيت العائلة، صحبة أمي وأبي، بعد أن بنيت دوراً ثانياً كباقي الليبيين، هذا الأمر ساعدني كثيراً، خاصة وأن طبيعة عملي الصحراوي، تفرض علي الغياب عن بيتي لأسبوعين، أحياناً أكثر، وهكذا أكون مطمئناً عليهم جميعاً.

متابعة القراءة